طالب بإيجاد حلول جذرية لها بعيداً عن «المسكنات»
المدلج: الأزمة المالية تهدد بهجرة نجوم الأندية السعودية
حذّر رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين السعودية سابقاً، الدكتور حافظ المدلج، من أن كرة القدم السعودية مقبلة على فترة صعبة في ما يتعلق بالإنفاق المالي للأندية، مشيراً إلى أن «الكرة في السعودية تعاني حالياً أزمة مالية تهدد بهجرة نجوم الدوري إلى خارج المملكة».
وأشار المدلج، العضو السابق في مجلس إدارة الاتحاد السعودي، في حديث إلى «الإمارات اليوم» إلى أن الدوري السعودي سيصبح مهدداً بفقدان مستواه حال لم يتم احتواء الأزمة، فقد يهاجر النجوم إلى دوريات أخرى، قد يكون بينها الدوري الإماراتي والقطري.
وكانت وسائل الإعلام السعودية نشرت قبل أيام وبينها صحيفة «الجزيرة»، خبر موافقة الهيئة العامة لرعاية والشباب والرياضة بالسعودية على إقراض ناديي الهلال والنصر 40 مليون ريال و50 مليون ريال على التوالي، وذلك لتسديد الديون المتراكمة على الناديين.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قامت الهيئة، العام الماضي، بإقراض نادي الاتحاد 50 مليون ريال أيضاً بعد أن كان مهدداً إما بخصم نقاطه في الدوري أو الهبوط إلى الدرجة الأولى. وأوضح المدلج أن الهيئة «فتحت على نفسها باباً لن يتم إغلاقه». وتابع: «ستخرج أندية أخرى تطالب بمبدأ المساواة، وحينها سيكون من الصعب جداً التعامل مع الأمر».
وأضاف «الأزمة موجودة من قبل، وكان التعامل معها يتم بالمسكنات، تصوّر أنك تعاني أزمة صحية وتعالج نفسك بالمسكنات فقط، أنت هنا لا تعالج المرض بل تخفف الألم مؤقتاً». وتابع: «مشكلة الأندية السعودية نابعة من ثلاثة أسباب رئيسة هي: ضعف المداخيل، والإنفاق غير المدروس، وتحمل الإدارات الجديدة المشكلات المتراكمة التي تركتها الإدارات التي سبقتها، هذه الأمور أدت إلى وجود أزمة مالية، لكن ما نحن مقبلون عليه الآن قد يكون أزمة مالية أكبر لا يمكن احتواؤها».
ولفت المدلج الذي يعمل حالياً أستاذاً لإدارة الأعمال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض إلى أن أمام نجوم الدوري السعودي، السعوديين منهم تحديداً، خيارين في ظل الأزمة الحالية والمعرضة للتفاقم في المستقبل القريب: إما أن يرضوا بتخفيض عقودهم بصورة كبيرة، وإما الرحيل عن الدوري، محذراً في الوقت نفسه من أن الدوري السعودي معرض لـ«انخفاض مستواه» إذا اختار الكثير من النجوم الخيار الثاني.
وقال «أتوقع أن تلقي الأزمة بظلالها بحيث تكون هناك في الفترة المقبلة حركة واضحة في سوق الانتقالات، تحديداً في الاتجاه إلى سوقي الانتقالات في الإمارات وقطر، الأمر الذي يعني انخفاض مستوى الدوري السعودي تدريجياً».
وأضاف «إن لم تستطع الأندية السعودية دفع 500 ألف ريال أو 600 ألف ريال شهرياً للاعب السعودي المتميز، فسيصبح معرضاً للرحيل للخارج، تحديداً إلى الإمارات وقطر، إذ سيتقاضى هناك راتباً أعلى، دعنا نفكر في الأمر من هذه الناحية، أفضل لاعب سعودي يتقاضى نحو تسعة ملايين ريال سنوياً، بينما أفضل لاعب في الإمارات وقطر يتقاضى أكثر من ذلك».
وقارن المدلج بين وضع سوق الانتقالات في السعودية العامين الماضي والجاري، مشيراً إلى أنه «حينما كان يوضع لاعب مميز على لائحة الانتقالات كنت ترى ثلاثة أندية على الأقل تتنافس للتوقيع معه، بينما الآن تقول الأندية: نحن بالكاد نستطيع الإيفاء بمستحقاتنا المالية التي لدينا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news