10 «أمراض مزمنة» تعيق إنجازات العرب في كل أولمبياد

كشف خبراء رياضيون عن 10 «أمراض مزمنة»، تعانيها الرياضة العربية منذ سنوات طويلة، وتحرمها تحقيق طموحات الشارع الرياضي في الصعود إلى منصات التتويج الأولمبية، مؤكدين أن هناك العديد من العوامل، التي تجعل الفوز بميدالية أولمبية مجرد صدفة أو نتاج مجهودات شخصية، وليست نتاج خطط مدروسة، على غرار ما تقوم به الدول التي لها باع طويل في بناء الأبطال الأولمبيين.

وقالوا، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الرياضة العربية تفتقد نوعية الإداريين، القادرين على قيادة العمل الرياضي، والذين يرغبون في (الشو الإعلامي) على حساب الرياضيين، إضافة إلى غياب أصحاب الرؤية الفنية في مختلف الألعاب، والأمر نفسه ينطبق بالنسبة للمدربين المختصين القادرين على صقل المواهب وصناعة الأبطال، فضلاً عن افتقارها لنشر ثقافة ممارسة الألعاب الرياضية المدرجة في دورات الألعاب الأولمبية، وذلك في البطولات المدرسية، وهي السن التي تسمح بانتقاء المواهب وصقلها»، وأضافوا أن «معظم الاتحادات الرياضية العربية لا تتمتع بفكر إداري جيد، يكفل لها إيجاد مصادر مادية بشكل مستقل، وتفتقر إلى وجود صرف مالي واضح ببرامج زمنية طويلة ومحددة، ووضع حلول لمشكلاتها المختلفة، بينما تم طرح نقطة أخرى، تتعلق باهتمام المسؤولين في الوطن العربي بالزخم الإعلامي، وخطف الأضواء من اللاعبين».

10 أسباب لمعاناة الرياضة العربية

1- ضعف نوعية الإداريين القادرين على قيادة العمل الرياضي.

2- غياب المدربين المختصين، القادرين على صقل المواهب.

3- غياب ثقافة ممارسة الألعاب، المندرجة تحت الألعاب الأولمبية.

4- عدم قدرة الاتحادات على إيجاد مصادر دخل مستقلة لحل مشكلاتها.

5- عدم وجود صرف مالي واضح محدد، زمنياً وفنياً، لمدة طويلة.

6- بعض الاتحادات تحرص على استقطاب الأبطال الجاهزين.

7- عدم استغلال الخامات المحلية، التي تتألق في الرياضات الشعبية.

8- رغبة الإداريين في (الشو الإعلامي) على حساب الرياضيين.

9- الحاجة إلى أطباء نفسيين، ومدلكين على مستوى عالٍ.

10- عدم إدراك أولياء الأمور مهمة إعداد البطل الرياضي.

وأوضحوا أن «مشكلة بعض الاتحادات أنها تستسهل استقطاب الأبطال الجاهزين في بعض الدول، بدلاً من صناعة أبطال، إضافة إلى عدم استغلال العناصر والخامات المحلية، أو استثمار الرياضات الشعبية التي تتميز بها كل دولة، وتستطيع من خلالها المنافسة في الدورات الأولمبية».

وكانت المشاركة العربية في دورة الألعاب الأولمبية، التي تختتم فجر اليوم بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، قد شهدت حصاداً عربياً جيداً على مستوى الميداليات، بلغ 16 ميدالية متنوعة: (ثلاث ذهبيات، وأربع فضيات، وتسع برونزيات)، لتتفوق الدول العربية في حصادها القياسي على ما حققته في الدورة السابقة في لندن 2012، التي حصدت فيها 12 ميدالية: (ثلاث ذهبيات، وفضيتان، وسبع برونزيات)، لكن رغم الحصاد الجيد نسبياً، إلا أنه يظل فقيراً مقارنة بالكادر البشري الذي تمتلكه الدول العربية، والإمكانات الكبيرة.

الذهب

-- أحمد أبوغوش في منافسات التايكواندو، وزن 68 كغم (الأردن).

-- راث جيبيت في سباق 300م موانع (البحرين).

-- الكويتي فهيد الديحاني في الرماية في الدبل تراب، تحت علم اللجنة الأولمبية.

الفضة

-- معتز برشم في الوثب العالي (قطر).

