أكدت أن الدراسة أو الزواج ليسا عائقين أمام رياضة المرأة

شمسة بنت حشر: تطور الرياضة النسائية «في رقبة» المدربين والإداريين

صورة

استبعدت المشرفة على الكرة الطائرة في نادي الوصل، الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم، أن يكون عزوف البنات عن مواصلة الرياضة عند سنّ الـ18، يعود لأسباب متعلقة بالدراسة أو الزواج أو رفض ذويهن، مؤكدة أن هذه مزاعم غير حقيقية، لافتة إلى أن نادي الوصل يضم بين صفوفه لاعبات متزوجات، وطالبات في الجامعة مازلن يمارسنَ الكرة الطائرة، دون أي انقطاع.

وقالت الشيخة شمسة بنت حشر، في مقابلة مع «الإمارات اليوم»، إن الدور الأكبر في استكمال البنات ممارسة الرياضة على مستوى البطولات، في رقبة المدربين والإداريين، فهم الأساس في تطوير الرياضة النسائية في الدولة، إذ إن دورهم يتعدى حدود التدريب، ويجب أن يصل إلى ما هو أبعد من ذلك، لتقريب اللعبة إلى البنات، وجعلهن يتعلقن بها، ويمارسن هذه الرياضة دون أي مشكلات قد تؤثر في استكمالهن المشوار.

وأشادت بالجهود التي يبذلها المعنيون عن الرياضة في الدولة، لإزالة كل العقبات التي تواجه الرياضة النسائية، ومنها «المُختبر الرياضي»، الذي نظمه مجلس دبي الرياضي مطلع هذا الشهر، وحرص المسؤولون فيه على وضع الرياضة النسائية على قمة مناقشات «المختبر»، وتالياً الحوار مع المشرفة على الكرة الطائرة في نادي الوصل.


■لماذا غالبية البنات يتوقفنَ عن ممارسة الرياضة عند سنّ الـ17 أو الـ18 بحد أقصى؟

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/68987_EY_18-05-2016_p44.jpg

نموذج تربوي

■ما النموذج التربوي الذي تقدمونه في نادي الوصل للاعبات؟

- إذ لم نهتم بالبنات من ناحية الطاقم الدراسي أو من ناحية الوظيفة، فلن نستطيع أن نؤدي رسالتنا الرياضية على الوجه الأمثل، نحن نسأل عن كل البنات، ماذا جمعن من درجات دراسية، ونقف على أدق التفاصيل المتعلقة بهذا الجانب على وجه الخصوص.

وإذا ما تراجعت البنت في دراستها، نحرمها من دخول النادي لمدة أسبوعين، ولا تعود إلا حينما ترتفع درجاتها، لكن بداية تحقيق تلك المعادلة أن نحببها فينا.

وبتلك السياسة والأسلوب كسبنا البنات، وبدأن يتحدثن معنا في كل ما يخص حياتهن الأسرية، والمشكلات المتعددة التي تواجه كل واحدة منهن، هذه هي الرياضة الحقيقية التي ينبغي أن تكون في ملاعبنا، وليس مجرد لعب وفوز فقط.


اليد الواحدة لا تُصفق، والبيت والنادي يكملان بعضهما بعضاً.

- هذا الأمر من وجهة نظري، وبعد تجربة ميدانية، راجع إلى البيئة الرياضية التي يوجدن فيها، وأقصد بها المدربين والإداريين، فمن المفترض عليهم أن يرعوا كل بنت، ويستمعوا لمشكلاتها وأدق تفاصيل حياتها، ويجب أيضاً أن يكون الإداري والمشرف وأيضاً المدرب بالنسبة لكل بنت مثل الأب والأم، وحينما يغيب هذا الدور التربوي، فالطبيعي أن تهجر البنت الرياضة، لأن مشكلات الحياة التي تواجه كل واحدة منهن تجعلها تتفرغ لها، وتترك الرياضة كرهاً.

■كثير من الذين تحدثوا عن مشكلات الرياضة النسائية يرمون اللوم دائماً على الدراسة والزواج والعادات والتقاليد؟

- مع احترامي لكل هذه الآراء، إلا أن التجربة الموجودة حالياً في نادي الوصل، تؤكد عكس ذلك تماماً، فلدينا في النادي لاعبة هي أم لثلاثة أولاد، وتمارس لعبة الكرة الطائرة دون أي مشكلات.

وهناك نموذج آخر للاعبة كان عمرها 18 عاماً، تزوجت وأنجبت طفلاً، الآن عمره ستة أشهر، وعادت لتمارس لعبة الكرة الطائرة، بعد توقف لفترة، وأيضاً بنات يدرسنَ في الجامعة، هذا الأمر راجع للطاقم الفني والإداري في الأندية، فهو الذي يزرع حب الرياضة داخل البنات.

