لا وجود للخشونة في الساحرة المستديرة بين السيدات

نوف العنزي: كرة القدم حرمتني من الحلويات والشوكولاتة

صورة

تعد نوف العنزي من أبرز لاعبات منتخب الإمارات للسيدات، في الفترة الأخيرة، ويعتبرها الكثيرون نجمة المستقبل، خصوصاً أنها سجلت اسمها كأول إماراتية تحترف في الخارج، بعد خوضها تجربة مع نادي وادي دجلة المصري.

وترى العنزي في حديثها لـ«الإمارات اليوم» أن تجربتها مع وادي دجلة بمثابة أول الطريق، مشيرة إلى أنها رغم دراستها الصعبة لهندسة أمن المعلومات، إلا أن دراستها لم تتأثر، خصوصاً أن تفوقها الدراسي كان شرطاً أساسياً من أسرتها لاستكمال مشوارها مع كرة القدم.

وأشارت أيضاً إلى أن وجود شقيقتها العنود معها في المنتخب كان حافزاً جيداً لاستمرارها وتطورها. وتمثل لاعبة نادي الوحدة سابقاً، ومنتخب الإمارات ونادي أبوظبي، أهم الأسماء التي ينتظرها مستقبل مهم في كرة القدم النسائية، واضعة هدفها وحلمها وهو المشاركة والفوز ببطولة كأس الخليج، والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا مع منتخب السيدات.

وتعتبر العنزي، البالغة من العمر 21 عاماً، أول محترفة إماراتية لكرة القدم خارج الدولة، بعد المستويات الجيدة التي قدمتها خلال الفترة الماضية، وتحلم لاعبة منتخب السيدات بالاحتراف في أوروبا، وقالت إن «كرة القدم جعلتني أضحي بالعديد من الأشياء الممتعة في حياتي، مثل أكل الحلويات، والشوكولاتة»

.. وتاليا نص الحوار:


- كيف بدأ شغفك بكرة القدم؟

السيرة الذاتية

بدأت مشوارها مع نادي الوحدة، عندما كان عمرها 16 عاماً، حيث تألقت مع «العنابي»، ما أسهم في انضمامها إلى المنتخب الوطني، وتلعب حالياً مع نادي أبوظبي، بينما كانت المفارقة أن شقيقتها العنود تلعب معها في «أبيض السيدات»، وتعدان من أبرزها اللاعبات في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني.

لمحة تاريخية

تألقت نوف في أول مشاركة لها مع نادي الوحدة، حيث حصلت مع الفريق على المركز الثاني في الدوري، بينما كان أبرز إنجازاتها الحصول على جائزة أفضل لاعبة في بطولة نادي الوحدة الودية في 2015، ولقب أفضل لاعبة في الإمارات في موسم 2016-2017.

المناسبة

خاضت نوف تجربة احترافية ناجحة في نادي وادي دجلة المصري، كأول إماراتية تخوض تجربة احترافية في الخارج، إذ تأمل لاعبة نادي أبوظبي أن تخوض تجربة احترافية أخرى في الدوري المصري، بينما يعد الهدف الأكبر بالنسبة لها هو الاحتراف في أوروبا.

- أرى نفسي في الهجوم.. وشقيقتي مدافعة.

- دراسة «أمن المعلومات» لم تمنعني من احتراف كرة القدم.

- أتمنى أن أحرز هدفاً على طريقة الإيطالي بيرلو.

- برشلونة و«السيتي» الأكثر متعة عالمياً.

إقبالي على ممارسة كرة القدم، وتقبل المجتمع لمغامرتي، بدآ منذ الصغر، عندما كنت في الخامسة من عمري، فكنت ألعب مع أفراد عائلتي من الجنسين، وعندما انتقلت إلى مدرسة جديدة كان لديهم فريق كرة قدم للفتيات، فالتحقت به، في ظل دعم أسرتي.

- هل وجدت الدعم والتشجيع  من أسرتك؟

لحسن حظي أنني انتمى إلى عائلة تحب الرياضة، لذا وجدت كل الدعم من والدي ووالدتي وإخوتي، لأنهم يرون أن الرياضة تخرج الطاقة السلبية من داخل الإنسان، وتعطيه دافعاً كبيراً للنجاح والتألق في كل جوانب حياته، سواء العلمية أو العملية، وعندما التحقت بنادي أبوظبي كانوا يحضرون المباريات، ويقدمون لي كل التشجيع والدعم.