-- أونيس جبكيروي في ماراثون ألعاب القوى (البحرين).

-- توفيق مخلوفي له ميداليتان في سباقي 800 متر، و1500 متر (الجزائر).

البرونز

-- توما سيرجيو في الجودو، تحت 81 كغم (الإمارات).

-- هداية ملاك في التايكواندو، وسارة سمير ومحمد إيهاب في رفع الأثقال (مصر).

-- إيناس البوبكري في المبارزة، وأسامة الوسلاتي في التايكواندو 80 كغم، ومروة العمري في المصارعة (تونس).

-- الملاكم محمد ربيعي (المغرب).

-- الكويتي عبدالله الرشيدي في رماية الإسكيت، تحت علم اللجنة الأولمبية.

 حسن مصطفى: المال العصب الأساسي لإنجاح أي استراتيجية

أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، المصري حسن مصطفى، أن صناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى وقت ليس بالقصير، وفق إعداد استراتيجي علمي. وقال لـ «الإمارات اليوم»: إن «فترة الإعداد المطلوبة لا تقل بأي حال من الأحوال عن أربع سنوات، وفق المقومات والقدرات التي يملكها البطل الذي يتم اعداده ليكون قادراً على إحراز ميدالية أولمبية».

وأضاف أن «الإعداد لوحده من دون توفير المال المناسب لتنفيذ تلك الخطة، لا يكفى، فالمال هو العصب الأساسي لإنجاح أي استراتيجية لإعداد البطل الأولمبي، ونحن للأسف في معظم الدول العربية لا نملك المال الذي يساعد على صناعة بطل أولمبي يستطيع أن ينافس الأبطال العالميين في الألعاب كافة».

وأوضح «لن أكون مجاملاً كوني مسؤولاً رياضياً عربياً، فنحن نملك الإمكانات البشرية التي تساعد على صناعة بطل أولمبي حقيقي، لكننا لا نملك في الوقت ذاته الاستراتيجيات العلمية السليمة، وكذلك المال، وما يمكن قوله حقيقة أن الأبطال العرب، الذين وقفوا على منصات التتويج سواء في الدورة الأولمبية الحالية في البرازيل، أو في ما سبقها من الدورات، كان ذلك قائماً على اجتهاد شخصي سواء من اللاعبين أو المدربين، وأيضاً من بعض الاتحادات التي تعمل من أجل أن يكون لها وجود خارجي».

عويطة: نحتاج إلى مشروع صناعة بطل أولمبي

أكد البطل الأولمبي المغربي السابق، سعيد عويطة، أن الدول العربية كافة بحاجة الى اطلاق مشروع البطل الأولمبي، لكي نتمكن من منافسة الغربيين في الدورات الأولمبية المقبلة.

وقال لـ«الإمارات اليوم»: «إذا كنا جادين في أن يكون لنا ظهور قوي في طوكيو 2020، علينا أن نبدأ من الآن هذا المشروع العملاق، الذي يجب أن يكون بعيداً كل البُعد عن الإداريين في الاتحادات، ويؤسفني القول إن الكثيرين منهم غير مؤهلين لإعداد بطل أولمبي، وعملهم يغلب عليه المجاملات الواضحة، على حساب أبطال حقيقيين يستحقون أن يتم اعدادهم لمثل هذه المناسبات الكبرى، الواقع المرير يؤكد أن هناك إداريين يقدمون لاعبين على أنهم أبطالوهم لا يملكون صفة البطل وكل مقوماتهم أنهم يفوزون بالبطولات المحلية فقط». وأكمل «بصراحة ليس أي اداري بوسعه أن يضع خطة اعداد بطل أولمبي، أو أي مدرب يستطيع أن ينفذ برنامجه الفني بالطريقة التي تساعد اللاعب على احراز ميدالية أولمبية، وأقول إن اللاعبين المشاركين في الأولمبياد جميعهم أبطال، ولكن من يستطيع منهم أن يحرز الميدالية، هو البطل المدرك جيداً لأدق التفاصيل الفنية».

وختم: «نحن بحاجة الى فنيين متخصصين وأطباء نفسيين في الطب الرياضي، ومدلكين على مستوى عالٍ، وأيضاً عائلات تقدر تماماً المهمة التي من أجلها يتم اعداد الرياضي، وإلى جانب كل هذا ميزانية مالية عالية تُمكن الرياضيين من تحقيق خططهم من دون أي عوائق».

