مكافأة البطل في كأس العالم تبلغ 1500 دولار

السباحة للأثرياء فقط

صورة

أكد خبراء في رياضة السباحة أن طبيعة ممارسة هذه الرياضة لغايات المنافسة ليست سهلة كما يعتقد البعض، بل مرهقة جداً مالياً وبدنياً، وتحتاج إلى مجهودات كبيرة، وإلى سنوات من الإعداد للوصول إلى رقم معين قبل تحقيق الإنجازات، فيما لا يمكن لممارسها أن يجني الأموال، كون السباحة تنضوي تحت اتحاد دولي للهواة، ولم تصل إلى مرحلة الاحتراف، كما لا تمنح بطولاتها جوائز مالية مجزية، وبالتالي يمارسها السباحون لأهداف رياضية بحتة، وبحثاً عن منصات التتويج والتفوق على الصعيدين الشخصي والدولي.

وتبلغ جائزة صاحب المركز الأول في نسخ كأس العالم للسباحة التي تقام في دول عدة 1500 دولار أميركي، في حين يحصل صاحب الميدالية الفضية على 1000 دولار، والميدالية البرونزية على 500 دولار، ولا توجد أي جوائز مادية في البطولات العالمية المعتمدة للتأهيل الأولمبي أو البطولات الإقليمية التي لا تعطي أي جوائز مادية، وتكتفي بالميداليات الملونة وباقات الزهور.

وكانت بطولة دبي الدولية للسباحة التي أقيمت في مجمع حمدان الرياضي قد شهدت مشاركة 900 سباح من 74 فريقاً ومنتخباً، حضروا إلى دبي بحثاً عن أرقام التأهل إلى أولمبياد ريو 2016 التي ستقام في البرازيل أغسطس المقبل، ومن بين هؤلاء السباحين أربعة متأهلين بالفعل إلى الأولمبياد، ثلاثة منهم مقيمون في أميركا، وهو ما يعني صعوبة التألق في دولنا العربية، لأسباب مادية ونظامية من خلال التدريب والبطولات.

وقال الأمين العام لاتحاد السباحة، عبدالله الوهيبي، إن السباحة هي لعبة للأغنياء، ليس في دولنا العربية، بل في العالم أجمع، حتى في أميركا، مضيفا لـ«الإمارات اليوم»: «السباحة لعبة مكلفة جداً في بدايتها، ولا يستطيع ممارستها بانتظام من لا يملك القدرة على الصرف عليها، وحتى تحترف السباحة يجب أن تبدأ التدريب وأنت في عمر صغير عند ثماني سنوات، وتكون فترة التأسيس حتى تصل وتستطيع أن تلفت الأنظار سبع أو ثماني سنوات، أي أن ولي الأمر يتكفل بهذه الفترة الكبيرة، ولا أتحدث هنا عن الإمارات، بل بشكل عام في كل الدول، فهنا في الإمارات السباحون المواطنون تتكفل الأندية بتأسيسهم».

وأضاف: «السباحة تحتاج أيضاً إلى نوعية معينة من المدربين المميزين، وهم في العالم أجمع معروفون في كل دولة، ويتكفل ولي الأمر بشراء المعدات والصرف على ابنه، ثم بداية الاعتماد على الفيتامينات، كون لعبة السباحة مجهدة جداً، وعندما تصل إلى مرحلة معينة تبدأ في تناول نوعية معينة من الفيتامينات التي تساعد السباح، وكل ذلك مكلف جداً لأولياء الأمور، ثم تأتي المحصلة ضعيفة عند الفوز ببطولة، إذ إن معظم البطولات العالمية والمحلية من دون جوائز مالية، وبالتالي فهي لعبة مفيدة جداً للأولاد، لكنها ليست مثل الغولف، على سبيل المثال، الذي ينجح الفائز في الحصول على مقابل مادي منه».

