اتحاد الكرة وقع في 9 أخطـاء إدارية مع المنتخب

أكد رياضيون أن اتحاد كرة القدم وقع في تسعة أخطاء إدارية، تسببت في الإخفاق الذي حدث للمنتخب الوطني لكرة القدم، بعدما تضاءلت فرصته في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، المقررة العام المقبل في روسيا، مشيرين إلى أن الأخطاء تتمثل في التأخر بعملية تغيير الجهاز الفني، والمبالغة في مكافآت اللاعبين بعد مباراة اليابان، وعدم توفير برنامج إعداد قوي، وعدم وجود منتخب رديف يستعين به الجهاز الفني للمنتخب عند الحاجة، وعدم وجود دور فاعل ومؤثر للجنة المنتخبات الوطنية، فضلاً عن بناء الأسوار في وجه الإعلام، وغياب مبدأ عقاب اللاعبين، وعدم إيقاف الدوري في أهم مرحلة من مراحل مشوار المنتخب، وهما مباراتا اليابان وأستراليا، إضافة إلى فشل اتحاد الكرة في ضبط سقف رواتب اللاعبين.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن «المنتخب دفع فاتورة بعض الأخطاء والأمور الإدارية التي وقع فيها اتحاد الكرة، وكان عليه أن يقوم بتداركها قبل فوات الأوان، ويعمل على تصحيحها، حتى يستعيد المنتخب قوته وشخصيته التي عرف بها في السابق، وحقق من خلالها الكثير من النجاحات والإنجازات، لكن للأسف، فإن ذلك لم يحدث، وباتت حظوظ المنتخب في التأهل للمونديال ضعيفة».

وأشاروا إلى أن المرحلة السابقة في مشوار المنتخب في هذه التصفيات، كانت تستوجب أن يكون هناك عمل إداري أكبر لاتحاد الكرة تجاه المنتخب، من أجل تحقيق طموحات كرة الإمارات في الوجود في مونديال روسيا.

وأصبحت حظوظ المنتخب في المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال ضعيفة، بعدما تجمّد رصيده عند تسع نقاط فقط، متأخراً بفارق سبع نقاط عن المنتخبين السعودي والياباني، متصدرا الترتيب برصيد 16 نقطة.

وقال رئيس مجلس إدارة نادي الشعب الأسبق، إسماعيل عبدالله، إنه بجانب الأمور الفنية المتعلقة بالمنتخب، فإن هناك أسباباً أخرى عدة وراء ما حدث للمنتخب، من بينها غياب مبدأ العقاب رغم وجود مبدأ الثواب الذي يتمثل في توفير مكافآت مالية ضخمة للاعبين في حالة الفوز، والحصول على البطولات، مشيراً إلى أن المنتخب حظي بتكريم غير مسبوق، عندما فاز بلقب كأس الخليج الـ21، التي أقيمت في البحرين.

وأضاف أن «الانتصارات التي حققها المنتخب في الفترات الماضية غطت على كثير من الجوانب السلبية التي تدور في داخل أروقة المنتخب ويتداولها الشارع الرياضي، مثل غياب انضباط لاعبين، وخروجهم، وقيام بعضهم في المعسكرات وغيرها بأمور كنا نسمع عنها، وكانت متداولة على نطاق واسع، وفي تقديري فإن الاتحاد الحالي لا يتحمل مسؤولية ذلك، إنما الاتحادات السابقة، كانت على علم بما يحدث داخل المنتخب، لكنها كانت تغض الطرف، ولم تقم بمعاقبة اللاعبين الذين كانت تصدر منهم تصرفات سلبية».

وأوضح إسماعيل عبدالله «في تقديري فإن بعض المكافآت المالية التي كان تمنح للاعبي المنتخب، مبالغ فيها، بل إن اللاعبين هم من يتحكمون بتحديد قيمة هذه المكافآت، وهذه تحدث للمرة الأولى في تاريخ منتخب بلد، أن يتحكم اللاعبون في عملية المكافآت المالية، وطالما أن اللاعبين يحصلون على مكافآت كبيرة، فالمطلوب منهم في المقابل أن يقدموا مقابل ذلك انتصارات للمنتخب، لاسيما ان كرة القدم أخذ وعطاء».

وأضاف إسماعيل «عندما نتحدث عن المنتخب، وعن اتحاد الكرة، فإننا لا نتحدث عن أشخاص، وإنما عن منظومة عمل متكاملة، تسببت في الإخفاق الذي تعرض له المنتخب أخيراً، وفي اعتقادي فإن اتحاد الكرة تأخر في مسألة الأمور الخاصة بالتغييرات في الجهاز الفني، بجانب أن المنتخب كان في أمسّ الحاجة لبرنامج إعداد قوي يتناسب مع أهمية المرحلة التي يخوضها في تصفيات كأس العالم».

