طالبوا اتحاد الكرة بالبحث عن أسباب الخلل وعلاجها
رياضيون: الدلال الزائد للاعبين وراء ما حدث للمنتخب
أكد رياضيون أن الدلال الزائد للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم من أبرز العوامل التي وقفت وراء الإخفاق الذي حدث للأبيض، بخسارته أمام منتخبي اليابان وأستراليا على التوالي في تصفيات الدور الثالث المؤهلة لنهائيات كأس العالم «روسيا 2018»، ما أدى إلى تضاؤل فرص المنافسة في بطاقة التأهل للمونديال، مطالبين اتحاد الكرة بضرورة تفعيل لائحة مبدأ الثواب والعقاب، والاهتمام بالمنتخب الأولمبي، كونه يعد رديفاً للمنتخب الأول.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «هناك عوامل أخرى أدت إلى الخسارتين، فإلى جانب غياب مبدأ الثواب والعقاب، برز في صفوف المنتخب غياب ملحوظ للروح القتالية لدى اللاعبين، وعدم وجود منافسين لهم في المنتخب، لذا يجب على اتحاد الكرة أن يبحث عن مواضع الخلل في المنتخب بشكل عام، ويعمل على علاجها حتى يصب الدوري الإماراتي وبقية المسابقات المحلية في تطوير كرة الإمارات، خصوصاً على صعيد المنتخب الأول».
وتجمد رصيد الأبيض عند تسع نقاط بالمركز الرابع في ترتيب منتخبات المجموعة الثانية بتصفيات المونديال التي يتصدرها المنتخب السعودي برصيد 16 نقطة، ويحل المنتخب الياباني في المركز الثاني بالرصيد ذاته، ويأتي المنتخب الأسترالي ثالثاً برصيد 13 نقطة، فيما يحل المنتخبان العراقي (4 نقاط) والتايلاندي (نقطة واحدة) في المركزين الأخيرين.
واعتبر رئيس اتحاد الشطرنج، عضو مجلس إدارة نادي الشعب سابقاً، الدكتور سرحان المعيني، أن هناك أسباباً عدة وراء ما حدث للمنتخب الذي كان الكل يعول عليه كثيراً في تحقيق إنجاز جديد لكرة الإمارات، بالوصول الى كأس العالم مجدداً للمرة الثانية في تاريخ كرة الإمارات بعد الإنجاز الذي تحقق في عام 90 بالوصول إلى مونديال إيطاليا، مؤكداً أن الأمور الإدارية والفنية تسببت في تضاؤل فرصة المنتخب في التأهل للمونديال.
وتساءل المعيني: «أين ذهبت الروح القتالية التي كان يتميز بها لاعبو المنتخب في السابق؟ إذا كان لاعب مصاباً أو غاب عن صفوف المنتخب فهل معنى ذلك أن يتأثر المنتخب بكامله؟ هذا يعني أنه ليس هناك أي خطة بديلة في حالة غياب لاعب عن المنتخب لأي سبب من الأسباب».
واعتبر المعيني أن الأندية مهتمة بلاعبيها أكثر من اهتمامها بالمنتخب، رغم أنه يعد الواجهة لكرة الإمارات.
وشدد سرحان المعيني على أن سياسة الانضباط خارج الملعب وغياب مبدأ الثواب والعقاب يعدان جزءاً مهماً مما حدث للمنتخب، لكن الجزء الأكبر يرجع إلى عملية اختيارات اللاعبين من الناحية الفنية.
وأكمل المعيني: «عندما يصل اللاعب للعب في المنتخب فلابد أن يكون لديه راتب محدد، بحيث يكون هناك حافز يدفعه لتقديم كل ماعنده، والقتال في الملعب من أجل الشعار الذي يرتديه».
ورأى رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء عيسى الذباحي، أن المنتخب لم يكن مؤهلاً للذهاب بعيداً في هذه التصفيات، لأنه لم تكن لديه القدرة على مقارعة منافسيه في المنتخبات، خصوصاً السعودية واليابان وأستراليا.
وأوضح الذباحي أن «هناك أسباباً موضوعية وراء ما حدث للمنتخب والكل يعرفها، ويتحمل اللاعبون النسبة الأكبر فيها».
