المنتخب قادر على بلوغ كأس العالم بـ 5 شروط
أكد رياضيون ومحللون فنيون أن المنتخب الوطني لكرة القدم قادر على التأهل إلى كأس العالم 2026، على الرغم من خروجه المبكر من بطولة كأس آسيا التي اختتمت أخيراً في الدوحة، ولكنه مطالب باستيفاء خمسة شروط أساسية، تتمثل في معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إخفاقه الآسيوي، لضمان عدم تكرارها، بجانب تقييم شامل لأداء الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي باولو بينتو خلال الفترة الماضية، وإعادة النظر في المنظومة الكروية المحلية برمتها، وكيفية إعداد المنتخب لتصفيات المونديال المرتقبة، ونوعية المنتخبات التي يواجهها ودياً، إضافة إلى استقرار تشكيلة المنتخب، والعمل على زيادة التفاهم والانسجام بين اللاعبين، واختيار أفضل العناصر في الدوري.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «على الرغم من أن المنتخب يلعب حالياً في مجموعة سهلة نسبياً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، إلا أن طريقه لن يكون مفروشاً بالورد على ضوء ما حدث له في كأس آسيا الأخيرة، وأن الأمور بحاجة إلى مراجعات شاملة». يذكر أن المنتخب يتصدر حالياً ترتيب المجموعة الثامنة لتصفيات المونديال برصيد ست نقاط، بفوزه على منتخبي نيبال والبحرين، وسيلعب في الجولتين الثالثة والرابعة مع المنتخب اليمني، حيث سيخوض المباراة الأولى على أرضه في 21 مارس المقبل، والمباراة الثانية خارج أرضه في 26 من الشهر نفسه، فيما يواجه نيبال خارج أرضه في السادس من يونيو، ضمن الجولة الخامسة، قبل أن يستضيف البحرين على أرضه في 11 يونيو المقبل.
إعداد جيد
وقال رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة ناصر اليماحي، إن «المنتخب قادر على التأهل إلى كأس العالم 2026، لكنه يحتاج إلى بعض الأمور الرئيسة، أهمها فترة إعداد أطول في المرحلة المقبلة، سواء من حيث قوة المباريات وعددها ونوعية الفرق والمنتخبات التي سيلعب معها، كون المرحلة المقبلة تعد صعبة وقوية، خصوصاً الفترة التي تسبق مباريات المنتخب في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027».
وأضاف «يجب أن يكون التركيز كله خلال الفترة المقبلة على إعداد المنتخب حتى لو أدى ذلك إلى توقف الدوري خلال المرحلة التي تسبق مبارياته الرسمية في التصفيات».
المنظومة الكروية
من جهته، قال اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني سالم حديد، إن «الرؤية غير واضحة في ظل ما حدث للمنتخب في كأس آسيا الأخيرة والنتائج المخيبة للآمال، وتجب إعادة النظر في كثير من الأمور المتعلقة بالمنتخب والمنظومة الكروية برمتها، وكذلك الفكر الفني»، معتبراً أنه «حتى الروح المعنوية للاعبين والقتال في الملعب بحاجه إلى إعادة نظر».
وشدد سالم حديد على أهمية قيام اتحاد الكرة بعملية دراسة مستفيضة وفيها نوع من التأمل بشأن ما حدث للمنتخب في كأس آسيا من الجوانب كافة، سواء على صعيد عملية اختيار اللاعبين أو المدرب، على حد تعبيره.
وأضاف: «اتحاد الكرة المؤقت السابق، لم يكن موفقاً في التعاقد مع المدرب الحالي بينتو وذلك قبل حتى تشكيل الاتحاد الحالي وممارسة مهامه التي من ضمنها تشكيل اللجان، واختيار مدربي المنتخبات وتحديد أي المدارس الكروية التي تناسب المنتخبات».
وأوضح: «نتائج المنتخبات الوطنية بدءاً من الناشئين حتى المنتخب الأول كان صفراً»، محذراً من أن «اللوائح الحالية وخصوصاً المتعلقة بزيادة عدد اللاعبين الأجانب والمقيمين في الدوري الإماراتي لن تساعد في بناء منتخب قوي، كون اللاعب المواطن لن يجد فرصته كاملة في المشاركة مع فريقه وسط هذا الكم الكبير من اللاعبين الأجانب والمقيمين».