■ما الدور الذي تقومون به داخل نادي الوصل، حتى تمكنتم من إقناع الفتيات بممارسة الرياضة رغم صعوبة ظروفهن؟


- مشكلة بعض الأهالي أنهم يرمون بناتهم على الأندية، وهناك بعضهم لا يستمع إليهن، ولا يحل مشكلاتهن، فتضطر البنت إلى أن تأتي إلينا وتشكو، وتطلب أن تتكلم معنا في بعض الخصوصيات التي تمس حياتها، هنا يأتي دور المجتمع وأقصد به الطاقم الموجود في الملعب، أو بمعنى أكثر دقة داخل الصالة، يجب على المشرف والإداري أن ينزل من نفسه إلى هذه السنّ.

■هل هذا الأمر من الممكن تحقيقه على أرض الواقع؟


- هناك الكثير من المقربين لي يطالبونني بضرورة اتباع البروتوكول، فكان ردي عليهم أن اتباع البروتوكول سيضيع مني بناتي، وأنا أحرص على مصلحة بناتي، أكثر من أي شيء آخر، هذا هو الدور الذي ينبغي أن يفعله كل مشرف على فريق رياضي، يجب ألا يقتنع بأن دوره رياضي فقط، واذا تفهم تلك المعطيات فستكون النتيجة مذهلة على مستوى الرياضة النسائية الإماراتية.

■وما النصيحة التي يمكن أن تقدميها إلى المهتمين بالرياضة النسائية؟


- النصيحة التي يجب أن يدركها كل مسؤول عن رياضة تخص البنات، أن يبدأ عمله بتنظيف عقلها وتوجيهها إلى المستقبل، فالرياضة بشكل عامة هواية.

وأنا دائماً ما أقول للبنات إن الرياضة هواية، لكن عليكن أن تبرزن أنفسكن، دائماً ما ألعب على وتيرة العائلة، وحتمية أن تلعب كل بنت من أجل أسرتها، وتشرّفها في المجال الرياضي، أيضاً أتحدث معهن أن يدافعن عن شعار ناد كبير يلعبن باسمه، وباسم الإمارات، وهذا ما يفجر طاقاتهن، ويجعل كل واحدة منهن تقدم أفضل ما لديها.

■لم تتطرقي إلى البيت كمسؤول بصورة مباشرة على الارتقاء بمستوى الرياضة النسائية.

- إذا وجدنا خللاً وتراجعا على المستوى الدراسي أو الرياضي، نقف عليه، ونعمل على تلافيه.

- لدينا في النادي لاعبة هي أم لثلاثة أولاد، وتمارس لعبة الكرة الطائرة دون أي مشكلات.

- المدرب بالنسبة لكل بنت مثل الأب والأم، وحينما يغيب هذا الدور التربوي، فالطبيعي أن تهجر البنت الرياضة.

- الطاقم الفني والإداري في الأندية هو الذي يزرع حب الرياضة بداخل البنات.

- اليد الواحدة لا تُصفق، والبيت والنادي يكملان بعضهما بعضاً، ومن المفترض على كل بيت أن يتابع مع النادي كل التفاصيل المتعلقة بحياة البنات، وإذ وجدنا خللاً أو تراجعا، سواء على المستوى الدراسي أو الرياضي، نقف عليه، ونعمل على تلافيه، هذا دور الأب والأم أن يتواصلا مع المشرف في النادي، هذا الدور الذي يجب على كل طرف أن يؤديه لتكون الرسالة على النحو المنوط به.

ولا أخفى سراً أن هناك بعض البنات يأتونني ويقلن إنهن لا يعرفن كيف يؤدين الصلاة، ورغم ضيقي من هذا التساؤل، إلا أنني أبدأ في تعليم البنت كيف تؤدي الصلاة، لهذا أؤكد أن المتابعة للبنت من قبل المشرف يجب أن تكون في كل الأوقات، وحينما أعلم أن إحدى البنات خارج المنزل أتواصل معها بشكل دائم، حتى تنتهي من أعمالها وتعود إلى بيتها.

■هل الدولة تقدم للرياضة النسائية الدعم المطلوب للنهوض بها؟


- بلاشك الدعم موجود في كل الأوقات، سواء دعم مادي ومعنوي، وأخيراً شاهدنا «المختبر الرياضي» الأول الذي نظمه مجلس دبي الرياضي، والذي وضع الرياضة النسائية على رأس أجندة المناقشات، وهذا يعكس حقيقة الدور الذي تلعبه الدولة ممثلة في المجالس الرياضية، للارتقاء برياضة المرأة والوصول إلى آفاق أكثر تقدماً.

تويتر