واعتبر عيسى الذباحي أن «دور المدرب يمثل 40% في حين أن الـ60% الأخرى تعتمد على اللاعبين ومدى عطائهم في الملعب»، مشدداً على أن «عدم وجود لاعبين منافسين للاعبي المنتخب في التشكيلة الحالية، وتكرار الوجوه نفسها يعد أيضاً من الأسباب المهمة وراء تراجع المنتخب في الفترة الماضية».
وأضاف: «إذا كان اللاعب يجد مكاناً محجوزاً في المنتخب حتى لو لم يكن مستواه بالصورة المطلوبة، فإن ذلك يؤدي دون شك إلى غياب روح المنافسة بين اللاعبين في الدوري الإماراتي».
وأشار عيسى الذباحي الى أن «اتحاد الكرة لم يهتم كثيراً بالمنتخب الأولمبي رغم أنه رديف المنتخب الأول، وتفريغ العناصر المميزة من اللاعبين للمنتخب الأول»، مشيراً إلى أنه بجانب دوري المحترفين فإن «هناك لاعبين مميزين في دوري الهواة، لكنهم بحاجة الى الاهتمام من قبل اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب».
بدوره، أكد نائب رئيس شركة كرة القدم في نادي الفجيرة سابقاً سلطان الشرع، أن «لاعبي المنتخب يتحملون جزءاً مما حدث للمنتخب»، واصفاً حالة الحزن وردة الفعل التي عمت الشارع الرياضي عقب خسارتي المنتخب أمام منتخبي اليابان وأستراليا الأخيرتين تعدان أمراً طبيعياً، لأن الكل كان يعول كثيراً على هذا المنتخب في تحقيق إنجاز والوصول الى كأس العالم، معتبراً أن «هناك أسباباً موضوعية أدت الى ما حدث من بينها في تقديري غياب مبدأ الثواب والعقاب، وغياب سياسة الانضباط»، مشيراً إلى أن «اتحاد الكرة السعودي كان قد عاقب خلال هذه التصفيات خمسة لاعبين وأبعدهم عن صفوف المنتخب بسبب عدم انضباطهم»، مشدداً على ضرورة التعلم من الأخطاء التي حدثت للمنتخب في الفترة الماضية.
وقال الشرع: «لابد أن تكون هناك لائحة واضحة للاعبي المنتخب يكون فيها مبدأ الثواب والعقاب، بحيث يشعر كل لاعب بمسؤوليته ويتعرض للعقاب إذ أخطأ».
وأضاف الشرع: «أمامنا تجربة واضحة ممثلة في المنتخب السعودي الذي كان قبل نحو سنتين بوضع سيئ، ويمر بأوضاع صعبة، لكن مع تولي تدريبه مدرب كفء مثل الهولندي الذي كانت له بصمة واضحة مع منتخب هولندا، تغيرت صورته تماماً، وبات من أقوى المنتخبات في آسيا».
من جهته، قال رئيس جمعية جماهير الجوارح، سامي محمد، إنه يحمّل مسؤولية ما حدث للمنتخب للاعبين وليس لاتحاد الكرة أو المدرب مهدي علي، معتبراً ان «الدلال الزائد وغياب الروح القتالية في أوساط اللاعبين من الأسباب الرئيسة وراء ماحدث للمنتخب، وتسببا في هزيمة المنتخب أمام اليابان وأستراليا، وبالتالي تضاءلت فرصه بالمنافسة في بطاقة التأهل لمونديال روسيا».
وأضاف سامي محمد: «علينا ألا نلوم المدرب مهدي علي أو اتحاد الكرة على ما حدث من إخفاق للمنتخب، إذ أن المسؤولية الأكبر يتحملها اللاعبون بسبب الدلال الزائد الذي وجدوه، وغياب مبدأ العقاب».
وأكمل رئيس جمعية جماهير الجوارح: «للأسف، اللاعب عندنا تجده كأنه قيصر زمانه وطلباته كلها مجابة، ورغم أنه يحصل على كل شيء يريده فإنه مقابل ذلك لا يقدم المردود الإيجابي المطلوب في الملعب، خصوصاً مع المنتخب، لذلك فإنني أدعو الأندية إلى ضرورة تغيير سياستها تجاه اللاعبين حتى تتولد لديهم روح القتال في الملعب. وبصراحة، اتحاد الكرة لم يقصّر تجاه هذا المنتخب بعدما وفر له كل شيء من أجل تشريف كرة الإمارات في المحافل الكروية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news