اهتمام لاعبي المنتخب بـ «البزنس» يخفي أثرهم في الدوري
حدد رياضيون سبعة أسباب لتراجع أداء نجوم المنتخب الوطني، بل واختفائهم في الجولات الخمس الماضية من دوري الخليج العربي لكرة القدم، حيث ابتعدوا عن تصدر المشهد في الملاعب المحلية بعد الخروج من تصفيات كأس العالم، أبرزها: اهتمام اللاعبين الدوليين بـ«البزنس» يفوق شغفهم بكرة القدم، وتأثرهم النفسي بما أثير حول تحديد سقف رواتب اللاعبين، وحالة الإحباط التي لازمتهم عقب تبخر حلم التأهل لمونديال روسيا 2018، وعدم التزام بعضهم بالنظام الغذائي اليومي والسهر حتى وقت متأخر من الليل، على حد تعبيرهم.
أسباب تراجع اللاعبين الدوليين 1- اهتمام اللاعبين الدوليين بـ«البزنس» فاق اهتمامهم بنشاط كرة القدم. 2- تأثر اللاعبين نفسياً بما أثير حول تحديد سقف رواتب اللاعبين. 3- حالة الإحباط التي لازمتهم عقب تبخر حلم التأهل لمونديال روسيا 2018. 4- عدم التزام بعض اللاعبين الدوليين بالنظام الغذائي اليومي والسهر حتى وقت متأخر من الليل. 5- قلة التركيز في المباريات. 6- الانتقادات الإعلامية بعد تبخر حلم المونديال. 7- عدم حصول اللاعبين الدوليين على الراحة الكافية بعد نهاية الموسم الماضي. أحمد الياسي: إحباط الخروج من المونديال أثر سلباً في الدوليين قال لاعب المنتخب الأول لكرة القدم ونادي النصر، أحمد الياسي، إن مردود اللاعبين الدوليين تأثر، في بداية الموسم المحلي، في مسابقتي دوري الخليج العربي، وكأس الخليج العربي، بالنتائج التي حققها الأبيض مع ختام مشاركته في تصفيات كأس العالم 2018، وضياع فرصة التأهل لمونديال روسيا. وأوضح الياسي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «الإحباط قد يكون لعب دوراً سلبياً كبيراً في عدم ظهور اللاعبين الدوليين مع أنديتهم في بداية الموسم، بالمستوى الذي تعود عليه الجمهور والمتابعون لهم، خصوصاً أن الجميع كانت لديه آمال كبيرة بالتأهل لكأس العالم». وأضاف: «من الصعب أن نحكم على اللاعبين الدوليين في الوقت الحالي، ونحن في بداية الموسم، إذ إن المستوى سيكون في تصاعد مع توالي المباريات، وارتفاع حدة المنافسة». وأشار الياسي إلى أن الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين أيضاً، لعبت دوراً مهماً في عدم ظهور بعض اللاعبين بأفضل مستوياتهم. وتابع: «في النهاية نحن لاعبون محترفون، وكان لدينا علم بأن روزنامة الأندية والمنتخب الوطني ستكون بالصورة التي شاهدناها، وأن اللاعبين لن يحصلوا على راحة، لذلك كان يجب الاستعداد بصورة أفضل، حتى يتم تجنب حدوث إصابات بقدر الإمكان، والحفاظ على ظهورنا بأفضل المستويات». وختم «مع توالي المباريات سيرتفع مستواهم تدريجياً، والأمر نفسه بالنسبة للأندية التي ستبدأ الدخول في أجواء المسابقات المحلية، ويكون التركيز بصورة أكبر على تقديم مستويات أفضل». |
وقال رياضيون، لـ«الإمارات اليوم»، إن «اللاعبين الدوليين لم يظهر لهم تأثير حقيقي منذ بداية الموسم المحلي حتى الآن، والمستوى الذي قدموه في الدوري لم يعكس مستواهم الحقيقي، كما ظهروا قبل تصفيات المرحلة الأخيرة المؤهلة لكأس العالم».
