أكدوا أن زيادة الاعتماد على اللاعبين الأجانب قلل من فرص «المواطن»
رياضيون: الدوريات الخليجية أقوى آسيوياً.. والمنتخبات غير مستفيدة
أكد رياضيون أن منتخبات الإمارات والسعودية وقطر تأثرت سلباً في التصفيات الآسيوية الحالية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، بقرارات فنية خدمت الأندية والمسابقات المحلية على حساب المنتخبات الوطنية.
وأشاروا إلى أن زيادة أعداد اللاعبين الأجانب في المسابقات المحلية في الإمارات والسعودية وقطر، أسهمت في قوة وجماهيرية المسابقات على مستوى قارة آسيا، لكن في الوقت نفسه أضرت بالمنتخبات الثلاثة، خصوصاً أن هذه المنتخبات تعتمد على اللاعبين المحليين ولا يوجد لديها محترفون في الخارج.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «نتائج المنتخبات الثلاثة في تصفيات كأس العالم تؤكد أنها تأثرت بكثرة اللاعبين الأجانب في المسابقات المحلية على حساب اللاعب المواطن، إذ باتت هذه المنتخبات تستعين ببعض اللاعبين الذين يجلسون على مقاعد البدلاء، بسبب اعتماد الأندية على اللاعب الأجنبي».
وأضافوا: «المنتخبات الثلاثة، وخصوصاً الإماراتي والسعودي، تعاني بصورة واضحة من عدم الاستقرار الفني وكثرة تغيير المدربين، وعدم وجود رؤية واضحة طويلة المدى تُساعد على تحقيق النتائج التي كانت مرجوة وتصل بها إلى كأس العالم».
والمنتخبات الثلاثة (الإمارات والسعودية وقطر) لم تتمكّن من تصدّر مجموعاتها أو الوجود في المركزين الأول والثاني المؤهلين لكأس العالم بشكل مباشر، إذ يوجد المنتخبان الإماراتي والقطري في المركز الثالث والرابع بالمجموعة الأولى خلف منتخبَي إيران وأوزبكستان، فيما يوجد المنتخب السعودي في المركز الثالث خلف المنتخبين الياباني والأسترالي بالمجموعة الثالثة.
في المقابل، استفادت منتخبات عربية أخرى، مثل العراق والأردن، بمشاركة لاعبيها بشكل أساسي في المسابقات المحلية، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على نتائجها في التصفيات، إذ يتنافس المنتخبان على المركز الثاني المؤهل مباشرة للمونديال في المجموعة الثانية خلف المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر.
غياب التجانس
شدّد مدير أكاديمية نادي شباب الأهلي، عنتر مرزوق، على أن منتخبات الإمارات والسعودية وقطر تأثرت بشكل كبير بالزيادة الكبيرة في أعداد اللاعبين الأجانب بقوائم الأندية.
وقال: «هذه الزيادة أثرت بشكل مباشر في المنتخبات الثلاثة وتحديداً (الأبيض) و(الأخضر)، وأريد أن أتوقف كثيراً عند المنتخب الإماراتي، بعقد مقارنة بين فترة المدرب الوطني السابق مهدي علي، والمدرب الحالي البرتغالي باولو بينتو، والفارق الكبير بينهما في ما يتعلق بإعداد الفريق الوطني قبل الاستحقاقات الرسمية».
وأضاف: «في فترة مهدي علي كانت هناك تجمعات أكبر للفريق الوطني ولعب العديد من المباريات الودية، على العكس من المدرب الحالي باولو بينتو الذي يُصرّ على تجمع المنتخب الوطني قبل مباريات تصفيات كأس العالم، وهذا خطأ كبير تسبب في البداية المرتبكة على مستوى النتائج».
وأشار: «لا يُعقل أن تكون أغلبية لاعبي المنتخب الحاليين من البدلاء في أنديتهم، ويتم تجميعهم قبل المباريات بخمسة أيام فقط، وهذا ما أثر بصورة كبيرة في تذبذب المستوى والنتائج، وكان يجب على اتحاد الكرة أن يتدخل لإقناع المدرب بأن تلك السياسة لن تخدم خطط المنتخب وتصعد به بشكل مباشر إلى تصفيات كأس العالم».
وأكمل عنتر مرزوق بقوله: «تشعر بأن هناك حالة من عدم التجانس بين لاعبي المنتخب بسبب قلة تجمعات المنتخب، وكان من الأفضل أن نعوّض ذلك الأمر بإيجاد مساحات أكبر للمنتخب الوطني، حتى لو كان هذا الأمر ضد رغبة الأندية».
