نادي الظفرة يتبنّى توأمين موهوبين بعد قصة إنسانية
أكد نادي الظفرة تبنيه التوأمين الموهوبين سعيد وسعود عاطف الحوسني، وفقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ولم تكتفِ إدارة نادي الظفرة بالتعاقد مع اللاعبين لينضما إلى أكاديمية كرة القدم بالنادي، بل تعدى ذلك إلى دور اجتماعي كبير، إذ تم تأمين مستقبل الأسرة بتوفير سكن خاص لها، بجانب وظيفة تتناسب مع الأم، إضافة إلى تسجيل التوأمين في المدرسة الكندية.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة نادي الظفرة لكرة القدم، أحمد عمران القبيسي، لـ«الإمارات اليوم» أن التوأمين سيحصلان على الرعاية التامة من أجل تحقيق حلمهما في كرة القدم، مشيداً باللفتة البارعة من لجنة دوري المحترفين بتكريم الطفلين قبل بداية مباراة الظفرة واتحاد كلباء الأخيرة في الجولة الثالثة من دوري الخليج العربي.
يذكر أن الثنائي سعيد وسعود الحوسني ظهرت موهبتهما خلال دوري الأكاديميات، خلال الفترة التي كانا فيها يلعبان في أكاديمية كواترو إسبانيول في عجمان، إلا أن ضيق الحال وعدم قدرة الأسرة على الوفاء بالالتزامات المالية حال دون قدرتهما على الاستمرار في الملاعب، قبل أن يمد لهما نادي الظفرة يد العون التي كانت بمثابة طوق نجاة ليس للتوأمين فحسب، بل لكل أفراد الأسرة.
من جانبه، يثق حسين الحوسني، عم التوأمين سعيد وسعود، بأن الثنائي ينتظرهما مستقبل باهر في كرة القدم، بعد أن وضعا أول خطوة في طريق تحقيق حلمهما عقب رحلة طويلة من المعاناة التي فرضها انفصال الوالدين، والظروف المالية الصعبة التي مرا بها وعدم التحاقهما بمقاعد الدراسة، رغم بلوغهما سناً يتوجب معها بداية التحصيل الدراسي، ويعتقد أن نادي الظفرة انتشل الطفلان من المعناة وأمّن مستقبلهما، وأنه سيأتي اليوم الذي سيرد فيه ابنا شقيقه الجميل للمسؤولين في النادي.
وأكد الحوسني لـ«الإمارات اليوم» أن مقولة (المعاناة تولد الإبداع) ستنطبق على مستقبل ابني شقيقه كون أن معانتهما تتشابه مع أعداد كبيرة من لاعبي كرة القدم الذين نشؤوا في ظروف صعبة، ويقول: «ربما تكون شهادتي في ابني شقيقي مجروحة، لكن الصبر والرغبة الكبيرة في مواجهة الصعوبات الأسرية تؤكد أنهما سيكون لهما شأن كبير، بالنظر لمعظم اللاعبين النجوم في كرة القدم في العالم فجميعهم مروا بظروف مشابهة فبداياتهم كانت صعبة وخرجوا من أسر متواضعة الحال، ولكن بعدها استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم في عالم كرة القدم».
وسيكون الآن بمقدور التوأمين سعيد وسعود متابعة حلمهما في كرة القدم، بأن يشكلا ثنائياً رائعاً إذ يلعب سعود بالقدم اليمنى في مركز الجناح بينما يلعب شقيقه سعيد بالقدم اليسرى في خانة الجناح الأيسر، وهو ما قد يساعدهما في أن يسيرا على خطى أسطورتي الشارقة، الشقيقين عيسى وإبراهيم مير، اللذين يعدان قدوة للتوأمين سعيد وسعود في كرة القدم.
وقدم حسين الحوسني الشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ولكل المسؤولين في نادي الظفرة على وقفتهم مع التوأمين سعيد وسعود، وتخفيف معناة الأسرة بتوفير كل المتطلبات التي تحتاجها الأسرة للاستقرار، كما أشاد بمبادرة لجنة دوري المحترفين بتكريم الطفلين.
وأشاد الحوسني بالدور الكبير الذي قام به الاعلامي منذر المزكي، في نشر مقطع الفيديو الذي تجاوب معه الشارع الرياضي، وأكد أن «قرار الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي كان صعباً لأنه ضد خصوصية الأطفال، ولكنني وافقت على ذلك نظراً لأن كل الأبواب كانت مغلقة أمام رغبة الطفلين في تحقيق حلمهما والانضمام لنادٍ يؤمن لهما مستقبلاً طيباً».
ويأمل حسين الذي يتبنّى التوأمين منذ صغرهما أن تطور أندية الدولة من دور الكشافين من أجل الوصول السريع للاعبين الموهوبين، وقال: «كيف يكون لدى النادي كشافون لا يتابعون مباريات مثل التي تقام في (الفريج)؟ كيف لهم أن يعرفوا المواهب الشابة قبل ضياعها؟ هناك مواهب كثيرة تنتظر من يكتشفها ويأخذ بيدها ويطورها في وقت مبكر حتى لا يكون مصيرها النسيان».
التوأمان سيحصلان
على الرعاية التامة من
أجل تحقيق حلمهما
في كرة القدم.