السامبا تراقص «لا روخا» للمـــرة 66 الليلــــة
ستكون موقعة البرازيل بطلة العالم خمس مرات وجارتها تشيلي التي ستدور رحاها على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبورغ اليوم في الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا ،2010 مواجهة بين منتخبين يعرفان بعضهما بعضاً جيداً من خلال المواجهتين اللتين جمعتا بينهما خلال التصفيات المؤهلة الى العرس الكروي ولكونهما من منطقة جغرافية واحدة.
ويدخل المنتخبان المباراة في ظروف مختلفة تماماً، خصوصاً في ما يتعلق بالإصابات، ففي حين يعود إلى المنتخب البرازيلي صانع ألعابه المتألق كاكا الذي غاب عن المباراة الأخيرة ضد البرتغال لوقفه إثر طرده ضد ساحل العاج، وروبينيو وايلانو بداعي الاصابة الطفيفة، فإن تشيلي يغيب عنها قلبا دفاعها والدو بونسي وغاري ميديل لنيلهما البطاقة الصفراء الثانية في الجولة الثالثة من الدور الاول، بالإضافة إلى طرد لاعبها ماركو استرادا في المباراة ضد إسبانيا، لكنها ستسترد خدمات كارلوس كارمونا ولاعب الوسط ماتياس فرنانديز.
أرقام وإحصاءات التقى المنتخبان 65 مرة في السابق، ففازت البرازيل 46 مرة وتشيلي سبع مرات فقط مقابل 12 تعادلاً. تعود المواجهة الرسمية الاولى بينهما إلى كوبا أميركا عام 1916 وتعادلا 1-.1 فازت البرازيل بمواجهاتها الثلاث الاخيرة مع تشيلي، في حين أن الفوز الأخير لـ«لا روخا» يعود إلى 15 أغسطس 2000 بنتيجة 3-صفر. التقى الطرفان في مناسبتين خلال الأدوار الإقصائية للمونديال وخرجت البرازيل فائزة 4-2 في نصف نهائي عام ،1962 و4-1 في الدور الثاني من مونديال 1998 في مباراة لعب خلالها مدرب البرازيل الحالي كارلوس دونغا. لم تفز البرازيل إلا بمباراة واحدة في النهائيات خلال التمديد، وتعود إلى عام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5 بعد تعادلهما 4-4 في الوقت الأصلي. أما المواجهات الخمس الأخرى التي لجأت فيها البرازيل الى التمديد، فإن اثنتين منها كانتا في الدور الاول (اضطرت إلى خوض مباراة معادة في إحداها) وثلاث ذهبت إلى ركلات الترجيح، فخسرت أمام فرنسا عام ،1986 وفازت على إيطاليا في نهائي 1990 وهولندا في نصف نهائي .1998 لم تخص تشيلي التمديد في أي مناسبة خلال مشاركاتها في النهائيات. نجحت البرازيل في التأهل إلى الدور الثاني قبل أن تخوض الجولة الثالثة من الدور الأول منذ مونديال ،1994 وهي تصدرت مجموعتها منذ مونديال .1982 المرة الأخيرة التي تأهلت فيها تشيلي إلى الدور الثاني تعود إلى مشاركتها السابقة عام 1998 عندما اصطدمت بعقبة البرازيل وخرجت خاسرة 1-.4 ولم يتأهل «لا روخا» إلى الدور الثاني سوى في مناسبة أخرى كانت عام 1962 عندما استضاف النهائيات. إن تعادل البرازيل مع البرتغال صفر-صفر في نهاية الدور الاول، كان التعادل السلبي الاول لـ«سيليساو» في النهائيات منذ المباراة النهائية لنسخة 1994 عندما توج باللقب على حساب ايطاليا بركلات الترجيح. أصبح ماركو استرادا الذي طرد أمام إسبانيا (1-2) في الجولة الاخيرة من الدور الاول، ثالث لاعب تشيلي يطرد في النهائيات بعد هونورينو لاندا عام 1962 وكارلوس كازلي عام .1974
|
وتشكل عودة الثلاثي البرازيلي قوة دفع هائلة، لانهم جميعا يميلون إلى الهجوم وهذا ما افتقده المنتخب البرازيلي ضد البرتغال، حيث سقط في فخ التعادل السلبي للمرة الاولى في الدور الاول من نهائيات كأس العالم منذ تعادله مع البيرو صفر-صفر عام ،1978 خصوصا أن هدافه لويس فابيانو افتقد إلى خدمات هؤلاء ضد زملاء كريستيانو رونالدو وكان معزولاً تماماً في خط المقدمة شأنه في ذلك شأن زميله نيلمار.