أبطال العالم فقط يستفيدون

أكد المدير التنفيذي لاتحاد السباحة، إيمن سعد، أن رياضة السباحة لا يستفيد منها مادياً إلا أبطال العالم فقط، وبعد ذلك كل من يمارسها يخسر مادياً، وذلك بسبب أنها لعبة مكلفة جداً، وأشار إلى أن هناك بعض الملابس الخاصة بالسباحة يصل سعرها إلى 400 يورو، وألمح إلى أن السباحة في معظم الدول هي مشروع قبل أن تكون رياضة، بسبب التكلفة الباهظة التي تصرف على الأطفال من أجل التعليم والتأسيس. وقال سعد: «أبطال العالم فقط هم من يتحصلون على مبالغ مادية جيدة، إذ يفوز متصدر التصنيف في كل سباق بنهاية كل عام بمبلغ 100 ألف يورو، إضافة إلى المتصدرين في كل ثلاث جولات من بطولات العالم، على سبيل المثال جولات دبي وقطر وموسكو، وتكون لها حسابات خاصة، إضافة إلى الرعاة لبعض السباحين وأبطال العالم، وهم نخبة قليلة فقط وسط الآلاف ممن يمارسون السباحة».

واعتبر مدرب منتخب الإمارات، محمد الزناتي، أن «هناك العديد من البطولات العالمية والإقليمية، وحتى بطولات إفريقيا وآسيا، وبطولة دبي الدولية المقامة حالياً، التي شهدت مشاركة أكثر من 1200 لاعب وسباح من دون جوائز مادية، وهو ما يؤكد ضعف المقابل المادي، وصعوبة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي منها، وقد تكون هناك بعض الحالات الاستثنائية، مثل السباحَين المصريين، فريدة عثمان وأحمد أكرم، فهما مقيمان للدراسة والتدريب في أميركا، بناء على منحة دراسية من الجامعة الأميركية قدمت لهما، وهناك العديد مثل هؤلاء النجوم».

في متناول الجميع

أكد الأمين العام للاتحاد العربي للسباحة، المغربي زوهير المفتي، أن رياضة السباحة في متناول الجميع، الفقراء والأغنياء، لكن تختلف نوعية الممارسة بين الاحتراف والتدريب والتعليم، وقال: «هناك من يمارس السباحة من أجل التعلم فقط لمعرفة السباحة، وهو غير مكلف، خصوصاً إذا كان في نادٍ جيد مع مدرب محترف، ومع المحافظة على نوعية الأكل والتدريب ينجح السباح في الوصول إلى مستوى معين من الاحتراف».

وأضاف المفتي «أما أن تصبح سباحاً محترفاً فهذا مكلف جداً، ويحتاج إلى ميزانية خاصة لا توجد إلا في مستويات معينة من الفرق والمنتخبات التي تشارك في أي بطولة، وتكون المنافسة على ميدالية ذهبية أو أولمبية دون التفكير في الاستفادة المادية من الحصول عليها، وهي فقط منافسة للصعود على منصات التتويج وحصد الميداليات».

لعبة الموهوبين

اختلف رأي المدير الفني لمنتخب مصر للسباحة، بطل العرب، شريف حبيب، بعدما أكد أن رياضة السباحة هي لعبة للموهوبين، إذ أشار إلى أن السباحة هي موهبة من الله لبعض الأشخاص، وقد ينجح في استغلالها البعض نتيجة المحافظة عليها.

وقال «السباحة لعبة مجهدة جداً، وتحتاج إلى عمل وتدريب كبير، ونوعية معينة من الأكل، وتنظيم الوقت، وكل ذلك من السهل الحصول عليه، إذا كان المدرب ناجحاً، ويعلم جيداً أن السباح يحتاج إلى نوعية معينة من الأكل والفيتامينات، ومن الممكن الحصول عليها من الطعام، وليس شرطاً شراء الفيتامينات المكلفة، لكن بعض المدربين يستسهلون إعطاء السباح فيتامينات من أجل تعويض المجهود». وأضاف حبيب «مسمى اتحاد اللعبة هو الاتحاد الدولي للسباحة للهواة، وليس للاحتراف، فلا يوجد احتراف في السباحة حتى الآن، ولا يوجد دخل مادي كبير، لكن في التوقيت نفسه هو أمر قد يتحقق، والكل ينظر إلى أميريكا على أنها تضم السباحين العالميين للصرف عليهم، وهذا أمر خطئ، فهذه هي الدولة الوحيدة في العالم التي تملك نظاماً للرياضيين يجمع بين الدراسة والتغذية والتدريب، ويلتزم به السباحون، أي أنها مسألة تنظيمية».

تويتر