يروي تجربته الشخصية في مؤتمر دبي الدولي «الرياضة في مواجهة الجريمة»

شامس: الرياضة الإماراتية تفتقر إلى ثقافة الوقاية من المنشطات

صورة

قال عضو مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه، ولاعب المنتخب الوطني الأسبق، حميد شامس، المحاضر في مؤتمر دبي الدولي السادس «الرياضة في مواجهة الجريمة» الذي ينطلق في التاسعة والنصف صباح اليوم، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، إن الرياضة الإماراتية غير محصنة، وتفتقر إلى ثقافة الوقاية من المنشطات والمواد المحظورة، خصوصاً أن العديد من الرياضيين وقعوا ضحايا الجهل بالمواد التي يتناولونها، وبأنها من المواد المحظورة دولياً.

30

دولة تشارك في النسخة السادسة للمؤتمر بمشاركة خبراء ومحاضرين يناقشون محاور مختلفة تتعلق بأساليب استخدام الرياضة كأسلوب لمكافحة الجريمة.

وأضاف شامس لـ «الإمارات اليوم» أن: «المحاضرة التي سأتولى تقديمها على هامش المؤتمر، ستركز على تجربة شخصية، حول أهمية تفعيل دور لجان المنشطات في الدولة، بصورة فاعلة تسهم في رفع ثقافة الرياضيين، وإبقائهم على إطلاع دائم، بما هو جديد عن المواد المندرجة من قبل الاتحادات الدولية، واللجان الأولمبية، تحت لائحة المنشطات»، مشيراً إلى وقوعه شخصياً برفقة منتخب الإمارات عام 2011 ضحية لعامل الجهل، بعد أن تم سحب ميدالية فضية في منافسات الفرق، وذهبية الفردي في دورة الألعاب العربية التي استضافتها حينها قطر، جراء عدم تبليغهم حينها بأن المكمل الغذائي الذي كان يعتمده مدرب اللياقة في المنتخب، قد تم إدراجه مطلع ذلك العام تحت بند المواد المحظورة.

وأضاف: «دفع المنتخب عام 2011 ضريبة غالية، جراء جهل مدرب اللياقة حينها سيد حسيني، بأن المكمل الغذائي (جاك 3 دي) الذي اعتمده للاعبي المنتخب، والذي يضم مادة ميثال هيكسامين بنسبة 0.003%، كان من ضمن القوائم التي تم حظرها بدءاً من ذلك العام، خصوصاً أن المدرب لم يتلقَ أي تحديثات من لجان مكافحة المنشطات في الهيئة، تبلغه بأن هذا المركب ضمن قائمة جديدة معتمدة دولياً تتعلق بالمواد المحظورة على اللاعبين».

وأكمل: «عدم تحديث القوائم المحظورة للمركبات والمكملات الغذائية، لم يقتصر فقط على مدرب المنتخب فحسب، بل كشفت فترة الإيقاف التي أعقبت بطولة قطر، والبالغة ثلاثة أشهر هي ذاتها الفترة التي اخضعنا فيها إلى تحقيقات مع الهيئة، بأن القائمة الحديثة التي حظرت مركب (ميثال هيكسامين) لم تكن موجودة ايضاً لدى لجنة مكافحة المنشطات التابعة للهيئة، ما منحنا العذر والقدرة على العودة مجدداً إلى نشاطنا الرياضي».

وأشار حميد إلى أن العديد من رياضيي الدولة قد وقعوا ضحايا المكملات الغذائية، تحت ذريعة تعاطي المنشطات، قائلاً: «حتى لو عدنا بالذاكرة إلى السنوات الأولى من مواسم الاحتراف في كرة القدم، لوجدنا أن حالة الجهل كانت سائدة بصورة كبيرة والمتعلقة بالمواد المحظورة التي يتوجب على اللاعبين الابتعاد عنها».

وأكمل: «بكل تأكيد التطور السريع للطب واكتشاف مواد منشطة جديدة، يضع الرياضيين امام حرب قاسية، فبنظرة سريعة على ما يمكن للطب تقديمه للرياضيين، لوجدنا أن أسطورة سباقات الدراجات الهوائية، الأميركي (لانس أرمسترونغ)، كان يعتمد على طاقم طبي على أعلى درجة من الكفاءة، يتولى رفع نسب الأوكسجين في الدم الكفيلة برفع مستوى طاقته، التي كان من الصعب حينها على لجان مكافحة المنشطات اكتشافها، على الرغم من خضوعه خلال مسيرته الرياضية إلى اكثر من 500 اختبارٍ لم تثبت إدانته خلالها، حتى تم فضح سره عام 2012، عبر إفشاء أسراره من داخل الفريق، الذي اسفر لاحقاً عن سحب عدد كبير من إنجازاته وألقابه، خصوصاً على صعيد طوفان باريس الشهير للدراجات».

واستطرد: «لجنة مكافحة المنشطات في الدولة مطالبة بتفعيل أكبر لدورها، سواء من الناحية التوعية، أو عن طريق تنظيم اجتماعات دورية مع الاتحادات، تتولى خلالها الكشف عن آخر التعديلات والتحديثات المتبعة دولياً بالمواد المحظورة، كما يتوجب حصولها على دعم اكبر يمكنها من القيام بدورها بكفاءة كبيرة، خصوصاً أن العينة الواحدة للكشف عن المنشطات تصل كلفتها إلى 1200 دولار».

واختتم: «مشاركتي في مؤتمر دبي الدولي (الرياضة في مواجهة الجريمة)، تأتي من خلال الحرص على تقديم صورة واضحة عن واقع المنشطات، خصوصاً أنني رياضي سابق تعرض للظلم، وسحب منه انجاز وميدالية جراء جهل الآخرين».

ويُعد حميد شامس، أحد أكثر رياضيي الكاراتيه حضوراً على الساحة المحلية، إذ قاد منتخب الكاتا خلال الفترة بين عامي 2000 و2015، وحقق خلالها إنجازات عديدة، بدءاً من فضية آسيا عامي 2007 و2013، وصولاً لذهبية الأندية الآسيوية مع الشارقة عام 2014، وانتهاء بذهبية غرب آسيا العام الماضي.

محاور المؤتمر

يناقش مؤتمر دبي «الرياضية في مواجهة الجريمة» على مدار الأيام الثلاثة لنسخته السادسة والمقامة تحت شعار «الرياضة تسعد الجميع»، ثمانية محاور رئيسة، عبر تطبيق تجارب عالمية في استخدام الرياضة في مواجهة الجريمة، وعلم النفس الاجتماعي في معالجة ظواهر الانحراف والجريمة لدى الشباب، والانحرافات والجرائم المترتبة على التعصب الرياضي، والتحرش الجنسي في الرياضة، والمنشطات الرقمية، ودور الإعلام في تكوين الاتجاهات المضادة للمجتمع، ودراسة برامج الرياضة وأثرها في وقاية المجتمع من أشكال الانحراف والتطرف الفكري كافة، وأخيراً الرياضات العقلية ودورها في مكافحة الجريمة.

وتقام محاضرات اليوم الأول وحفل الافتتاح في «مركز ندوة الثقافة والعلوم في منطقة الممزر بدبي»، على أن تقام محاضرات اليومين الثاني والثالث في نادي ضباط شرطة دبي.

تويتر