ممارسو الرياضة لديهم توافق نفسي أكبر من غيرهم
كشفت دراسة قدمتها الباحثة والمستشارة النفسية والأسرية نائب مدير قرية العائلة، الإماراتية هالة إبراهيم الأبلم، أمس، أن الممارسين للرياضة لديهم توافق نفسي أكبر من غيرهم، الأمر الذي يؤكد الدور الكبير الذي تعكسه ممارسة الرياضة بالنسبة للصحتين البدنية والنفسية، وكذلك أثر ذلك الإيجابي في طلبة المدارس بشكل خاص.
جاء ذلك خلال اليوم الثاني من مؤتمر دبي الدولي «الرياضة في مواجهة الجريمة»، ضمن النسخة السادسة، وتنظمه شرطة دبي، ويختتم ظهر اليوم، وسط مشاركة خبراء وباحثين يمثلون 30 دولة.
جاسم ميرزا: لا دليل علمياً وطبياً على وجود المخدرات الرقمية
أكد المنسق العام للمؤتمر العقيد في شرطة دبي، الدكتور جاسم خليل ميرزا، في المحور الثالث «الرياضة والمنشطات»، أنه «لا دليل علمياً وطبياً على وجود المخدرات الرقمية»، مشيراً إلى أن الترويج لها جاء من تضخيم وسائل إعلام بهدف الإثارة، موضحاً أن «إثبات حقيقتها يتم بطرح تساؤلات عدة للتأكد منها، بعيداً عن الإثارة الإعلامية والسبق الصحافي». وأشار جاسم إلى أن دراسة شملت 500 من طلبة الجامعات، أكدت عدم وجود أدلة علمية على الإدمان على المخدرات الرقمية، وأن معظم الشباب ليست لديهم معرفة بما يسمى ظاهرة المخدرات الرقمية، مشيراً إلى أن من أبرز الأمور التي ركزت عليها الدراسة يتمثل في قوة تأثير الأصدقاء في بعضهم، ومن هنا تعد التوعية المباشرة علاجاً جيداً للآفات المجتمعية بصورة عامة، والمخدرات الرقمية على وجه التحديد. وأوصى ميرزا بضرورة مخاطبة الجهات القانونية في الدولة لمعاقبة من يروج لمثل هذا النوع من المخدرات، وتوعية الأسر بضرورة معرفة أصدقائهم وتنظيم برامج وحملات للتوعية الموجهة للشباب ووقايتهم منها. وأكد أنه بناء على تجربته الشخصية، ليس هناك تأثير مباشر لما يسمى المخدرات الرقمية، بقدر ما هي إثارة صنعتها بعض وسائل الإعلام. الرياضة تهذّب سلوك المراهقين في بولندا استُهلت فعاليات اليوم الثاني باستعراض تجربة بولندية قدمتها الدكتورة بيتا مازوريك، أوضحت خلالها كيفية نجاح بلادها، عبر برامج رياضية ناجحة، في إبعاد المراهقين عن السلوكيات الخطرة في ظل غياب الأسرة عن رعاية أبنائها، سواء للهجرة بحثاً عن العمل، أو لظروف أخرى. وتطرقت دراسة البولندية مازوريك، التي استمرت 10 سنوات، إلى كيفية اعتماد الرياضة والنشاط البدني لتهذيب شريحة المراهقين، خصوصاً على صعيد خفض السلوك العدواني لديهم، الذي كان سبباً في جعلهم أكثر تقبلاً للظروف الاجتماعية التي يمرون بها، خصوصاً الذين نجحوا في إثبات موهبتهم الرياضية، وأخذها أسلوب حياة لهم عبر احترافها. |
وأكدت هالة الأبلم، خلال عرضها لتفاصيل الدراسة التي قامت بها على شريحة المراهقين، أهمية الرياضة وأثرها الكبير في التوافق النفسي لدى ممارسي الرياضة، وبشكل خاص بالنسبة لهذه الفئة العمرية.
واستندت الدراسة إلى عينة عشوائية من الإناث والذكور ضمن المرحلة الثانوية، لتؤكد أن من يمارسون الرياضة يحظون بنسب توافق نفسي أكبر مقارنة بغير الممارسين.
وأوصت الدراسة بالاهتمام بتصميم برامج رياضية لطلبة المدارس، وإضافة درجات لأصحاب الإنجازات، ما يحفز غيرهم على ممارسة الرياضة، وبالتالي رفع نسب توافقهم النفسي، وصولاً إلى تصميم دورات وندوات لتوعية الطلبة بأهمية الرياضة.
وفي جانب آخر، كشفت دراسة أخرى تم عرضها في المؤتمر، وقامت بها المصرية الشيماء محمد إبراهيم، بالاشتراك مع المنسق العام لمؤتمر دبي الدولي السادس «الرياضة في مواجهة الجريمة»، العقيد الدكتور جاسم ميرزا، أن رياضيين داخل أندية دبي، شملتهم الدراسة، راوحت أعمارهم بين 12 و20 عاماً، تعرضوا للتحرش الجنسي سواء بأسلوب لفظي أو بدني، وبنسب متفاوتة.
وأفردت الباحثة المصرية المساحة المخصصة لها ضمن محور «الانحراف في الرياضة»، للكشف عن الدراسة التي أجرتها خلال النصف الأول من عام 2016، وشملت عينة بلغت 337 رياضياً تم اختيارهم بطريقة عشوائية من أندية الأهلي والشباب والنصر وحتا والوصل ودبي، ركزت على مدى انتشار هذه الظاهرة بالنسبة للرياضيين، وفقاً لمعايير الجنس والسن، ودرجة وعي أولياء أمور الرياضيين.
وأوضحت خلال مداخلتها في المؤتمر أن «العينة، البالغة 337 رياضياً، تم اختيارها بصورة عشوائية من أندية دبي، وراوحت أعمارها بين 12 و20 عاماً، وتمثلت في 296 من الذكور، و68 أنثى، و190 ولي أمر».
وأضافت: «تم تطبيق الدراسة من خلال استمارتين تم تصميمهما من قبل باحثين مختصين، شملت الأولى الرياضيين واحتوت على 12 سؤالاً، فيما خصت الثانية أولياء الأمور وتضمنت خمسة أسئلة، لتفرز الدراسة نتائج أكدت وجود ظاهرة التحرش الجنسي في المجال الرياضي داخل الأندية، لدى كل من الذكور والإناث، بنسب متفاوتة.
واستطردت: «كشفت الدراسة أن هناك مجموعة من أولياء أمور رياضيين تعرض أبناؤهم لمثل هذه الظاهرة أثناء ممارستهم النشاط الرياضي، بلغت نسبتهم 35.26%، معظمها كان من قبل الزميل أثناء وجودهم داخل النادي، و64.18% منهم واجهوا هذه الظاهرة بالصمت والابتعاد عن الشخص الآخر.
وأوصت الشيماء، في نهاية الدراسة، بضرورة تصميم وتطبيق برامج التدريب على كيفية الحد من هذه الظاهرة في أماكن التدريب داخل الأندية وخارجها، وقالت: «85% من حالات التحرش تمت خارج التدريب، سواء في المعسكرات أو على الحافلات، فيما جاءت النسبة الباقية داخل التدريب».
من جهة أخرى، حفل المؤتمر في اليوم الثاني بعرض تجارب عربية ودولية، ركزت على كيفية استخدام الرياضة والنشاط البدني في منع ظاهرة العنف والتطرف والسلوكات العنيفة، بجانب جلسات أخرى تطرقت إلى الرياضة والمنشطات، خصوصاً الرقمية منها.