وأكمل «حلمنا الأكبر كإماراتيين ليس كأس آسيا أو الفوز بكأس الخليج، وانما الوصول إلى كأس العالم، ولذلك يفترض في هذا الجيل الذي كنا نراه عليه في تحقيق هذا الحلم، أن يثبت فعلاً أنه على هذا قدر هذا التحدي، خصوصاً أن الكل كان يعول على هذا الجيل من اللاعبين، وفي تقديري فإنه لو استمر الوضع الذي نراه حاليا في هذا المنتخب فإنه ستكون هناك صعوبة كبيرة في مشاركة المنتخب في كأس آسيا، التي تقام في الإمارات في 2019، إذ إننا لا نريد منتخباً لمجرد المشاركة وإنما للفوز بلقب البطولة».

مؤشرات ودلائل

وأكد عضو مجلس إدارة نادي الوصل السابق، حسن طالب المري، أن «المؤشرات كانت تدل على أن هناك تراجعاً ملحوظاً في المنتخب، ولم يعد مثلما كان في السابق، من حيث النتائج والانتصارات، إلا أن اتحاد الكرة تأخر في عملية تدارك الأمور، ولم يتحرك إلا أن بعد وصلت الأمور إلى درجة كبيرة من السوء».

وأضاف المري «عندما كان البعض ينتقد ما يحدث في المنتخب ويطلق صافرة إنذار بأن هذا المنتخب ليس باستطاعته المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال، كان هناك من يعتبر أن هذه الأصوات متشائمة وتضر المنتخب». وأشار حسن طالب إلى أن «هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين الحاليين في المنتخب ستكون خارج حسابات المنتخب خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، المقررة في قطر».

خلل في اتحاد الكرة

من جهته، أكد المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي، أحمد خليفة حماد، أن «هناك خللاً ما في عمل اتحاد الكرة، أثر في منظومة العمل بكامله داخل الاتحاد، بما فيها المنتخب الوطني، خصوصاً أن لدى الكثيرين إحساساً بأن هناك عدم توافق بين أعضاء اتحاد الكرة، وهذه الأمور من الطبيعي أن تنعكس بصورة سلبية على اللاعبين، وعلى المنتخب والجهاز الفني والإداري للمنتخب».

وأوضح «رغم أن المنتخب خاض أهم فترات مشواره في هذه التصفيات، إلا أنه للأسف لم يصحب ذلك أي عمل إداري كبير بالتزامن مع العمل الذي كان يقوم به الجهاز الفني للمنتخب، بل إننا كنا نلاحظ أن هناك عدم استقرار في عمل اتحاد الكرة، وهذا الأمر يعد في تقديري من الجوانب التي لها انعكاسات مباشرة على اللاعبين وعلى المنتخب بشكل عام، لذلك لاحظنا أن الدعم الإداري للمنتخب كان مفقوداً».

وشدد حماد على ان هناك الكثير من الأمور الإدارية الخاصة بالمنتخب يتحملها اتحاد الكرة، مشيراً إلى أنه «كان يفترض أن يتم تأجيل مباريات الدوري، والإعداد لمباراتي اليابان وأستراليا كان يجب ان يكون مختلفاً عن كل المراحل السابقة في إعداد المنتخب، كون هذه المرحلة تعد الأهم في مشوار المنتخب في التصفيات».

وأوضح حماد «رغم أن المنتخب الوطني يعد واجهة كرة الإمارات في المحافل الخارجية، وله الأولوية على كل شيء، إلا انه للأسف كل لاعب في المنتخب كان يفكر في ناديه أكثر من تفكيره في المنتخب، خصوصاً أن المكافآت المالية التي يحصل عليها في ناديه، سواء في الدوري أو غيره، أكبر من تلك التي يحصل عليها في المنتخب».

فقد شخصيته

ورأى اللاعب الدولي السابق مدير فريق اتحاد كلباء حسن سعيد، أن المنتخب تراجع كثيراً في الفترة الأخيرة، وفقد شخصيته التي عرف بها في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الكل كان يعول على هذا الجيل، الذي يضم نخبة من اللاعبين المميزين في الوصول إلى كأس العالم.

وأضاف حسن سعيد «رغم أن المدرب واللاعبين يتحملون جزءاً من مسؤولية ما حدث للمنتخب من تراجع، إلا أن هناك أيضاً جوانب إدارية تتعلق بالمنتخب يتحملها اتحاد الكرة، إذ كان يجب عليه أن يقوم بوضع برنامج إعداد قوي للمنتخب، يتيح للجهاز الفني مزيداً من الخيارات لتجهيز المنتخب بشكل جيد».

وشدد حسن سعيد على أنه كان يجب أن تكون الأولوية في الفترة الماضية للمنتخب، في كل الأمور، سواء على صعيد مباريات الدوري أو حتى الجوانب الأخرى المتعلقة بعمل اتحاد الكرة.