بن مجرن: وسائل التواصل خطفت الأبناء من أسرهم

قال رئيس اتحاد رفع الأثقال سلطان بن مجرن، إن الرياضة في الوقت الحالي تغيرت بعد أن كان الهدف من ممارستها في الماضي خلال السبعينات والثمانينات هو احتضان الشباب وبناء الجسم والعقل والمجتمع، فالآن باتت خططاً وأرقاماً. وأوضح لـ«الإمارات اليوم»: «نشأت في جيل السبعينات والثمانينات الذي كان يعتمد على الأهداف السامية للرياضة، قبل أن تتحول الآن إلى لغة الأرقام، وهو ما نفتقده في الوطن العربي في التعامل مع الجانب الرياضي، في صناعة الأبطال».

وأضاف: «نعاني في الوقت الحالي مواقع التواصل الاجتماعي التي أستطيع القول إنها خطفت الأبناء من أسرهم، بعد أن بات الأطفال ينتمون إلى الهواتف الذكية، ولا يتجهون إلى ممارسة الرياضة».

وأشار إلى أن «المشكلة تمتد إلى غياب الاحتراف بصفة كبيرة». وقال: «كيف نستطيع محاسبة رؤساء الاتحادات الرياضية وهم يعملون بشكل تطوعي، وأعتقد أن العمل الاحترافي غائب بداية من عمل المسؤولين وحتى الوصول إلى التخطيط بالنسبة للألعاب المختلفة».

الوهيبي: الاحتراف والمشاركات الرسمية الخطوة الأهم

أكد الأمين العام لاتحاد السباحة عبدالله الوهيبي، أن سبب الإخفاقات العربية في الأولمبياد هو عدم وجود خطة إعداد جيدة للاعبين والتفرغ للرياضة بشكل كامل، والتأخر في الإعداد للبطولات الدولية، إذ يحتاج اللاعب إلى اعداد مستمر على فترات زمنية بعيدة، إضافة إلى التفرغ والتركيز في الرياضة فقط، وهذا ليس موجود في العديد من الدول العربية.

وقال الوهيبي «القضية ليست مالية فقط أو فنية فهناك عوامل كثيرة تتدخل في انتاج بطل قادر على المنافسة الأولمبية، بداية من الاختيار الصحيح للاعب وطريقة تأسيسه والتعاون بين الاتحاد والهيئة والنادي والمنزل من أجل التخطيط الجيد له ورسم الطريق الذي يسير عليه، وهذا للأسف غير متوافر في الوطن العربي، وقد تكون المشاركات جيدة للاعبين كبداية لهم للوجود في البطولات، ولكن هل سيحافظ هؤلاء على ما وصلوا إليه من مستوى ومحاولة تطويره، أم سيعيش هؤلاء اللاعبين على مشاركتهم الأولى وسيكفيهم فقط الوجود في الأولمبياد؟».

وأضاف «الثقافة الرياضية يجب أن توجد في اللاعب من صغره وفي المجتمع ككل، فنحن نتحدث عن منظومة متكاملة بها تربية ونوعية طعام وتدريبات خاصة وبطولات دولية يجب الحفاظ على المشاركة فيها، وهذا ما نفتقده عربياً عندما نوجد في مثل هذه المحافل الدولية والمنافسة فيها».

الدوسري: بإمكان العرب حصد المزيد في طوكيو

قال الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لشؤون الرياضة عبدالمحسن الدوسري، إن «صناعة بطل أولمبي عربي تحتاج الى عمل كبير، وتتطلب رعاية للمواهب منذ الصغر من الجوانب كافة، سواء على صعيد توفير الدعم المالي والرعاية الصحية والنفسية، أو البنية التي تمكن هذه المواهب من إبراز امكاناتها ومهاراتها الفنية وحصد الميداليات».

وأوضح لـ«الإمارات اليوم»: «صناعة البطل ليست مسؤولية الحكومات لوحدها، وإنما قطاعات المجتمع المختلفة من خلال مساهمة القطاع الخاص ايضاً في عملية الدعم والرعاية، كما يحدث في الدول المتقدمة في هذا المجال»، معتبراً أن حصد بعض الدول العربية للميداليات في أولمبياد ريو دي جانيرو يدل على الاهتمام والتخطيط السليم في هذه الدول، مؤكداً أن «الميداليات التي حققها العرب في الأولمبياد الأخير مؤشر إلى أنه بإمكانهم حصد المزيد في أولمبياد طوكيو 2020».

