رياضيون: ضعف خط الدفاع في الأندية يهدد المنتخب

أرجع رياضيون المشكلات الدفاعية التي تعانيها الأندية والمنتخب الوطني إلى الصفقات التي تقوم بها إدارات بعض الأندية، إذ تهتم بجلب مهاجمين على مستوى عالٍ من دون الاهتمام بالتعاقد مع لاعبين مميّزين في خط الدفاع.

وأكدوا أن ضعف مستوى حراس المرمى، وتذبذب مستواهم بشكل دائم، عمّقا من تلك الإشكالية التي ظهرت آثارها على المشاركات الخارجية للأندية الإماراتية، وكذلك على مردود المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن إهمال الأندية لقطاعات الناشئين، كان له الدور الأبرز في المشكلات الدفاعية الواضحة على الكرة الإماراتية.

واستقبلت شباك خمس فرق إماراتية تشارك في البطولات الخارجية (العين والوصل وشباب الأهلي والشارقة والنصر)، 78 هدفاً في المسابقات كافة التي تشارك فيها سواء محلياً أو خارجياً، فيما يخوض المنتخب الوطني التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2024 ضمن المجموعة الأولى، إذ يوجد «الأبيض» في المركز الثالث، بعد انتهاء أربع جولات، برصيد أربع نقاط، فيما سجل أربعة أهداف، واستقبلت شباكه أربعة.

الاهتمام الزائد بصفقات المهاجمين

وقال المحاضر في الاتحادين الدولي والآسيوي، عبدالله حسن: إن الفكر السائد لدى إدارات الأندية، واهتمامها الزائد بصفقات المهاجمين، أوصلانا إلى المشكلات الدفاعية التي تعانيها الكرة الإماراتية على صعيد المنتخب الأول والأندية.

وأضاف: «إدارة الأندية تهتم في كل موسم بجلب صفقات قوية على مستوى خطي الوسط والهجوم، على العكس من صفقاتها على مستوى خط الدفاع، وبالتالي أصبحت قدرات المهاجمين أعلى بكثير من إمكانات المدافعين، وهو ما تسبب في غزارة الأهداف التي تتعرّض لها الأندية سواء على مستوى البطولات المحلية أو الخارجية».

وأشار: «المدربون الأجانب بدورهم أصبحوا يسيرون في ركب الفكر الذي تعمل به إدارات الأندية، ويهتمون بشكل أكبر بالجانب الهجومي على حساب المنظومة الدفاعية من دون أن يبالوا بقوة الفرق المنافسة، وهو ما يجعلهم يتلقون أهدافاً ساذجة في بعض الأحيان».

وقال عبدالله حسن: «لا يمكن أن نلوم المنتخب الوطني ومدربه البرتغالي باولو بينتو على المشكلات الدفاعية التي ظهرت في أداء (الأبيض) خلال تصفيات كأس العالم، لأن المجموعة التي يستعين بها في اختياراته هي نفسها التي تظهر مع الأندية، وبالتالي فإن الأخطاء التي نشاهدها في المنتخب هي الأخطاء ذاتها التي نشاهدها في الأندية».

وتابع: «هناك جانب آخر في المشكلات الدفاعية، يتعلق بحراس المرمى، فمنذ سنوات والأسماء نفسها هي التي توجد مع الأندية والمنتخب الوطني، وللأسف هم يعانون تذبذباً في المستوى، ولم يخرج علينا حراس جدد بمستويات أفضل من الموجودين حالياً».

الجميع شركاء في الظاهرة السلبية

وأكد المحاضر في الاتحادين الآسيوي والإماراتي لكرة القدم، خالد داحس، أن إهمال الأكاديميات وتعليم اللاعبين الناشئين من الصغر، تسببا في حالة من الفوضى الدفاعية التي أثرت بشكل مباشر في الأندية والمنتخبات في استحقاقاتهم المحلية والخارجية.

وقال: «الجميع شركاء في الظاهرة السلبية التي تعانيها الكرة الإماراتية بوجه عام، لأن تركيزنا أصبح ينصب على صفقات الأجانب والمقيمين، وأهملنا قطاع الأكاديميات والناشئين بصورة جعلتنا نعاني على المستوى التكتيكي، وعلى مستوى المواهب التي انخفض عددها في ملاعبنا بصورة واضحة».

وأضاف: «أساسيات كرة القدم كما هي لا تتغير مهما مر عليها الزمن، لها ثوابت وقواعد، ومهما جذبنا أكبر الأسماء التدريبية، فلن يحققوا الإضافة المطلوبة ما لم يكن اللاعب قد تأسس بصورة سليمة على مفاهيم كرة القدم سواء الدفاعية أو الهجومية، إذ لا يُعقل بعد أن يصل اللاعب إلى مستوى الفريق الأول والمنتخب الوطني، ولا يعرف الوقوف السليم أثناء لعب الكرات العرضية أو التغطية العكسية أو كيفية مراقبة المهاجم».

وأشار إلى أنه: «إذا أردنا علاج مشكلة الدفاع في الكرة الإماراتية، فعلينا أن نبحث في التشخيص أولاً لنصل إلى علاج سليم، فكل المشكلات الموجودة حالياً على الساحة الكروية لن تختفي إلا بعودة الاهتمام بالقاعدة من الصغر».

مدافعون بجودة أقل

وأوضح المدرب السابق لأندية النصر والوصل والفجيرة والإمارات ومنتخب الشباب، عيد باروت، أن الفكر الهجومي وحده لا يحقق البطولات، ولن يصل بنا إلى كأس العالم، وأن أساس النجاح يتوقف على التركيبة الدفاعية السليمة.

وقال باروت: «نعاني مشكلات في المنظومة الدفاعية سواء في الأندية أو المنتخب الوطني الأول، والسبب واضح، فالاهتمام أصبح يتركز على جلب لاعبين يجيدون اللعب في الخط الأمامي، وكأن المهاجمين وحدهم هم من سيحققون النتائج الإيجابية».

وأضاف: «حتى في حالة قيام الأندية بالتعاقد مع لاعبين أجانب في خط الدفاع، تكون جودتهم أقل من المهاجمين، وهذا ما خلق الفجوة الكبيرة التي نشاهدها في كرة القدم المحلية».

وأشار: «هذا الأمر يدفعنا إلى تبرئة المنتخب الوطني من أي إشكالية يعانيها سواء على مستوى العناصر المختارة من قبل المدرب أو المشكلات الدفاعية والهجومية التي يعانيها في الفترة الأخيرة».

وتسأل: «هل من المنطق أن نطالب مدرب المنتخب بعلاج أزمات الدفاع المتكررة في المباريات، وهي ذاتها موجودة في الأندية بشكل أكبر وأعمق؟ وكيف نطلب من لاعبي المنتخب الوطني الأداء والفوز في المباريات وهم أنفسهم لا يلعبون في أنديتهم؟ بكل صراحة الاهتمام باللاعبين الأجانب والمقيمين فاق بكثير الاهتمام باللاعب المواطن».

وأوضح: «على سبيل المثال.. منتخب إيران الذي يوجد مع منتخبنا في تصفيات كأس العالم، لديه ستة لاعبين من عناصره الأساسية في (دوري أدنوك للمحترفين)، ولاعبونا الذين يلعبون ضدهم في التصفيات لا يشاركون بشكل أساسي في أنديتهم، هذه أمور غريبة، ومن المشكلات التي تواجه المنتخب، مطلوب منا القيام بعمل كبير لتصحيح الأخطاء الموجودة حالياً».

الأكثر مشاركة