وتدخل البرازيل المباراة وتملك أفضلية معنوية على منافستها، لانها هزمتها ذهابا وإيابا في التصفيات وبسهولة بالغة 4-2 في البرازيل و3-صفر في عقر دار تشيلي.
كما أن المنتخبين التقيا للمرة الأخيرة في نهائيات كأس العالم عام 1998 في الدور ذاته، وفاز منتخب السامبا 4-1 بفضل هدفين من رونالدو وآخرين لسيزار سامبايو.
ونجح المنتخب التشيلي المنظم في تحقيق الفوز في مباراتيه الاوليين على هندوراس وسويسرا بنتيجة واحدة (1-صفر)، وحقق على الاولى اول انتصار له في النهائيات منذ عام 1962 عندما استضاف البطولة وحل ثالثا بفوزه على يوغوسلافيا 1-صفر، ثم خسر في الجولة الاخيرة أمام إسبانيا 1-2 علما بأنه سجل هدفه بعد ان طرد أحد لاعبيه أواخر الشوط الاول.
يمتاز المنتخب التشيلي بسرعة تحرك لاعبيه داخل المستطيل الاخضر، لكن مشكلته أن لاعبيه لا يضبطون أعصابهم ويرتكبون أخطاء فادحة في بعض الاحيان نظراً لقلة الخبرة، ما يكلفهم الكثير من البطاقات وأهدافاً كما حصل ضد إسبانيا عندما ارتكب حارسه خطأ فادحاً بالخروج بعيداً عن مرماه، ليسجل دافيد فيا الهدف الاول، ثم كرة خاطئة من غونزالو خارا في وسط الملعب تسببت في الهدف الثاني الذي حمل توقيع اندرياس انييستا.
ويعترف مدرب تشيلي الارجنتيني مارسيلو بييسلا بصعوبة المهمة التي تنتظر فريقه بالقول «إذا أخذنا في عين الاعتبار ما تمثله البرازيل في تاريخ نهائيات كأس العالم، لا يمكنني التعليق. انه فريق مرعب في كأس العالم دائما، وفي هذا المونديال اثبت مرة جديدة الخيال والابداع الذي يتمتع بهما بالاضافة إلى الروح القتالية التي أضافها إلى ميزاته».
أما المنتخب البرازيلي فلم يقدم عروضاً تشبع رغبات انصاره اقله حتى الآن وعانى كثيرا في الفوز على كوريا الشمالية 2-،1 علما بأن المنتخب الآسيوي شرع مرماه تماما أمام البرتغال صفر-،7 ثم أمام ساحل العاج صفر-.3 وتحسنت الامور في المباراة ضد ساحل العاج وخرج فائزا 3-1 ليضمن بطاقة التأهل، قبل ان يتراجع مستواه ضد البرتغال حيث خرج بتعادل سلبي باهت.
ودائماً ما يقدم مدربه كارلوس دونغا الأعذار بأن منتخبي كوريا الشمالية والبرتغال لعبا بطريقة دفاعية بحتة، بيد أن معظم المنتخبات التي ستواجه البرازيل ستنتهج أسلوباً مماثلاً.
