عبدالوهاب أقيل من الفجيرة.. الجبّال في خطر.. وتغـييرات بالجملة على اللاعبين
دوري الخليج يُدير ظهره للعرب
أدار دوري الخليج العربي لكرة القدم ظهره للمدربين واللاعبين العرب، خلال مرحلة الدور الأول من المسابقة، على العكس من السنوات الماضية التي فرضوا فيها بصمتهم ونجحوا في إحراج العديد من الأسماء الأجنبية البارزة، واستطاع المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، في الموسم قبل الماضي، أن يخطف لقب أفضل مدرب من الروماني أولاريو كوزمين، بعد منافسة حامية من الطرفين انتهت لمصلحة المدرب العراقي الذي بات أول مدرب عربي في الدوري ينال الجائزة، كما تمكن المدرب الوطني، الدكتور عبدالله مسفر، من تحقيق نتائج لافتة مع الظفرة في الموسم الماضي، حينما قاده للتأهل إلى الدور نصف النهائي من مسابقتي كأس المحترفين، وكأس رئيس الدولة.
ولكن الموسم الحالي كان الأصعب على المدربين العرب الثلاثة، وهم: التونسي فتحي الجبال، والجزائري عبدالحق بن شيخة، وحتى على العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، الذي أقيل من تدريب الفجيرة، أخيراً، وحل التشيكي ايفان هاسيك خلفاً له.
وكان نادي الفجيرة تعاقد مع المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر لمدة عام، لقيادة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، خلفاً للبوسني جمال حاجي، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق المسابقة.
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي قدمته إدارة الفجيرة إلى المدرب العراقي بالتعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ من الأجانب والمواطنين أمثال أبوبكر سانغو والجزائريين مجيد بوقرة قائد الخضر وزميله حسان يبده، واللبناني الدولي حسن معتوق، إلا أن الفريق لم يستطيع أن يحصد سوى تسع نقاط فقط من أصل 11 مباراة خاضها مع الفريق، ما جعل الإدارة تفكر في استبعاد المدرب من موقعه والتعاقد مع التشيكي ايفان هاسيك، خصوصاً بعد أن تعرض الفريق لخسارة هي الأكبر في دوري الخليج العربي بسقوطه أمام بني ياس بسبعة أهداف نظيفة.
وتتهدد مقصلة الإقالة مدربي عجمان واتحاد كلباء، الجبّال وبن شيخة، إذا استمرت وضعية فريقيهما على ما هي عليه، إذ يحتلان المركز قبل الأخير والأخير على التوالي، ما قد يجعل فرصة احتفاظهما بمنصبيهما أمراً في غاية الصعوبة.
ولم يتمكن المدرب التونسي فتحي الجبال من قيادة عجمان حتى الآن لتحقيق النتائج نفسها التي حققها في الدوري السعودي، وتعرض الفريق للعديد من الانتكاسات على العكس من المواسم الماضية التي كان فيها الفريق يسمى بـ«الحصان الأسود» بقيادة مدربه السابق، العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، الذي أمضى مع البرتقالي أربعة مواسم.
وعلى الرغم من أن المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة أعلن قبل أيام نيته الرحيل عقب انتهاء الدور الأول من الدوري، إلا أن نجاحه في تحقيق الفوز الأول لفريقه في دوري الخليج العربي على حساب النصر، جعل الإدارة تتمسك به، مع الوعد بتحسين وضعية الفريق من خلال دعمه بعناصر مميزة مع فتح باب الانتقالات الشتوية.
ولم يكن اللاعبون العرب أفضل حالاً من المدربين في الدور الأول، إذ لم يتمكن أي لاعب من خطف الأنظار في الموسم الحالي، وبات معظمهم مهددين بالرحيل عن أنديتهم خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وكان أكبر الخاسرين في الموسم اللاعبين المغاربة، إذ رحل عبدالعزيز برادة عن الجزيرة مطلع الموسم الحالي، وبات الثلاثي يوسف القديوي، وعادل هرماش، وإدريس فتوحي، على وشك اللحاق به، بعد أن كثر الحديث حول رحيلهم داخل أندية الظفرة والوحدة وعجمان، بينما لايزال موقف مواطنه كريم زياني من العودة إلى عجمان غامضاً، والأمر نفسه بالنسبة للكويتي حسين فاضل مع الوحدة.
وعزا المحلل الرياضي ولاعب النصر والمنتخب الوطني السابق، عبدالرحمن محمد، تراجع أسهم المدرب العربي في الدور الأول من دوري الخليج العربي إلى حالة عدم التوفيق التي كان عليها بعض المدربين، وفي مقدمهم عبدالوهاب عبدالقادر، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «تفسيري الوحيد لتلك الظاهرة أن المدربين العرب عانوا من سوء حظ كبير في الدور الأول، وفي مقدمتهم عبدالوهاب عبدالقادر، فلا يعني أن نتائجه مع الفجيرة لم تكن على القدر ذاته مع عجمان، أنه ليس مدرباً جيداً بل على العكس عبدالوهاب من المدربين الذين لهم باع كبير في الدوري الإماراتي، واستطاع أن يحقق نجاحات مع الفرق العدة التي عمل معها وفي مقدمتها البرتقالي».
وأضاف «بخصوص اللاعبين العرب، ربما يكون عدم الانسجام، أو تغيير مراكز بعض اللاعبين قد أثرا في مردودهم، فضلاً عن سوء نتائج الأندية التي يلعبون لها، ما حال دون صبر الإدارة عليهم، ومنحهم الفرصة في الدور الثاني».
وصف المحلل الفني والخبير الكروي في قنوات أبوظبي الرياضية، منذر عبدالله، حالة عدم توفيق العرب بشكل عام في الدور الأول من دوري الخليج العربي، بأنها مجرد مصادفة، وليس لضعف مستويات اللاعبين أو المدربين العرب في دورينا، وقال: «ربما تكون الأماكن التي يوجد فيها العرب بين الأندية التي تصارع من أجل البقاء هي ما لم تساعد على تحقيق النجاح أسوة ببقية المدربين أو اللاعبين الموجودين في الأندية الكبرى».
وأوضح: «إذا ما استثنينا الوحدة كنادٍ منافس على بطولة الدوري، ورغبته في تغيير لاعبيه العرب الموجود لديه، سنجد أن الباقين يعملون في ظروف أصعب، وبإمكانات أقل، ودائماً ما يلعبون تحت ضغوط النتائج، وهذا ما يدفع الإدارات إلى طلب تغير المدربين مع أي سقاطات تتعرض لها فرقها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news