وعزا اللاعب الدولي السابق، خليل غانم، تراجع لاعبي المنتخب في الجولات الماضية للدوري، إلى حالة الإحباط التي أصابت الغالبية منهم لعدم التأهل للمونديال، وقال: «لا أتصور أن اللاعبين يعانون ضغط المباريات، لكن الجميع أصبح ينظر بواقعية لنجوم المنتخب الوطني، فهذا هو مستواهم الحقيقي، والبعض قد أعطاهم مصطلحات وأقنعة أكبر من واقعهم بأنهم (جيل قاهر الصعاب) و(جيل المستحيل)».
وأوضح: «نعم لدينا لاعبون جيدون لكنهم غير متميزين، والدليل أنهم حينما خاضوا مباريات على صعيد المستوى الأول من قارة آسيا لم يكن أداؤهم على مستوى الشعارات البراقة التي كنا نسمعها، خصوصاً بعد الفوز على اليابان في الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم».
وأضاف «اللاعبون لم يكونوا صرحاء مع أنفسهم في الفترة السابقة، كما هي الحال حالياً، فاللاعبون هم من يمسك بزمام اللعبة بالكامل، صحيح أن هناك عوامل مساعدة فنية للمدرب وإدارية لاتحاد الكرة، لكن في الأغلب هم من يتحملون الدور الأكبر في خروج المنتخب، وفي تراجع مستواهم الحالي، ولا ألوم اتحاد الكرة على الإطلاق للمكافآت الكبيرة التي رصدها للاعبين في مباريات تصفيات كأس العالم، إذ يُفترض ذلك لأنه يمثل دافعاً للاعبين من أجل الانتصار، ويجب ألا يُفسر على أنه (دلع) من الاتحاد، وأنا هنا لا أدافع عن الاتحاد أو أعضائه، لأن العطاء في كرة القدم بكل دول العالم قائم على المقابل المادي».
وختم: «ما يؤسفني أن معظم لاعبي المنتخب أصبحوا رجال أعمال، ولديهم المشروعات التي تخصهم، وهم حالياً ليسوا متفرغين للعبة وإنما لـ(البرنس)، وهذه مشكلة أخرى كبيرة تواجههم ليس في تلك الفترة وإنما منذ فترة طويلة، إذ أصبح اهتمامهم بـ(البرنس) يفوق شغفهم بكرة القدم».
فقد التركيز
من جهته، قال مدرب الوصل السابق، عيد باروت، إن لاعبي المنتخب الوطني فقدوا التركيز بعد توديع تصفيات كأس العالم، وقال: «بعيداً عن الإصابة الجسدية، أرى أن في كرة القدم هناك إصابة تسمى قلة التركيز، وهذا واضح للبعض في الفترة الأخيرة، كما أن هناك لاعبين تأثروا بالهجوم الذي تعرض له المنتخب الوطني بعض الخروج من المونديال، والانتقادات الإعلامية التي طالت اتحاد كرة القدم بسبب هذا الخروج، كما انشغلوا أكثر بالمناقشات التي دارت حول تحديد سقف رواتب اللاعبين، وكلها عوامل يجب وضعها بعين الاعتبار وعدم إغفالها». واستبعد عيد باروت أن يكون التأخر في تعيين مدرب جديد للمنتخب الوطني أثر في تراجع مستوى اللاعبين الدوليين، وقال: «لا أتصور أن لهذا الموضوع تحديداً أثراً سلبياً في أداء اللاعبين الدوليين، لأن قوام المنتخب الوطني معروف مسبقاً لأي مدرب سيتولى مهمة الأبيض».
العطاء والمقابل
أما اللاعب الدولي السابق فهد عبدالرحمن، فقال إن عدم ربط حوافز اللاعبين بالمردود الفني أسهم بصورة كبيرة في تذبذب مستوى معظم نجوم الدوري الإماراتي، وأوضح: «لو نجحنا في سن تشريعات تربط عطاء اللاعب بالمقابل الذي يحصل عليه لن تكون لدينا مشكلات في الحالة المتأرجحة التي يكون عليها اللاعبون، خصوصاً الدوليين، وهذا دور اتحاد الكرة المنوط به سن التشريعات والنظم، ويجب على الأندية أن تساعد الاتحاد في هذا الأمر، حتى لا تتحول المسألة إلى فوضى».
