رياضيون: الأنـدية لا تثق بالمدربين المــــواطنـيــن.. وتستدعيهم لـ «الطوارئ»

حمل رياضيون، إدارات أندية دوري الخليج العربي لكرة القدم، مسؤولية غياب المدربين المواطنين عن المنطقة الفنية في دوري المحترفين للموسم الثاني على التوالي، مؤكدين أن إدارات الأندية لا تثق بقدراتهم وإمكاناتهم، على الرغم من النجاحات التي حققها العديد من الأسماء سواء مع المنتخبات أو الأندية، مطالبين في الوقت ذاته، المجالس الرياضية، بضرورة تبني مشروع لصقل المدرب المحلي، وتأهيله بشكل علمي سليم من أجل توسيع قاعدة المدربين في الدولة، على حد تعبيرهم.

وخلت قائمة مدربي الأندية الـ14 المشاركة في النسخة السابعة من دوري الخليج العربي من المدرب المواطن مجدداً، بعد أن شهد الموسم قبل الماضي آخر ظهور للمدرب الوطني، حينما تولى الدكتور عبدالله مسفر مسؤولية تدريب فريق الظفرة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: إن «الأندية تلجأ للمدرب الوطني في حالات الطوارئ، فلا يظهر إلا في وسط الموسم بديلاً للمدرب الأجنبي وقت إقالته»، مطالبين «بتعديل الأندية لسياسات عملها من خلال التخطيط الطويل ويجب أن يكون المدرب المواطن جزءاً منها».

وأكد لاعب المنتخب الوطني ونادي النصر السابق، عبدالرحمن محمد، أن «غياب المدرب الوطني عن دوري المحترفين، للعام الثاني على التوالي ليس بالأمر الجديد، ويتحمل ذلك المدرب الوطني نفسه، بعد أن نصب نفسه (مدرب طوارئ)». وقال إن «المدرب الوطني، اعتاد أن يُحب ناديه أكثر ما يُحب نفسه، فنراه دائماً يقدم عواطفه على مصلحته الشخصية، فيقبل أن يتولى تدريب ناديه بعد أي اقالة تحدث للمدرب الأجنبي، فهو يتولى المسؤولية في ظروف بالغة الصعوبة، ورغم ذلك يتجاوزها بنجاح، إلا أنه في النهاية لا ينال المعروف من ناديه، فيتم استبعاده والتعاقد مع مدرب أجنبي في الموسم الذي يليه».

وأوضح أن «القليل من المدربين، هم من صنعوا لأنفسهم مكانة وسط المدربين الكبار مثل مهدي علي، الذي بات يُصنف على أنه واحد من أفضل المدربين العرب وفي القارة الصفراء، بفضل سياسته الناجحة في التعامل مع مهنة التدريب التي وضعته في المكانة التي أرى أنه يستحقها بالفعل».

وأكمل: «من حق كل نادٍ أن يطمح الى المنافسة ويختار من يراه من كفاءة فنية تحقق له طموحاته، لكننا مع الأسف نرى أن معظم الاختيارات من المدربين الذين يأتون الى الدوري الإماراتي، ضعيفة للغاية ولا ترتقي الى مستوى الطموحات، بل يزيد على ذلك الخسائر المادية التي تتكبدها الاندية جراء مثل هذه التعاقدات الفاشلة».

وطالب عبدالرحمن محمد إدارات الأندية بأن «تُعدل سياسة عملها، ولا تجعلها قائمة على النتائج فقط، النتائج لا تأتي الا بالتخطيط الطويل، ويجب أن يشمل هذا التخطيط المدرب الوطني، عبر الاستعانة بنجوم الأندية وتأهيلهم بشكل علمي ليكون لديهم قاعدة من المدربين يتولون قيادة الفريق الأول».

من جهته، أكد لاعب العين السابق، ومدير منتخب الشباب الحالي، سالم جوهر، أن «المدرب الوطني بحاجة الى فرصة حقيقية لإثبات أنه لا يقل كفاءة عن المدربين الأجانب الذين يأتون الى الدوري كل عام».

وقال: «هناك نقطة يُغفلها الكثيرون من الأندية، وهي أن المدرب الوطني دائماً ما يحظى باحترام وثقة اللاعبين وينظرون إليه على أنه كان نجماً كبيراً في السابق وله تقديره، فنرى عطاءهم يتضاعف من أجل المدرب، والأمثلة كثيرة، وآخرها مع المدرب وليد عبيد، الذي استطاع أن يُحول أداء اتحاد كلباء 180 درجة للأفضل بعد أن تولى المسؤولية في نهاية الموسم الماضي».

وأضاف «نحن في الامارات نفخر بما نملكه من مدربين أثبتوا نجاحاً كبيراً في الفترات التي عملوا فيها سواء مع الاندية أو المنتخبات الوطنية أمثال عبدالله صقر والدكتور عبدالله مسفر وجمعة ربيع ومهدي علي، وغيرهم من المدربين، وهذا كان يستدعي أن نثق بهم ويحصلوا على فرصة أفضل مما عليه حالياً».

ودعا سالم جوهر المجالس الرياضية إلى «ضرورة تبني مشروع لإعداد المدرب الوطني من خلال قيام الاندية بترشيح مجموعة من الأسماء للسفر الى أوروبا، والتعايش مع كبرى الأندية هناك».

وتابع «معظم المدربين الكبار بدأوا مع الناشئين وأنديتهم وقفوات إلى جوارهم إلى أن أصبحوا من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب، والتجربة التي يجب أن نتعلم منها أن تلك الاندية وقفت الى جوار تلك الأسماء، ولم تطردهم مع أول سقوط».

أما مدير فريق الوصل السابق، حسن طالب، فقال إنه «لا أمل في ظهور المدربين المواطنين بدوري الخليج العربي، في ظل السياسة الراهنة التي تتبناها الأندية تجاه المدرب المواطن».

وأوضح: «يؤسفني قول ذلك، لكنها حقيقة لن تتغير بسهولة، الأندية تجري وراء المدرب الأجنبي بصورة مبالغ فيها، وكم من حالات كثيرة لمدربين فشلوا مع أنديتهم واتجهوا الى أندية أخرى، وكأن التجربة لم تمر من أمامهم».

وأوضح: «الأندية لا تثق بالمدرب الوطني، وإذا وثقت به يكون ذلك في منتصف الموسم، وفي ظروف صعبة أي ان الأمر يكون مفروضاً عليها». وختم: «هناك سياسة أخرى غريبة تنتهجها الأندية مع المدرب الوطني، فحينما يتولى المسؤولية تجد لجنة الكرة دائماً ما تظهر وتفرض عليه أسماءً معينة سواء من اللاعبين الأجانب أو المواطنين، على العكس من المدرب الأجنبي الذي يكون هو صاحب القرار الأول والأخير».

الأكثر مشاركة