رياضيون: التخطيط السليم و«الدعم» قادا شباب الأهلي والشارقة للهيمنة على ألقاب اليد والسلة
أكد رياضيون أن السيطرة المستمرة في السنوات الخمس الماضية لفريقي الشارقة وشباب الأهلي على بطولات اليد والسلة تعود إلى الخطط الاستراتيجية الواضحة والتخطيط السليم، وكذلك الدعم الكبير والاهتمام الذي توفره إدارة الناديين للألعاب الجماعية، ما قادهما إلى إحراز 33 من أصل 39 بطولة منذ عام 2017. وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم»، إن الناديين استفادا من الحرص الكبير لإدارتيهما مقارنة ببقية الأندية الأخرى في الحفاظ على المكتسبات وتوفير سبل الدعم لفرق الألعاب الجماعية، الأمر الذي أتى بثماره وأسفر عن سيطرة شبه تامة للناديين على مختلف بطولات اليد والسلة، خصوصاً على مستوى فرق الرجال، ومن أصل 33 بطولة حققها الناديان، منها 20 لقباً ليد وسلة «الملك» بواقع (16 لقباً لليد وأربعة في كرة السلة)، و13 بطولة لـ«فرسان دبي» بواقع (ثمانية في كرة السلة وخمسة بكرة اليد).
وأوضحوا أن خروج ست بطولات فقط من حسابات الشارقة وشباب الأهلي في اللعبتين على مدار السنوات الخمس الماضية، يعكس مدى الاهتمام والدعم الذي توليه إدارتي الناديين للألعاب الجماعية، من ضمنها التعاقد مع نخبة المحترفين الأجانب والمدربين، وهو ما يكمل وفرة في الكم والنوع على صعيد الزاد البشري للاعبين المواطنين. وأضافوا: «اقتصرت بقية أندية مرحلة الرجال على مدار المواسم الخمسة الأخيرة على حصد لقب وحيد بكرة اليد، مقابل خمسة ألقاب في كرة السلة ذهبت خارج حسابات الشارقة وشباب الأهلي، توزعت بين أربعة لنادي النصر، ولقب للوصل».
قانون الـ30
قال عميد لاعبي كرة السلة، والنجم السابق في شباب الأهلي، والقائد الحالي لفريق البطائح، جاسم عبدالرضا، إن «ضغط أندية المقدمة لإلغاء قانون سن الـ30 الذي تم اعتماده في الجمعية العمومية ما قبل الماضية، والقاضي بالسماح للاعبين ممن هم فوق هذه السن بالانتقال إلى أندية أخرى، كان وراء استمرار توافر الكم والنوع من لاعبي السلة لدى شباب الأهلي والشارقة، الذي انعكس على تكرارهما المشهد ببلوغ النهائي، وتبادلهما بشكل كبير السيطرة على ألقاب مسابقات الرجال، والتي تكاملت طبعاً مع دعم مجالس إدارات الناديين في تعاقدات مع أجهزة فنية عالية المستوى قادرة على توظيف هذا الكم نحو تحقيق النتائج المطلوبة».
وأضاف: «لغة الأرقام توضح الهيمنة شبه المطلقة لسلة شباب الأهلي والشارقة، بعد أن خرجت خمسة ألقاب فقط خارج حسابات الناديين منذ 2017، أربعة منها توج بها النصر (كأس الاتحاد موسم 2018، وكأس نائب رئيس الدولة 2019، ولقبان في كأس رئيس الدولة موسمي 2019 و2020)، ولقب وحيد للوصل جاء بكأس رئيس الدولة موسم 2018».
صفقات من العيار الثقيل
وأكد المحلل الرياضي والمدرب السابق لكرة اليد محلياً وخارجياً، الدكتور محمد عبدالرازق، أن الدعم الذي توليه مجالس إدارة شباب الأهلي والشارقة، المصنفة ضمن الأندية المجتهدة، مقارنة ببقية اندية الدولة، كان وراء تعاقدات على مستوى عالٍ لفرقها، سواء على صعيد الأجهزة الفنية من خيرة المدربين، أو على صعيد المحترفين الأجانب.