وأضاف: «في السابق كان اللاعب الذي يتم استدعاؤه للمنتخب يحصل على مكافأة من ناديه، تقديراً لهذا العمل الذي يخدم المنتخب الوطني في المقام الأول، واليوم لماذا لا نطبّق تلك الأفكار في عقود اللاعبين، فأي فرد منهم يكون ضمن تشكيلة المنتخب الوطني يحصل على خمسة أضعاف اللاعب الذي يكون خارج المنتخب».
وتابع: «تراجع اللاعبين الدوليين مرتبط بناديين هما شباب الأهلي - دبي، والعين، على اعتبار أنهما يضمان معظم لاعبي المنتخب، فالأول لايزال متأثراً فنياً بعملية الدمج ولم يصل الفريق للتجانس المطلوب، أما العين فقد تأثر بصفقاته على مستوى اللاعبين الأجانب، والتي انعكست بدورها على اللاعبين الدوليين».
واستبعد فهد عبدالرحمن أن يكون لضغط المباريات دور في تراجع مستوى الدوليين، موضحاً أن «اللاعب الذي يحافظ على نظامه الغذائي وينام في وقت مبكر، باستطاعته أن يخوض مباراتين في اليوم، وليست واحدة، لكن للأسف معظم لاعبينا يسهرون حتى أوقات متأخرة من الليل، لأنهم غير مرتبطين بأعمال في الصباح، ولو كنت مسؤولاً في أي نادٍ لاستدعيت اللاعبين وقت الفجر للتدريب، لأنهم ملتزمون بعقود مع أنديتهم، ومن حق أنديتهم أن تستدعيهم للتدريب في أي وقت».
ماجد ناصر: فترة الإعداد أسهمت في تراجع الدوليين
أكد حارس مرمى المنتخب الوطني ونادي شباب الأهلي - دبي، ماجد ناصر، أن تراجع أداء بعض اللاعبين الدوليين، عقب نهاية مشاركة الأبيض في تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، يعود بصورة كبيرة إلى فترة الإعداد الخاصة بكل نادٍ، وعدم تجهيز اللاعبين بالصورة المناسبة للموسم الجديد.
وقال، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «مع تلاحم الموسمين بالنسبة للاعبين الدوليين، وعدم حصولهم على الراحة الكافية بانضمامهم إلى المنتخب، استعداداً للمباريات المتبقية من تصفيات كأس العالم، كان يجب أن تكون فترة الإعداد مع الأندية مناسبة للاعبين الدوليين، وتتم تهيئتهم بشكل جيد، حتى لا نشاهد الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين، إلى جانب تراجع مستوى البعض الآخر».
وأضاف أن «عدم ظهور بعض اللاعبين بالمستويات المعروفة عنهم يعود إلى أسباب مختلفة، إذ إنه على سبيل المثال لاعبو نادي العين كانت لديهم مباريات ربع نهائي دوري أبطال آسيا، إضافة إلى ارتباطهم بمباريات المنتخب الوطني، ما أسهم في إصابة بعض اللاعبين، بينما بقية اللاعبين الدوليين كانت لديهم ظروف أخرى من ناحية عدم اكتمال شفاء بعض اللاعبين، ومشاركتهم في المباريات قبل الشفاء بنسبة 100%، إلى جانب عدم وصول لياقة اللاعبين إلى درجة عالية».
وتابع: «الموسم المحلي مختلف، وأعتقد أن الجولات المقبلة ستشهد تطور مستويات اللاعبين، خصوصاً مع ارتفاع حدة المنافسة، ووصول اللاعبين إلى اللياقة البدنية المطلوبة، وأتوقع أن يستعيد اللاعبون الدوليون مستوياتهم، بعد تعافيهم من الإصابات التي لحقت ببعض الأسماء المؤثرة مع أنديتهم».