قائد المنتخب الوطني لكرة سلة الكراسي المتحركة محمد الزرعوني. من المصدر

الزرعوني يقهر الإعاقة بـ 60 ميدالية

يستعد قائد المنتخب الوطني لسلة الكراسي المتحركة، محمد الزرعوني، لكتابة فصل جديد من سلسلة إنجازاته الممتدة على مدار 24 عاماً، حينما يقود الأبيض في ظهوره الأول بمونديال الكراسي المتحركة الذي يقام في ضيافة دبي، خلال يونيو المقبل.

ويملك الزرعوني مسيرة حافلة من الإنجازات على مستوى رياضات ألعاب الهمم، طوقت عُنقه بـ60 ميدالية متنوعة رفعت اسم الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتعددت مواهب محمد الزرعوني من خلال مشاركاته في العديد من الرياضات التي تخص أصحاب الهمم، ومن بينها منافسات ألعاب القوى والقرص والرمح، وكرة الطاولة والسباحة والريشة الطائرة، إلى جانب كرة السلة على الكراسي المتحركة، وحققها فيها جميعاً نتائج يفخر بها كل رياضي.

وتسلح قائد المنتخب الوطني لكرة السلة على الكراسي المتحركة، بإرادة وعزيمة قويتين، منذ أن قرر في عام 1999، أن يتغلب على الإعاقة باقتحام عالم الرياضة، فأظهر عزيمة من خلال التدريبات لفترات ما بين أربع إلى خمس ساعات يومياً ليكون على قدر التطلعات التي رسمها في مخيلته ليكون بطلاً رياضياً من طراز خاص.

ويقول محمد الزرعوني لـ«الإمارات اليوم» «تعرضت لكثير من الصعوبات أثناء خوضي للتدريب بعد الإعاقة، لكني عزمت على تذليل وتحطيم كل العقبات التي يمكن أن تعترض وصولي إلى هدفي، وخضت في سبيل ذلك العديد من التدريبات الصعبة إلى أن أصبحت أتمتع بلياقة بدنية عالية».

وأضاف: «النقلة الكبيرة التي حدثت في حياتي المهنية كانت في دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية في الصين عام 2010، حينما شاهدت أكثر من 4500 معاق من كافة أرجاء القارة الصفراء يتجمعون للتنافس وإثبات الذات، شعرت وقتها أن عالم أصحاب الهمم الرياضي، ليس صغيراً بل إنه عالم كبير مليء بالتحديات وما لا يعرفه الكثيرون أن تحدي المعاق أقوى بكثير من الأسوياء لأنهم يريدون إثبات أن الإعاقة الجسدية لا تقف حالاً أمام تطلعاتهم للنجاح وتحقيق الإنجازات».

وأشار: «منذ اليوم الذي دخلت فيه المُعترك الرياضي شطبت من قاموسي كلمة «التمثيل المُشرف» أو محاولات المنافسة، تلك هي عبارات أرى أنها تبريرات مقدمة لعدم تحقيق الإنجازات، وكان هدفي الدائم والأول أن أقف على منصات التتويج، لأن هذا هو النجاح الحقيقي وليس مجرد المشاركة أو التنافس فقط».

وأكمل الزرعوني قائلاً: «حققت بالفعل مسيرة أفخر بها ولكن الماضي ليس كافياً بالنسبة لي، فهناك تحديات تنتظرنا في القريب العاجل ولعل في مقدمتها بطولة العالم لسلة الكراسي المتحركة والتي تستضيفها الإمارات للمرة الأولى، أريد أن أقود منتخبنا لصناعة إنجاز جديد، على الرغم من قوة البطولة والتي ستضم أفضل منتخبات العالم في تلك اللعبة».

وتابع: «مصممون أنا وزملائي اللاعبين على أن يكون لنا حضور قوي في البطولة، رغم صعوبة المجموعة الأولى، التي وقعنا فيها، مع أستراليا بطلة آسيا وإيطاليا بطلة أوروبا إلى جانب البرازيل والتي تُعد من المنتخبات الغامضة لنا، ولن أقول إن هدفنا تخطي مرحلة المجموعات فقط، ولكن سنلعب من أجل اللقب».

وختم قائلاً: «نحن محظوظون بالدعم الكبير الذي يحظى به أصحاب الهمم من القيادة واهتمامهم بتوفير كل سبل الدعم في كل المجالات ومن بينها الجانب الرياضي، لذلك تم إعداد برنامج قوي لمنتخب السلة على الكراسي المتحركة سواء من خلال المعسكرات الداخلية أو الخارجية وكان آخرها معسكر المغرب لضمان ظهور منتخب الإمارات في أفضل صورة ونعد مسؤولينا وجماهيرنا بأننا سنكون على الوعد في تلك البطولة ونرد الجميل لكل من اعترف بنا ودعم مسيرتنا الرياضية».

الأكثر مشاركة