«جمهور الكريكيت» يخالف التوقعات.. ويغيب عن تشجيع الهند أمام تايلاند
خالف الجمهور الهندي كل التوقعات بغيابه عن مؤازرة منتخب بلاده أمام تايلاند، أول من أمس، على استاد آل نهيان بنادي الوحدة بالعاصمة أبوظبي، في المجموعة الأولى لبطولة كأس أمم آسيا «الإمارات 2019»، إذ لم يحضر المباراة التي انتهت هندية 4-1، سوى 3250 متفرجاً بمن فيهم ما يقارب 1000 متفرج من الجمهور التايلاندي.
وكان المراقبون يتوقعون أن يمتلئ استاد آل نهيان بالجماهير الهندية، خصوصاً أن الجالية الهندية في الإمارات هي الأكثر عدداً بين أكثر من 118 جالية موجودة في الدولة.
وأرجع عدد من الجماهير الهندية وبعض الصحافيين الذين حضروا من الهند مع منتخب بلادهم لتغطية البطولة السبب في قلة أعداد الجماهير الهندية إلى أسباب عدة أبرزها أن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى في الهند، وتأتي في مرتبة متأخرة عن لعبة الكريكيت التي تمثل اللعبة الشعبية الأولى والمحببة للجماهير الهندية، كما أن جماهيرية كرة القدم مازالت وليدة مقارنة بجماهيرية ألعاب أخرى تمارس في الهند، وهي تشبه كثيراً حال كرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية في فترة الثمانينات والتسعينات، والتي كانت فيها شعبية كرة القدم محدودة جداً مقارنة بكرة القدم الأميركية المعروفة وكرة السلة، ثم زادت شعبيتها بعد ذلك.
وأوضح مشجعو المنتخب الهندي أن هناك سبباً آخر لقلة الحضور الجماهيري في مباراة تايلاند، وهو إقامة المباراة في يوم عمل وليست يومي الجمعة أو السبت، ولو أقيمت المباراة الجمعة تحديدًا لزاد العدد كثيراً وملئت جنبات استاد آل نهيان عن آخره.
وقال أشوك الذي حضر من الهند خصيصاً لتشجيع منتخب بلاده، لـ«الإمارات اليوم»: «قلة عدد الجماهير التي حضرت مباراة تايلاند كانت متوقعة بالنسبة لنا، لأننا نعرف أن أغلب الجماهير الهندية لا تتابع كرة القدم كثيراً وشغفها الأول والأخير بلعبة الكريكيت، ولو كانت هذه المباراة في لعبة الكريكيت لرأينا ما يقارب 100 ألف هندي من الجالية الموجودة في الإمارات يريدون حضور المباراة، ولكن قد يختلف الأمر بعد الفوز على تايلاند ويحضر عدد كبير من الجماهير مباراة الإمارات المقبلة بعد غدٍ».
من جهته، قال المشجع شانكر: «نحب كرة القدم كثيراً، وكنا نتوقع أن يظهر المنتخب الهندي بمستوى متطور أمام تايلاند، وكنا نأمل حضوراً أكبر من جماهيرنا في المباراة، لكن كما تعلمون أن الجماهير الهندية تعشق الكريكيت وهي اللعبة الشعبية الأولى عندنا، ولكن الحضور لم يكن سيئاً، وإن كان المنتخب يستحق حضوراً أكبر بكثير، خصوصاً ونحن نعلم أن الجالية الهندية في الإمارات كبيرة جداً، وأتوقع أن يختلف الأمر في مباراتي الإمارات والبحرين بعد فوز الفريق التاريخي على تايلاند».
أمّا المشجع كوزاهيل، فقال: «حضرنا من الهند لتشجيع منتخبنا الذي تطور مستواه كثيراً في الفترة الأخيرة ونأمل أن يواصل مشواره حتى النهاية بعد الفوز الكبير على تايلاند، وكنت أتمنى حضور عدد كبير من الجماهير في المباراة، لكننا نعلم أن شعبية كرة القدم في الهند تشبه الآن كرة القدم في الولايات المتحدة قبل 30 عاماً، وهي في تزايد مستمر، وتعلمون أن الكريكيت هي اللعبة الشعبية الأولى في الهند، والأمر كان سيختلف لو أن المباراة في لعبة الكريكيت».
واتفق ثلاثة صحافيين هنود؛ هم ديبان ونوبين وسوران جيت مع ما قاله بعض أفراد الجماهير الهندية بأن شعبية كرة القدم في الهند تأتي في مرتبة متأخرة عن بعض الألعاب الأخرى في مقدمتها لعبة الكريكيت، ولكنهم يعتقدون أن الأمر سيختلف في مباراتي الفريق مع الإمارات والبحرين وسيزيد العدد عن ذلك بعد الفوز المفاجئ على تايلاند.
وقال راشانت الذي يعمل في صحيفة غلف نيوز: «أعتقد أن قلة العدد الجماهيري في مباراة تايلاند تعود لسببين الأول أن المباراة أقيمت في يوم عمل وفي وقت مبكر نوعاً ما، ولو أقيمت يوم الجمعة وهو الإجازة الأسبوعية لأغلب أفراد الجالية الهندية الكبيرة في الإمارات لاختلف الأمر تماماً ورأينا الآلاف من الجماهير داخل استاد آل نهيان، والسبب الثاني هو أن شعبية كرة القدم في الهند أقل كثيراً من شعبية الكريكيت، ولو لعب المنتخب الهندي مباراة هنا في الكريكيت سترون الجماهير بالآلاف، ولن تجد آلاف أخرى أماكن لها للحضور».