- متى بدأت قصة احترافك للعبة؟

عندما التحقت بصفوف نادي الوحدة كان عمري 16 عاماً، إذ بدأت قصتي الحقيقية مع الساحرة المستديرة، حيث كانت مدربة الفريق حورية الظاهري، ورأت الموهبة في لمساتي للكرة، فعملت على تنميتها وتطويرها، وخصصت لي حصصاً تدريبية لدعم مهاراتي، وكانت نقطة التحول بالنسبة لي التحاقي بالمنتخب الأول لكرة القدم للسيدات، الذي تم تكوينه عام 2014، قبل أن انضم إلى نادي أبوظبي.

- ما التضحيات التي قدمتها خلال مشوارك مع الساحرة المستديرة؟

ضحيت بأوقات فراغي التي تعتبر قليلة جداً مقارنة بالشخص العادي، إذ إنني أقضي كل وقتي ما بين الدراسة والتدريبات مع نادي أبوظبي والمنتخب، وفي كثير من الأحيان كنت مضطرة للسهر حتى أنهي واجباتي الدراسية، فضلاً عن حرماني من الحلويات، خصوصاً الشوكولاتة التي تعبر أكبر متعة بالنسبة لي.

- ماذا يمثل وجود شقيقتك معك في منتخب الإمارات؟

وجودنا معاً في المنتخب يعد حلماً جميلاً بالنسبة لنا، لذلك نعمل جاهدتين على التطور وتقديم الأفضل دائماً، وعن السر الذي جعلنا نلعب في وسط الملعب، فهو أننا نفضل التحرك والإسهام بشكل فعال في الملعب، لكني أرى نفسي في الشق الهجومي، بينما تميل العنود إلى الجانب الدفاعي، لما تمتلكه من قوة بدنية جعلتها تتميز في خانة الارتكاز.

- ما الرسالة التي توجهينها للذين يعتبرون لعبة كرة القدم غير ملائمة للسيدات؟

ليس هناك سبب يمنع المرأة من ممارسة كرة القدم، مادامت تملك اللياقة والأساسيات التي تؤهلها لتصبح لاعبة كرة قدم، والذي يقول إن رياضة كرة القدم لعبة للرجال فقط، لأنها تحفل بالخشونة، أقول له إن الخشونة معدومة في حال ممارسة الفتيات اللعبة ضد الفتيات، وليس ضد الذكور، فالإمكانات متساوية بين الإناث، ولا مانع من ممارستها واحترافها، وأرى أن المنتقدين يحتاجون إلى وعي أكثر، إذ إن لعبة كرة القدم مثلها كمثل أي لعبة أخرى، وليس هناك فرق، والاهتمام بالرياضة التي تنمي الجسم والعقل والروح أفضل من أشياء كثيرة أخرى لا تفيد.

- كيف استطعت الموازنة بين ممارستك للرياضة ودراستك؟

عندما التحقت بنادي الوحدة اشترطت عائلتي التفوق الدراسي من أجل استكمال مشواري مع كرة القدم، وبالفعل اجتهدت وتعبت، حيث أنني دائماً ما استغل الوقت الذي اقضيه في السيارة وأنا في طريقي للتدريب أو للمنزل وأذاكر، وفي أيام العطلة أكثف من الدراسة، حتى أكون جاهزة بشكل مستمر لأي امتحان بالجامعة.

- ما مجال دراستك؟

أدرس في السنة الرابعة والأخيرة بهندسة أمن المعلومات، التي تعتبر من أكثر المجالات حيوية في قطاع تقنية المعلومات، لأن أمن المعلومات علم يبحث في نظريات واستراتيجيات توفير الحماية للمعلومات من كل ما يهددها، كما يعد تخصص أمن المعلومات تخصصاً حيوياً متجدداً، فهو حيوي لارتباطه بأكثر من تخصص بشكل فعال ومؤثر، ومتجدد لتحديث معلوماته على فترات متسارعة، تحتاج متابعتها ومتابعة غيرها من التخصصات ذات العلاقة بشكل مستمر.