وختم: «كرة الإمارات ستواجه أزمة كبيرة في المستقبل في حال لم يتم تعديل اللوائح، خصوصاً فيما يتعلق باللاعب المقيم، وبات من الضروري الاستعانة بالأشخاص المختصين».
إنذار مبكر
بدوره، شدد اللاعب الدولي السابق والمشرف العام الأسبق للمنتخب الوطني الدكتور حسن سهيل، أن «كأس آسيا الأخيرة كشفت موقع المنتخب في خريطة الكرة الآسيوية، خصوصاً بعد أن كانت منتخبات عدة في الماضي بالمستوى الفني نفسه للمنتخب أو أقل منه، لكنها ظهرت بمستويات مبهرة في كأس آسيا، كما أن البطولة كشفت أيضاً تلاشي الفروقات الفنية بين المنتخبات الآسيوية». وأضاف: «ما حدث للمنتخب في كأس آسيا يعد إنذاراً مبكراً يستدعي تحسين منظومتنا الرياضية، خصوصاً أن لدينا الوقت للقيام بهذا الأمر في حال أردنا الوصول إلى كأس العالم المقبلة، لاسيما أن مجموعة المنتخب تعد سهلة نسبياً، بعدما فاز في الجولتين الأولى والثانية على منتخبي نيبال والبحرين».
واعتبر حسن سهيل أن «المنتخب تعد فرصته كبيرة في التأهل إلى كأس العالم، لكن في الوقت ذاته فإن المعضلة ليست في الصعود إلى كأس العالم، وإنما في أن يكون لديك فريق قوي عندما تصل المونديال».
وأوضح: «متفائل بتأهل المنتخب للمونديال، لكن هناك أمور كثيرة يحتاجها المنتخب ويجب العمل عليها من بينها أهمية إعداد المنتخب بشكل أفضل، وليس قبل البطولة بأسبوعين، كما يحدث في كل مرة».
وتابع سهيل: «مشاركة المنتخب في كأس آسيا كشفت وجود ضعف في اللياقة البدنية لدى اللاعبين، فضلاً عن وجود لاعبين غير مؤهلين لارتداء قميص المنتخب، لذلك أرى أهمية تغيير المنظومة، من خلال الإعداد أو استراتيجية طويلة المدى لإعداد المنتخب منفصلة عن الدوري المحلي، بحيث يستمر إعداد المنتخب، حتى لو يتم لعب بعض المسابقات المحلية من دون مشاركة لاعبي المنتخب مع فرقهم».
وشدد حسن سهيل على أهمية أن تتيح الأندية الفرصة للاعبيها في المنتخب بمشاركة أكبر خلال مبارياتها في الدوري، مثل لاعب اتحاد كلباء سلطان عادل الذي تعرض للإصابة مع المنتخب كون لياقته البدنية لم تكن تسعفه أو أن يكون عرضة للإصابات لعدم اكتمال لياقته البدنية».
وأكمل «المنتخب لديه عناصر جيدة، وتعد الأفضل في الدوري، لكن لم يكن هناك تفاهم بينها، نتيجة قلة اللعب مع بعضها بعضاً، وعدم استقرار المنتخب على تشكيلة ثابتة خلال مشاركته الأخيرة في كأس آسيا، بالإضافة إلى أن هناك لاعبين لعبوا في غير مراكزهم المعروفة».
الشروط الـ 5
1- معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إخفاق المنتخب في كأس آسيا، وإعادة النظر في المنظومة الكروية المحلية.
2- تقييم أداء الجهاز الفني بقيادة بينتو خلال الفترة الماضية.
3- إعادة النظر في كيفية إعداد المنتخب، ونوعية المباريات الودية التي يخوضها.
4- استقرار تشكيلة المنتخب، وزيادة عملية الانسجام والتفاهم بين اللاعبين.
5- اختيار العناصر الأبرز فنياً في الدوري.