الأوكراني ريبروف: مهموم ببلدي.. ومشغول بموسم العين
يقضي مدرب فريق العين، الأوكراني سيرجي ريبروف أوقاتاً طويلة وهو يتحدث عبر الهاتف مع والديه للاطمئنان عليهما، وهما يعيشان معظم الفترات في إحدى الملاجئ تحت الأرض في العاصمة الأوكرانية كييف، أملاً في النجاة من القصف الروسي خلال أزمة "الغزو الروسي لأوكرانيا" الجاري حاليا.
ويعيش ريبروف وهو الأوكراني الوحيد بين جميع مدربي دوري أدنوك للمحترفين، حالة من التشويش، حيث يفكر في والديه، وبين واجبه تجاه ناديه الذي يتصدر حالياً ترتيب المسابقة برصيد 43 نقطة، وتنتظره مباراة من العيار الثقيل السبت أمام الوحدة في "كلاسيكو أبوظبي"، ضمن الجولة 19.
وتحدث ريبروف إلى صحيفة إندبندنت الأيرلندية لأول مرة عن ويلات الحرب وشرح الصعوبات النفسية التي يواجهها خلال عمله الذي يتطلب منه التركيز الكامل وفي نفس الوقت البقاء متابعا للأحداث الجارية في بلاده، مؤكداً أن كل الشعب الاوكراني متحد، مضيفا أنه تلقى الدعم من ناديه في ظل الأوقات العصيبة التي يعيشها.
وليست هي المرة الأولى التي تعيش فيها مدينة هورليفكا مسقط رأس سيرجي ريبروف ويلات الحرب، إذ أنها كانت شاهدة على الصراع خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، فيما تعيش أسرته الكبيرة حالياً في العاصمة كييف. وقال ريبروف: "والدتي وأبي ظلوا تحت الأرض في كييف لمدة ثلاثة أيام، والداي متقدمان في السن ولا يريدان الانتقال، اضطرا للدخول إلى الملاجئ خلال لحظات القصف الروسي، في مثل هذا السن من المستحيل عليهما الانتقال من كييف".
وأوضح المدرب الأوكراني عدم قدرته على الحياة بصورة طبيعية في الوقت الحالي، بينما يسقط ضحايا الحرب بصورة يومية، وقال: "أقضي الكثير من الوقت على الهاتف، أتصل بأسرتي كل بضع ساعات، والجميع دائمًا على الهاتف لمعرفة الأخبار، حصلت على الدعم من الجميع في النادي".
وأشار ريبروف إلى أنه تحدث مع لاعبي الفريق منذ بداية الحرب، وأكد لهم أنه مهموم بما يحدث في بلاده، وقال: "شرحت للاعبي فريقي منذ اليوم الأول للحرب أنه عليهم مساعدتي بتقديم الأداء الأفضل في كل مباراة، وأن عقلي مع شعب بلادي، لقد خضنا العديد من المباريات منذ بداية الأزمة، ولم يكن الأمر سهلاً".
وواصل: "العلم الأوكراني دائماً معي وحينما أتحدث في المؤتمرات الصحافية أحاول أن أشرح للناس ما يجري في أوكرانيا، حتى أظهر الحقيقة للناس، نحن الأوكرانيين البعيدون عن بلدنا من واجبنا أن نشرح للناس في البلدان الأخرى".
وتنتظر مدرب العين مهمة صعبة حين يصطدم بمنافسه المباشر فريق الوحدة صاحب المركز الثاني برصيد 39 نقطة. وقال مدرب العين إن الأوقات الحالية ليست عادية بالنسبة للأوكرانيين، وأضاف: "تحدثت إلى وسائل الإعلام في بولندا واليونان وجمهورية التشيك والآن إيرلندا أريد أن يعرف العالم ما يجري".
وتابع: "لا يمكنني الحديث عن كرة القدم، نحن لا نفكر حتى في كرة القدم الآن، نفكر في حماية بلدنا، أنا فخور جدًا بالشعب والجنود الذين يحاولون إنقاذ بلدنا، نحن في الجانب الصحيح". وواصل: "لدي وظيفة هنا ولكن بمجرد انتهاء موسمي سأعود إلى بلادي لأكون مع شعبي سأذهب في أسرع وقت ممكن".