- ما أبرز إنجازاتك؟

حصلت على المركز الثاني مع نادي الوحدة في أول مشاركة لي مع النادي، حيث خسرنا المركز الأول بفارق هدف واحد فقط عن المتصدر، كما شاركت مع منتخب الإمارات في المباريات الودية التي أسهمت في ارتقاء المنتخب في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولعبت مع المنتخب الوطني في المشاركة الرسمية الأولى في تصفيات كأس آسيا 2017، أما أبرز الجوائز فكانت حصولي على أفضل لاعبة في بطولة نادي الوحدة الودية في 2015، ولقب أفضل لاعبة في الإمارات في موسم 2016-2017.

- كيف تقييمين رحلة احترافك في نادي وادي دجلة؟

التجربة التي خضتها بالدوري المصري للسيدات للاحتراف في وادي دجلة، تعد خطوة مهمة وجديدة بالنسبة لي على المستوى الشخصي، وللكرة الإماراتية بشكل عام، إذ إن كرة القدم المصرية تختلف عن نظيرتها الإماراتية، فضلاً عن الاستفادة الكبيرة التي حظيت بها من خلال تدريبي تحت قيادة المدرب محمد كمال، وأيضاً الاحتكاك باللاعبات المصريات الموهوبات.

- ما أبرز أحلامك في المستقبل؟

أحلم بتحقيق كأس آسيا مع المنتخب، وكذلك المشاركة في كأس العالم، حتى أرد الدين إلى وطني الغالي، الذي وفر لي كل الدعم والثقة منذ بداية المشوار وحتى بداية الحلم الكبير، وعلى المستوى الشخصي أطمح إلى الاحتراف بأوروبا، حتى أستطيع تمثيل الدولة وعائلتي والمنتخب بصورة مشرفة، كما أتمنى العمل في مجال دراستي عندما أحصل على الشهادة الجامعية، لأنه مجال مهم للمحافظة على أمن معلومات الدولة، فضلاً عن أنه ممتع.

- من هو مثلك الأعلى في لعبة كرة القدم وفي الحياة؟

مدربة المنتخب الوطني السابقة، حورية الظاهري، هي القدوة ومصدر الإلهام بالنسبة لي، إذ إن مسيرتها مشرفة ومتطورة، فضلاً عن أنها تسهم كثيراً في تطوير كرة القدم النسائية في الدولة، وتكرس جل وقتها لصقل مهارات اللاعبات الإماراتيات اللاتي يمتلكن موهبة حقيقية، ومثلي الأعلى في الحياة هو والدي، داعمي الأول منذ أول لمسة لي للساحرة المستديرة.

- من لاعبتك ولاعبك المفضل على مستوى العالم؟

لاعبة منتخب الأردن ستيفاني النبر هي لاعبتي المفضلة، لما تمتلكه من أسلوب لعب مميز، وشخصية رائعة، لأنني لعبت معها كثيراً عندما كانت محترفة بنادي الوحدة، وبالنسبة للاعبين الرجال فهناك ثلاثة، هم: لاعب منتخب فرنسا ونادي ريال مدريد السابق زين الدين زيدان، ولاعب نادي برشلونة السابق تشافي هيرنانديز، ولاعب المنتخب الإيطالي ونادي ميلان السابق أندريا بيرلو.

- ما أفضل هدف شاهدته وتمنيت إحراز مثله؟

هدف سجله اللاعب بيرلو من وسط الملعب، عندما كان يلعب مع نادي ميلان، فكان هدفاً مبهراً جداً، وتمنيت أن أسجل مثله.

- ما ناديك المفضل؟

أتابع باستمرار ناديي برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، لأنهما يتميزان بأنهما يقدمان كرة قدم جميلة، إلى جانب امتلاكهما نخبة من أفضل اللاعبين على مستوى العالم.

- وما الفريق النسائي المفضل لديك؟

فريق مانشستر سيتي أيضاً يعد من أفضل الأندية على مستوى العالم، حيث يضم لاعبات لديهن مهارات عالية، ويقدمن كرة قدم رائعة، وأحياناً تشعر بأن الفريق النسائي لا يقل إطلاقاً عن كرة القدم التي يقدمها الرجال.

تويتر