الغياب عن آسيا يحرم مبخوت «أرقاماً تاريخية»
لايزال موضوع غياب علي مبخوت عن اللعب مع المنتخب في المباريات الأربع التي خاضها في كأس آسيا التي تقام في قطر حالياً تشغل الأوساط الرياضية في الإمارات، خصوصاً بالنظر إلى القيمة العالية التي يعكسها الهداف علي مبخوت وحاجة المنتخب إلى خدماته، بجانب أنه لم يعاني الإصابة، لكن مدرب المنتخب، البرتغالي بينتو، فضل عدم الدفع به ولو حتى بديلاً، وقال إن ذلك بناء على رؤية فنية.
الغياب عن المشاركة في بطولة آسيا، والتي ودعها المنتخب من ثمن النهائي بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام طاجيكستان، عقب التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، حرم علي مبخوت أرقاماً تاريخية في البطولة القارية، كما حرم المنتخب خدماته كهداف له خبرة طويلة في البطولة الآسيوية.
أرقام مميزة
يذكر أن علي مبخوت حالياً هو الثالث في قائمة هدافي دوري أدنوك للمحترفين بثمانية أهداف، وعلى مستوى البطولة القارية يحتل المركز الثالث بين أفضل الهدافين التاريخيين للبطولة، وهي القائمة التي يتصدرها أسطورة الكرة الإيرانية علي دائي بـ14 هدفاً، ويأتي في المركز الثاني الكوري الجنوبي لي دونغ جوك بـ10 أهداف، ثم مبخوت بتسعة أهداف، وكان مبخوت يحتاج إلى تسجيل خمسة أهداف لمعادلة الرقم القياسي المسجل لدى علي دائي، لكن استبعاده حرمه هذا الإنجاز التاريخي، كما أنه كان بإمكانه التقدم في قائمة الأهداف الدولية، حيث يملك 85 هدفاً في 114 مباراة.
ويتصدر مبخوت كذلك قائمة أسرع هدف في بطولة آسيا، بتسجيله هدفاً في مرمى منتخب البحرين بعد مرور 14 ثانية فقط على انطلاقة المباراة خلال النسخة التي أقيمت في أستراليا 2015، والتي مثلت أول ظهور لمبخوت مع المنتخب في البطولة القارية، وتوج حينها الأبيض بالميدالية البرونزية والمركز الثالث. ولربما قد تكون النسخة الحالية آخر ظهور ممكن لعلي مبخوت، لكنه لم يحظ بفرصة المشاركة فيها، حيث يبلغ من العمر حالياً 33 سنة، وقد لا يساعده عامل السن مستقبلاً على المشاركة في بطولة 2027.
وبجانب سجله الحافل مع المنتخب بعدما فاز معه بكأس الخليج العربي 21 في البحرين، وبرونزية بطولة آسيا 2015، وتوج هدافاً «لخليجي 24»، فإن مبخوت يملك أيضاً سجلاً ناصعاً مع فريقه الجزيرة الذي كان مدد عقده حتى 2026، إذ توج معه بلقب هداف دوري أدنوك للمحترفين مرتين في 2017 و2021، كما فاز معه بلقب الدوري ثلاث مرات في مواسم 2011 و2017 و2021، وبطولة الكأس ثلاث مرات في أعوام 2011 و2012 و2016.
ومن الأرقام اللافتة في مسيرة مبخوت أنه يلعب لفترة طويلة مع ناديه، وعقده مستمر حتى 2026، كما يعد الرابع على مستوى العالم في قائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف الدولية، حيث يتصدر القائمة البرتغالي كريستيانو رونالدو بـ128 هدفاً، ثم الأرجنتيني ليونيل ميسي بـ106 أهداف، والهندي سونيل شيتري بـ93 هدفاً، بينما مبخوت رابعاً بـ85 هدفاً.
لغز الاستبعاد
تأثر مستوى المنتخب سلباً في البطولة بغياب النجم الهداف علي مبخوت، وحتى بعد غياب المهاجم الشاب سلطان عادل بسبب الإصابة، لم يتم الاستعانة بخدمات مبخوت، الأمر الذي جعل المنتخب يفتقد مهاجماً له خبرة كبيرة، فكان المستوى العام للمنتخب متواضعاً، وودع البطولة من ثمن النهائي.
وجلس مبخوت في دكة البدلاء في مباراتي هونغ كونغ وفلسطين ضمن الجولتين الأولى والثانية، في حين تم استبعاده نهائياً من التشكيل في لقاء إيران في الجولة الثالثة والختامية للدور الأول، وكذلك في مباراة ثمن النهائي أمام طاجيكستان.
وسبق لمبخوت أن غاب عن المنتخب في فترات سابقة، ففي «خليجي 25» التي أقيمت في العراق استبعده المدرب الأرجنتيني أروابارينا من القائمة، وقبلها أيضاً قام المدرب الأسبق الهولندي مارفيك باستبعاده من قائمة المنتخب خلال أكثر من مرة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2022.
لكن في المشاركة الأخيرة للمنتخب كان مبخوت في القائمة، لكن المدرب لم يعتمد عليه أساسياً أو حتى بديلاً، ما أثار علامات استفهام كثيرة، بجانب أن بينتو اعتمد على مبخوت ضمن التشكيل الأساسي خلال مباراتي نيبال والبحرين في تصفيات مونديال 2026، وسجل هدفين خلال الفوز برباعية على نيبال، وكذلك سجل هدفاً من الفوز 2-صفر على البحرين، ليتصدر المنتخب مجموعته في التصفيات حالياً.
وكان يمكن لمبخوت أن يكون فعالاً لو أنه تم الاعتماد عليه في البطولة القارية، سواء في المباريات، أو حتى في ركلات الجزاء، خصوصاً أن المنتخب خرج من البطولة بسبب ركلات الترجيح، وتحديداً بسبب الركلة الضائعة من كايو.
أحمد سعيد: افتقدنا مبخوت في آسيا رغم أنه في قمة توهجه
أكد الإداري الرياضي والمحلل الفني أحمد سعيد، أن «الجمهور افتقد المهاجم علي مبخوت في بطولة آسيا رغم أنه في قمة توهجه». واستغرب أحمد سعيد عدم مشاركة علي مبخوت في البطولة القارية مع المنتخب الذي ودع المسابقة من ثمن النهائي. وقال لـ«الإمارات اليوم»: «اللاعب يعتبر حالياً في قمة توهجه الفني كلاعب، وذلك من خلال الأرقام والإحصاءات الخاصة به كلاعب صاحب خبرة كبيرة وقيمة فنية عالية». وأكد أنه كان يتمنى مشاهدة مبخوت والمهاجم الصاعد سلطان عادل معاً في هذه البطولة، خصوصاً أن الأخير أظهر أنه بديل ناجح من خلال الظهور المميز له قبل أن يتعرض للإصابة.
وتابع: «كان يمكن أن تكون بطولة آسيا الحالية المشاركة الأخيرة لمبخوت بسبب عامل السن، وكان يمكن أن يكون ختاماً مميزاً للاعب في هذه البطولة القارية».