عبدالله الشرقي: البطل ليس عبارة عن جينات

قال نائب رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي لبناء الأجسام، الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، إن «صناعة البطل الأولمبي هي الأساس، لأن الأبطال الذين يتوجون بالميداليات في دورات الألعاب الأولمبية لا يمتلكون جينات معينة، أو عوامل تساعدهم على تحقيق هذه الإنجازات، بقدر أنهم تتم صناعتهم بشكل صحيح منذ سن صغيرة، وصقل مواهبهم».

وأكد الشرقي لـ «الإمارات اليوم» أن «صناعة البطل الأولمبي تتطلب انتقاء اللاعب منذ أن يكون عمره ست سنوات، وحينها يتم تحديد اللعبة التي يستطيع ممارستها، ثم يتم تعليمه وصقل موهبته، ووضع خطة طويلة الأمد، يمر من خلالها على العديد من المراحل التي تجعله بطلاً أولمبياً بعد ذلك».

وأضاف: «الاستعداد قبل الدورات الأولمبية بشهر أو شهرين ليس كافياً للمنافسة على الميداليات، وإنما التخطيط الصحيح، واستقطاب الخبرات المختلفة من الدول التي لديها باع في الألعاب الأولمبية مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين والدول الأوروبية، التي تسهم في تطوير اللاعبين في الوطن العربي، وصقل مواهبهم، وتأهيلهم للمشاركة في مثل هذه الأحداث العالمية».

وأشار إلى «ضرورة وضع ميزانيات خاصة بتأهيل هؤلاء اللاعبين، تسهم في عمل المعسكرات المختلفة، ووضع برنامج خاص لكل لاعب يجعل من حياته صورة مختلفة عن الحياة العادية، بحيث يتم انتقاء نوعية الناس الذين يتعامل معهم، ووضع برنامج غذائي يسير عليه».

طبلت: غياب ثقافة ممارسة الرياضة العائق الأكبر

أكد الخبير الرياضي في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، الأردني عبدالغني طبلت، أن هناك أسباباً عدة لفشل الرياضة العربية والرياضيين العرب في صناعة ابطال رياضيين أولمبيين، من بينها غياب ثقافة ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة في المجتمع والمدارس والجامعات، فضلاً عن عدم اعتبار الرياضة نشاطاً مجتمعياً مهماً، وهي تأتي في مؤخرة سلم الأولويات في المجتمع لدرجة أن بعض المجتمعات العربية تتندر على الرياضيين، وتعتبرهم من الفاشلين وليسوا من أفراد المجتمع الفاعلين، ما يؤدي في بعض الاحيان الى حالة احباط في أوساط هؤلاء الرياضيين، بدلاً من دعمهم من الناحية المعنوية، مشدداً على أهمية غرس ثقافة حب الرياضة منذ الصغر للنشء في المدارس والجامعات، معتبراً أن هذا هو دور الأسرة في هذا الخصوص، وكذلك المجتمع عموماً.

وأشار طبلت الى أن الرياضة أصبحت علماً يدرس في المعاهد والجامعات وغيرها، مؤكداً أن هذا الجانب يشمل الإداري والمدرب واللاعب وجميع المنظومة الرياضية، مشدداً على أهمية الاعتماد في هذا الجانب على اشخاص مؤهلين ومحترفين في إدارة الرياضة.

وأضاف «هناك خلل كبير كما ذكرت يتمثل في عدم تقوية منظومة الرياضة مع المجتمع، ولذلك فإنه للأسف سيستمر تراجع الرياضة العربية في مختلف المحافل ما لم تتغير ثقافة المجتمع تجاه نظرته لمن يمارسون الرياضة بمختلف ضروبها، ويتم وضع الرياضة في سلم الأولويات وليس في المؤخرة».

ودعا عبدالغني طبلت إلى أهمية تشخيص جميع الأمراض التي تعانيها الرياضة العربية، وتسببت في تراجعها وصولاً الى وضع الحلول والمعالجات السليمة.

الأكثر مشاركة