وقال عبدالرازق: «برشلونة الاسباني كان حريصاً العام الماضي على التعاقد مع محترف اليد في الشارقة المصري علي الزين، ما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه إدارة الشارقة في تعاقداتها مع خيرة المحترفين العرب والأجانب، ويجعل من «الملك» بجانب امتلاكه خيرة العناصر الوطنية ومن خلفها مدربون هم الصفوة على مستوى المنطقة، مهيمناً على ألقاب اللعبة، ليس في فريق الرجال فحسب بل بكل المراحل، بعد أن توجت «يد الملك» بالعلامة الكاملة لموسم 2021-2022 والفوز بـ11 بطولة من الرجال وحتى البراعم».
وأضاف: «الأمر ذاته ينطبق على سلة شباب الأهلي التي استفادت من الدعم والتخطيط السليم والاهتمام المتوافر للألعاب الجماعية، ما أسهم في توفير الزاد البشري، وتكامل ذلك بتعاقدات مع محترفين ومدربين هم الأفضل على نطاق المنطقة، وكان من ثمارها أخيراً الفوز بثلاثية الموسم الحالي للرجال».
مستقبل سلة الشارقة
قال مدرب ناشئي سلة الشارقة، السوري همام كركوكلي، والمتوج مع فريقه مطلع الشهر الجاري بكأس الناشئين، إن «الدعم الكبير المقدم من مجلس الشارقة الرياضي أسهم ليس فقط على صعيد قدرة الشارقة على المنافسة في ألقاب السلة بكل المراحل السنية فحسب، بل في توفير الزاد البشري من حيث الكم والنوع على مستوى الإمارة أيضاً، من خلال انضمام أندية جديدة تملك قواعد كبيرة على صعيد فرق المراحل السنية».
وأوضح: «بنظرة سريعة على نادي البطائح الذي نجح في ضم العديد من لاعبي الشارقة، نجد أن البطائح كان رقماً صعباً في موسم منافسات الرجال منذ موسمه الأول، كما تشهد الفترة الحالية وبدعم مجلس الشارقة الرياضي زيادة في أعداد أندية الشارقة الممارسة لكرة السلة، والتي تركز بشكل كبير في قطاع المراحل السنية، ما سيجعلها في الفترة المقبلة تتحول إلى أندية مزاحمة على ألقاب اللعبة في الفئات العليا، بالصورة ذاتها لما شهده الموسم الحالي، بتتويج خورفكان بكأس الأشبال في ختام موسم مسابقات السلة، بعد فوزه في المباراة النهائية على أشبال الشارقة».
استراتيجية واضحة
أشار لاعب كرة اليد في نادي الشارقة أحمد هلال والمتوج مع «الملك» تاريخياً بـ24 بطولة، إلى أن وجود استراتيجية واضحة لدى مجالس الإدارات المتعاقبة في الشارقة وشباب الأهلي، وتوفير سبل الدعم، كانا وراء قدرة الفريقين على تكرار المشهد في بلوغ المباريات النهائية لمسابقات الرجال، وتبادلهما الهيمنة خلال السنوات الخمس الماضية على 21 لقب بطولة، بواقع 16 للشارقة وخمسة لشباب الأهلي. وقال إن «الناديين نجحا أيضاً في التعاقد مع نخبة العناصر الوطنية، لدعم قطاع المراحل السنية، خصوصاً من الشارقة الذي كتب في موسم 2021-2022 إنجازاً غير مسبوق بتاريخ اللعبة بالهيمنة على كل بطولات المراحل السنية».
واختتم: «تقاعس بقية الأندية عن الإيفاء بالتزاماتها بدعم الألعاب الجماعية بصورة عامة واليد على وجه التحديد، يجعل من الدوري المحلي رغم هيمنة الشارقة وشباب الأهلي على الألقاب ضعيفاً مقارنة بالدول المجاورة، وهو ما ينعكس للأسف على المنتخبات الوطنية».
ست بطولات فقط في كرة اليد وكرة السلة خرجت من حسابات الشارقة وشباب الأهلي على مدار السنوات الخمس الماضية.