الأكاديميات الخاصة تنافس الأندية.. واتحاد الكرة مُطالب بالإشراف
انتشرت أكاديميات كرة القدم الخاصة بشكل كبير في الإمارات، لأسباب مختلفة، منها عدم القدرة على الانضمام إلى الأندية المعروفة التي تحظى بدعم رسمي، فيضطر أولياء الأمور إلى التوجه إلى الأكاديميات الخاصة من أجل ممارسة أبنائهم لعبة كرة القدم مقابل اشتراكات مادية في ظل غياب تام من اتحاد كرة القدم عن الإشراف على هذه الأكاديميات.
ويسعى اتحاد الكرة جاهداً إلى تقنين عمل الأكاديميات الخاصة والاستفادة منها، خصوصاً أنها تضم عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين سواء من المواطنين أو الوافدين، بعد المحاولات الأولى للسيطرة على انتشارها بهذا الشكل، والتي كانت تنحصر فقط في رسم اشتراك في الاتحاد دون تقديم أي خدمات.
بالحسن ملوش: 12 أكاديمية مسجّلة في اتحاد الكرة رسمياً
أكد مدير الإدارة الفنية باتحاد كرة القدم والمحاضر الدولي بلحسن ملوش، أن دور اتحاد كرة القدم كان غائباً خلال الفترة الماضية عن الأكاديميات الخاصة التي تمثل عاملاً مهماً جداً في انتشار الرياضة وإلحاق اللاعبين غير المقيدين في الأندية بمؤسسات معتمدة لكرة القدم، مشيراً إلى أن هناك 12 أكاديمية فقط متواصلة مع الاتحاد ومسجلة رسمياً طبقاً للقوانين الخاصة. وقال: «يجب وضع شروط لإنشاء أكاديمية خاصة أو تجديد الرخصة، وبالفعل تم صياغة لائحة موحدة عقب اجتماعات مكثفة مع المجالس الرياضية الثلاثة ووزارة الشباب والرياضة، وأصبحت الشروط الآن جاهزة للطباعة ليتم تنفيذ ما فيها من شروط بداية من الموسم الجديد، والآن كل أكاديمية جديدة يجب أن تتبع شروطاً مختلفة». وأضاف: «كانت الأكاديمية تمر على هيئة التنمية الاقتصادية ثم الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، دون التوجه إلى اتحاد الكرة، والآن أصبح على كل من يريد إنشاء أو تجديد رخصة أن يمر على اتحاد الكرة في البداية، ثم يتوجه إلى هيئة التنمية الاقتصادية، ثم يعود إلى الاتحاد الذي يقوم بجولة على الملاعب واستيفاء الشروط، ثم يتوجه إلى الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة». |
واتفق عدد من خبراء لعبة الكرة وإداريين على أهمية الاكاديمات الخاصة في فرز مواهب متميزة تشكل رافد مهماً للفرق وللكرة الإماراتية، وطالبوا اتحاد الكرة برعايتها والاهتمام بها والإشراف عليها.
من جانبه، أكد لاعب العين السابق ومدير منتخب الإمارات للشباب سالم جوهر، أن الاكاديميات الخاصة هي السبيل الوحيد أمام أولياء الأمور من أجل الخروج من رغبة مدربي الأندية المحلية في المنافسة على الألقاب والبحث عن النتائج التي دائماً ما تظلم اللاعبين المواطنين، إذ يبحث المدرب عن اللاعب الجاهز الذي يحقق له الفوز دون عناء تنمية مهارات اللاعبين أو إشراكهم في المباراة، وهو ما يتسبب في حالة ضيق من جانب اللاعبين تجاه النادي.
وقال سالم جوهر، لـ«الإمارات اليوم»: «الأكاديميات بمفهومها الصحيح يجب أن يكون لها اهتمام أكثر من ذلك، فهي مصدر دخل ومشروع جيد جداً لدى الأندية، والدليل على ذلك هو توجه الأندية الكبرى مثل الجزيرة والوحدة والعين إلى إنشاء أكاديميات خاصة لها في إمارات أخرى مثل الفجيرة واتحاد كلباء، وغيرهما من الأماكن التي ربما يخرج منها مواهب كثيرة، وبالفعل نجح كثير من الأندية في ذلك».
وأضاف «الأكاديميات الخاصة إذا تم تقنينها واستغلالها بالشكل الأمثل فسيكون فيها عقود مع اللاعبين ومحاولة تسويقهم للأندية أو بيعهم إلى الخارج، ولا يجب النظر إلى الاكاديمية على أنها مصدر دخل شهري فقط، لمن يريد أن يفتتح أكاديمية، ولكن كيف نستفيد من الأكاديمية إذا كان هناك خلل في الإشراف عليها، فلا يوجد أي تواصل مع اتحاد الكرة الذي لا يعرف ماهية المدربين المشرفين عليها».
وأكد جوهر أن أولياء الأمور يبحثون دائماً عن راحة أبنائهم وسعادتهم.