تكمن المشكلة في المنتخب البرازيلي انه لا يملك الخطة البديلة عندما يواجه دفاعا متكتلا، لان لا وجود للاعب يملك موهبة خارقة في خلخلة المدافعين، كما كانت الحال مع رونالدو أو حتى رونالدينيو وريفالدو، كما أن لاعبيه لا يحصلون على ركلات ثابتة على مشارف منطقة الجزاء يستطيعون من خلالها ايجاد منفذ إلى الشباك وهم الاختصاصيون في هذا المجال. ويقول دونغا الساعي لان يحذو حذو مواطنه ماريو زاغالو والقيصر الالماني فرانتس بكنباور والفوز باللقب مدرباً بعد ان توج به لاعباً، «تبنت البرتغال مقاربة تكتيكية طبيعية جداً. أرادوا التعادل. في كل مرة يعتمد فيها الخصم على تكتيك دفاعي بحت ويضع جميع اللاعبين في وسط الملعب، تصبح المساحات ضيقة جدا ونوعية التمريرات تتأثر. حاولنا ان نلعب على الجناحين، لكن عزمنا على تحقيق الفوز قد اثر ربما في تمريراتنا».
ويحول الشك حول مشاركة لاعب وسط الارتكاز فيليبو ميلو بعد إصابته بالتواء في كاحله إثر تدخل عنيف من مدافع البرتغال بيبي في مباراة المنتخبين الجمعة.
وكشف الطاقم الطبي للمنتخب البرازيلي «يعاني ميلو التواء في الكاحل الايسر، يعاني الاوجاع ويجد صعوبة في المشي.
نشعر بالقلق لأنه لا يوجد وقت كاف من أجل التعافي». أما في ما يخص ايلانو الذي غاب عن مباراة البرتغال بسبب الاصابة القاسية التي تعرض لها في قصبة الساق خلال مباراة ساحل العاج، فأشار طبيب المنتخب إلى ان لاعب الوسط سيكون جاهزاً لمباراة الغد امام تشيلي، في حين ان روبينيو لا يعاني سوى اوجاع عضلية، ما دفعت دونغا إلى إراحته امام البرتغال كإجراء احترازي ليس إلا. والتقى المنتخبان 64 مرة في تاريخهما، ففاز المنتخب البرازيلي 46 مرة، وخسر ست مرات فقط مقابل 12 تعادلا.
توقعات الشارع الإماراتي
علي الفارسي:
أتوقع أن تظهر البرازيل بصورة مغايرة عما قدمته في دور المجموعات، ولكن تشيلي ستعقد كثيراً من مهمتها، خصوصاً أنها متميزة في الهجمات المرتدة ويساعدها على ذلك أطرافها السريعة. وأعتقد أن اللقاء سينتهي لمصلحة السامبا بهدف نظيف.
مانع الكندي:
أعتقد أن المنتخب البرازيلي سينتصر على تشيلي ٢-١، ولن يتخلى عن الفوز باللقب في مونديال جنوب إفريقيا، كونه يريد إضافة نجمة سادسة إلى شعاره، مع العلم بأنه لم يظهر كامل قوته حتى الآن.
علي حسين:
البرازيل تمتلك باعاً كبيراً من الخبرة في البطولات وتحقيق الذهب، خصوصاً كأس العالم الذي ظفرت به خمس مرات، ولا أرى إمكانية فوز تشيلي، لذلك أتوقع فوز »السيليساو« بنتيجة ٢-١.
سعيد الهنائي:
افتقد المنتخب البرازيلي كلاً من روبينيو وكاكا أمام البرتغال، وأعتقد بأن هذه الغيابات كانت أحد الأسباب التي بسببها لم تسجل في تلك المباراة، ولكن بعودتهما الآن ستكتمل الأسلحة الهجومية لراقصي السامبا، وأتوقع فوز أبطال العالم خمس مرات بنتيجة ٢-١.
استطلاع موقع «الإمارات اليوم»
أظهر استطلاع أجراه الموقع الإلكتروني لـ«الإمارات اليوم» ترشيح 79٪ من الجمهور المنتخب البرازيلي للفوز على نظيره التشيلي في لقائهما اليوم ضمن الدور الثاني لنهائيات كأس العالم بكرة القدم، فيما توقع 21٪ فقط فوز «لا روخا» من بين 412 مشاركاً في التصويت.
وفي المباراة الثانية بين هولندا وسلوفاكيا، رشح 82٪ فوز الأول و18٪ توقعوا انتصاراً ثميناً للثاني، من بين 347 مشاركاً في التصويت.
لمشاهدة تشكيلة الفريقين يرجى الضغط علي هذا الرابط