محترفون وهواة

واعتبر مدير الأكاديمية الأولمبية عضو مجلس الشارقة الرياضي، العميد متقاعد عبدالملك جاني، أن «ما حدث للمنتخب الوطني من إخفاق في الفترة الأخيرة نتاج طبيعي للواقع الحالي الذي تعيشه رياضة الإمارات، خصوصاً على صعيد كرة القدم، مؤكداً أن هناك خللاً في المنظومة الرياضية لابد من العمل على علاجه من أجل تصحيح المسار»، مشيراً إلى أن الانتقادات التي توجه للمنتخب تكون في كثير من الأحيان عند الخسارة فقط.

وقال جاني: «كيف لإداريين هواة أن يتعاملوا مع لاعبين محترفين يتقاضون رواتب تصل إلى ملايين الدراهم؟».

وأوضح «الرياضة الإماراتية حلقة مترابطة، إذا اختلت أي حلقة منها تؤثر بصورة سلبية في الأخرى، لذلك لابد من ترابط هذه الحلقات».

وشدد جاني على أن «هناك مشكلة كبيرة في عملية تأهيل الكوادر الإدارية، سواء من الناحية العلمي او الجوانب المعرفية الخاصة بكيفية التعامل مع لاعبين محترفين في كرة القدم».

الإعلام الإماراتي

بدوره، أكد اللاعب الدولي السابق فاروق عبدالرحمن، أنه يجب على اتحاد الكرة أن يقوم بأخذ قرار بتغيير الجهاز الفني للمنتخب، عقب مباراة العراق في الجولة الخامسة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، طالما أنه لم يكن مقنعاً به، مشدداً على أنه يفترض أن تكون أبواب المنتخب مفتوحة باستمرار للإعلام الإماراتي، نظراً لأنه يعد شريكاً أساسياً في عملية نجاح المنتخب، مشيراً إلى أنه ليست هناك أمور سرية تستدعي أن إخفاءها عن الإعلام.

وقال «بالنسبة لمسألة ضبط سقف رواتب اللاعبين، التي كان قد صدر فيها قرار سابق من قبل اتحاد الكرة بتحديد سقف معين، ففي تقديري من الصعب على اتحاد الكرة التحكم بهذا الأمر، لأنه مرتبط بجوانب عدة قد تكون خارج سيطرة الاتحاد».

وشدد فاروق عبدالرحمن على أن الاختيارات للمنتخب يجب أن تكون للاعبين الذين لديهم رغبة حقيقية في الدفاع عن شعار المنتخب، مؤكداً أنه يتمنى أن يكون المدرب المقبل للمنتخب صاحب شخصية قوية.

عبدالغفار: «الإمارات اليوم» نبّهت للمشكلة منذ معسكر عمّان

شدّد نائب رئيس اتحاد كرة القدم السابق، سعيد عبدالغفار، على أن الكل، سواء اتحاد الكرة والجهاز الفني والإداري واللاعبون وحتى الإعلام، شريك فيما حدث للمنتخب من انتكاسة، مطالباً بأن تكون هناك وقفة صريحة للمراجعة ومحاسبة المقصرين تجاه المنتخب، معتبراً أن «ما حدث للمنتخب لا يمكن السكوت عنه».

وقال عبدالغفار «بدأت انتكاسة المنتخب منذ مشاركته في كأس آسيا 2015، والكل تغنّى بحصوله على المركز الثالث، رغم انه حدثت أمور كثيرة في المنتخب ذلك الوقت في أستراليا، وخرجت عن السيطرة، لكن الكل تكتم عليها حتى الإعلام، وللأسف، فإن الأمور في المنتخب استمرت في التراجع خلال تصفيات الدور الأول، والكل تكتم ايضاً على ما حدث للمنتخب في معسكر الأردن قبل مباراته أمام فلسطين، عندما خرجت الأمور عن السيطرة، وكان يفترض أن تحذو وسائل الإعلام، دون استثناء، حذو «الإمارات اليوم»، التي تطرقت لتجاوزات من قبل اللاعبين في معسكر عمان، إذ نبّهت الصحيفة لما حصل آنذاك، ما تسبب لاحقاً في الانتكاسة الحالية».

الأسباب التسعة

1- التأخر في تغيير الجهاز الفني.

2- المبالغة في مكافآت اللاعبين بعد مباراة اليابان.

3- غياب مبدأ العقاب.

4- عدم توفير برنامج إعداد قوي.

5- لجنة المنتخبات كان دورها صورياً.

6- عدم إعداد منتخب رديف.

7- إغلاق أبواب المنتخب في وجه الإعلام.

8- فشل اتحاد الكرة في ضبط سقف رواتب اللاعبين.

9- عدم إيقاف الدوري فترة كافية قبل مباراتي اليابان وأستراليا.

الأكثر مشاركة