الأندية المستفيدة
أكد المحلل الكروي، أحمد خليفة حماد، أن اللوائح والتعديلات التي أدخلت في السنوات الماضية على نظام المسابقات المحلية في بعض الدول الخليجية، وتحديداً في الإمارات والسعودية وقطر، كان لها تأثير سلبي في مستوى المنتخبات الثلاثة بتصفيات كأس العالم الحالية.
وقال: «صحيح أن قاعدة مشاركة الأجانب زادت في الدوريين الإماراتي والسعودي، لكن الواقع أن المدرب بينتو لم يستفد من دوري المحترفين بالصورة المثلى، هناك لاعبون برزوا في الجولات الماضية، ورغم ذلك تم تجاهلهم بشكل غير مفهوم للشارع الرياضي، وتحديداً باستبعاد علي مبخوت وبندر الأحبابي وشاهين عبدالرحمن، وهؤلاء اللاعبون من عناصر الخبرة في الكرة الإماراتية، ويقدّمون مستويات ثابتة مع أنديتهم، ولا نعرف أسباب عدم وجودهم بشكل دائم في مباريات المنتخب الوطني».
وأضاف: «من حق الشارع الرياضي أن يعرف لماذا يتم اختيار بعض اللاعبين ويُستبعد آخرون، فاليوم الوعي قد زاد لدى المشجعين، ومن حقهم أن يعرفوا السياسة التي يتم اتباعها مع المنتخب الوطني، مع الاعتراف الكامل بأن الجماهير مطالبة بالوقوف خلف المنتخب في كل الأحوال».
وأكمل: «للأسف الأندية هي التي استفادت من اللوائح والتعديلات الجديدة، فيما تضررت المنتخبات الخليجية بشكل مُخيف، فالمنتخب السعودي يعاني في الكثير من المراكز وتحديداً في خط الهجوم، بسبب اهتمام الأندية بالتعاقد مع مهاجمين من أصحاب الأسماء البارزة، والأمر نفسه لدينا، واللاعبون الذين تم تجنيسهم في الإمارات لا يمكن الاستفادة منهم جميعاً بسبب الشروط التي يفرضها الاتحاد الدولي على هذه النوعية من اللاعبين وقانونية مشاركتهم مع المنتخبات الوطنية».
تشكيلة من البدلاء
سليم الشامسي: لا يوجد لدينا محترفون في الخارج يمكن أن يكون لهم تأثير مباشر في المستوى والنتائج.
أكد رئيس لجنة أوضاع شؤون اللاعبين السابق في اتحاد الكرة، الدكتور سليم الشامسي، أن هناك أموراً عدة تسببت في تراجع المنتخبات الخليجية، وتحديداً الإمارات والسعودية وقطر، في تصفيات كأس العالم.
وقال: «اللاعب الأجنبي أخذ دوراً أكبر من اللاعب الوطني، وأصبحت أغلبية تشكيلة تلك المنتخبات من لاعبين لا يشاركون في المسابقات المحلية ويجلسون على مقاعد البدلاء، وهذا أضرّ كثيراً بمستويات المنتخبات الثلاثة، في وقت لا يوجد لدينا لاعبون محترفون في الخارج يمكن أن يكون لهم تأثير مباشر في المستوى والنتائج»، وأضاف: «منتخبا الإمارات والسعودية لديهما العديد من القواسم المشتركة، ومن بينها زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوريات المحلية، ويعيشان حالة من عدم الاستقرار الفني، بكثرة تغيير المدربين مع كل إخفاق».
وأوضح: «لا يمكن أن ننتظر تطوّر (الأبيض)، في ظل التغيرات المتعددة وجلب مدربين من مدارس مختلفة، ففي آخر خمس سنوات جلبنا مدربين من إيطاليا والأرجنتين وهولندا وصربيا والبرتغال، ولا يوجد منتخب في العالم استعان بكل هذا الكم من المدربين، فالنتائج لا تأتي إلا بالاستقرار الفني على الأقل لمدة أربع سنوات».
وتابع: «الوصول إلى كأس العالم لا يأتي بالمصادفة وإنما بتخطيط طويل المدى، وهذا ما تفتقده الكرة الإماراتية بشكل واضح، لذا يجب علينا أن نتعلم من الدرس جيداً ونخطط للمنتخب الوطني بشكل علمي ومدروس، كما خططنا بصورة جيدة للمسابقات المحلية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news