وتابع «سبب آخر يدفع أولياء الأمور إلى التوجه للأكاديميات الخاصة، هو التواصل أكثر وبفاعلية مع المشرفين ومدربي الأكاديمية الذين يحصلون على راتب من أجل إتمام هذه المهمة، وهي عدم السماح للأبناء بالمغادرة قبل أن يحضر ولي أمرهم، كما تعطي الأكاديمية ميزة أفضل لولي الأمر هي التواجد والمشاركة بفاعلية مع المدرب، وللأسف هذا لا يحدث في الأندية». وطلب سالم جوهر من اتحاد الكرة أن يكون له دور أكبر في الرقابة على الأكاديميات، وقال: «لا يجوز أن يفرض الاتحاد رسوماً على الأكاديميات الخاصة من أجل اعتمادها رسمياً دون معرفة الخدمات التي سيقدمها لها، فعلى سبيل المثال تنظيم بطولات بإشراف الاتحاد للأكاديميات في مكان واحد من أجل اكتشاف المواهب أمام الأندية، وأن يتم اعتماد مدرب أو اثنين من كل أكاديمية لإشراكهم في الدورات التدريبية المعتمدة من جانب الاتحاد».
وأوضح أنه «يجب في البداية توفير خدمات للأكاديميات ومتابعة مستمرة قبل إلزامها برسوم ومصاريف تسجيل واعتماد، خصوصاً أن الأكاديميات مصدر مهم للاعبين المواطنين أو الوافدين الذين تستفيد منهم كل أندية الدولة».
من جانبه، أكد المشرف العام لأكاديمية نادي الجزيرة وصاحب أكاديمية إيبيك الخاصة لكرة القدم أحمد سعيد، أن هناك قوانين حالياً تحارب الأكاديميات الخاصة ولا يعرف ما هو السبب. وأشار إلى أن الأكاديميات غير ملزمة بدفع رسوم للاتحاد، ولكن الآن الوضع تغير وأصبح هناك بعض القوانين التي ستظهر من أجل السيطرة عليها مع انتشارها بشكل كبير.
وقال أحمد سعيد «بدأت تأسيس الأكاديمية منذ عام وكان الهدف منها هو جلب اللاعبين المواطنين الذين لم يوفقوا في ايجاد مكان لهم في نادي الجزيرة أو الوحدة، والآن وبعد عام واحد فقط قامت الاكاديمية بإنتاج 27 لاعباً لنادي الجزيرة، بسبب الأسلوب الفني الذي تدار به من أجل مصلحة اللاعب والبعيد عن أي مصالح شخصية أو مادية، ولا أنكر أن هناك أكاديميات كثيرة أنشئت من أجل المكاسب المادية فقط، لكن هذا عرض وطلب، والأمر متروك في النهاية إلى ولي أمر اللاعب».
وأضاف: «الأندية لا تقبل غير اللاعبين المواطنين المميزين، فأين يذهب بقية اللاعبين المواطنين أو الوافدين؟ وصراحة بعد الحصول على رعاية شركة أيبيك وهي إحدى المؤسسات الحكومية التي تدعم الرياضة كنا نوجه اللاعبين إلى الأندية، خصوصاً نادي الجزيرة الذي وفر للأكاديمية ملعباً من دون مقابل، لكن هذا لا يمنع أن نرسل اللاعب إلى نادي الوحدة على سبيل المثال إذا كان اللاعب يرغب في ذلك، وليس أمامنا أي مشكلة في التعاون مع الأندية لأن ذلك في النهاية في مصلحة اللاعب وكرة الإمارات».
عفيفي: اتحاد الكرة طلب 5000 دولار دون تقديم خدمات
قال مدير عام الأكاديمية الألمانية في الإمارات، التي تملك ثلاثة أفرع في العين ودبي والشارقة، محمد عفيفي «كان هناك محاولات من أجل إضفاء الصيغة الرسمية من جانب اتحاد الكرة على الاكاديميات الخاصة، لكننا فوجئنا برسوم قدرها 5000 دولار من أجل التسجيل دون توفير أي خدمات أو مساعدات من جانب الاتحاد، فأصبحت الأكاديميات غير المؤهلة تحمل صبغة تجارية فقط في العديد من أشكالها».
وأشار إلى أن بعض أصحاب الأكاديميات وجدوا أنفسهم ملزمين بدفع مبلغ كبير جداً للتسجيل في الاتحاد دون إبداء أي سبب، فاتجهوا إلى حيل وطرق أخرى، كأن يشهر مشروعه باسم مدرسة كرة، أو أن يستخرج رخصة تجارية في المنطقة الحرة. وأكد عفيفي أن مناقشات تجرى حالياً في الاتحاد من جانب تخفيض المبلغ وتقديم عدد من الخدمات، منها توفير ملاعب.
وقال: «هناك من الاكاديميات من يخدم العملية الرياضية ويحقق الترابط والتواصل مع أولياء الأمور، وهناك من يقتصر دوره فقط على الملعب أثناء التدريب، وهذا ينطبق على بعض الأكاديميات الأجنبية الموجودة في الدولة، وللأسف انتشرت بشكل كبير الأكاديميات الخاصة في الدولة، والسبب أن البعض اكتشف فيها فرصة للربح بسبب تعدد الجنسيات الموجودة في الدولة، ومن ثم ستكون هناك فرصة للانضمام إليها، وتالياً تحقيق أرباح كبيرة».
وتابع مدير عام الأكاديمية الألمانية في الإمارات «هناك عدد من اللاعبين المواطنين في الأكاديمية الألمانية يفضل أولياء أمورهم التواجد في الأكاديمية عن النادي، ومنذ فترة كانت الأكاديمية تضم ثلاثة لاعبين مواطنين من أسرة واحدة وأقنعت ولي أمرهم بالتوجه إلى نادي الوصل بسبب رغبتهم في ذلك، وهذا ما حدث بالفعل، وهم مسجلون حالياً في نادي الوصل، وهم سلطان وسعيد وعلي الغاوي، وكان دافعنا مصلحة اللاعب فقط دون النظر إلى أي ربح مادي».