دراسة أوروبية دفعت سلطات كيب تاون إلى عدم تشغيلها

ضجيج «فوفوزيلا»العملاقة كإقلاع طائرة نفاثة

«الفوفوزيلا» انتشرت بين جميع المشجعين في مونديال 2010ــ رويترز

رضخت سلطات مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا للضغوط، وقررت عدم تشغيل «الفوفوزيلا» العملاقة التي وضعت في إحدى الساحات الكبيرة في وسط المدينة، احتفالاً باستضافة كأس العالم لكرة القدم.

وتعرضت البطولة لانتقادات حادة بسبب انتشار البوق الإفريقي الصغير «الفوفوزيلا» في ملاعب المونديال الذي يصدر ضجيجاً ويؤثر سلباً في تركيز اللاعبين وعدم سماع صافرات الحكام في بعض الأحيان، ونالت الانتقادات من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بسبب سماحه بدخول البوق ملاعب المونديال لكونه إرثاً أفريقيا ويمثل أحد أشكال الفنون الشعبية في جنوب القارة السمراء.

وجاء قرار سلطة مدينة كيب تاون بناء على دراسة أوروبية كشفت عن أن الفوفوزيلا العملاقة تحدث ضجيجاً يبلغ مقداره 127 ديسيبيل، وهو ضجيج يقل بمقدار 23 ديسيبيل فقط عن الضجيج الذي تحدثه أصوات اقلاع طائرة نفاثة (150 ديسيبل) ويقل ايضا بمقدار 40 ديسيبيل فقط عن الضجيج الذى تحدثه عملية اقلاع صاروخ اريان الأوروبى (180 ديسيبيل).

وكانت مدينة كيب تاون الساحلية قد قررت بدء تشغيل «فوفوزيلا» عملاقة يبلغ طولها 37 متراً تعمل بضغط الهواء من مضخة كهربائية مع انطلاق منافسات المونديال في 11 يونيو غير انها أرجأت تشغيلها بعد ان تزايدت الشكاوى من الإزعاج الذي تسببه «الفوفوزيلا» الصغيرة من قبل المنتخبات المختلفة منذ ان بدأت تتدفق على المدن جنوب الإفريقية قبل انطلاق المونديال بنحو اسبوع.

وبررت سلطات مدينة كيب، في بيان صدر الأحد الماضي، سبب عدم تشغيل الفوفوزيلا العملاقة بمخاوفها من تأثير صوتها السلبي في سير المرور في المدينة بسبب الأصوات العالية المتوقع صدورها منها، غير ان مصادر اخرى كشفت عن ان سبب الإلغاء يرجع الى ان الدراسة الأوروبية حذرت من ان هذه «الفوفوزيلا» العملاقة كانت ستتسبب في حدوث ضجيج تبلغ شدته 194 ديسيبيل، وهي شدة الضجيج نفسه الذي يصدر عن اختراق طائرة حربية حاجز الصوت.

وشملت الدراسة الأوروبية التي نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية جدولاً لا يخلو من الطرافة، يكشف قوة الأصوات المختلفة التي تحدثها بعض الأجهزة الحديثة في حياتنا اليومية، فغسالة الأطباق على سبيل المثال تحدث ضجيجاً يبلغ قدره 40 ديسيبيل مقابل ضجيج شدته 55 ديسيبيل تحدثه غسالة الملابس عند بدء عملية التنشيف، فيما تصل قوة الضجيج الصادرة عن سارينة عربة الإطفاء إلى نحو 125 ديسيبيل، اما لو تشاجرت امرأتان بسبب تنافسهما على رجل فإن الضجيج الذي تحدثانه يقترب من 70 ديسيبيل مقابل 100 ديسيبيل للأصوات الصادرة عن سارينة عربة الإسعاف التي ستنتقل الى مكان المشاجرة لنقل المرأتين الى المستشفى.

ولم تمثل الفوفوزيلا مصدر ازعاج لمنتخبات الدول الأوروبية فقط بسبب اعتيادها على الهدوء بل امتدت لتشمل التشويش على عمل التلفزيونات الغربية بعد أن بدأت اصوات «الفوفوزيلا» القوية تطغى على أصوات الميكروفونات التي يستخدمها المذيعون، وفقاً للقاعدة العلمية التي تقول ان الصوت الأقوى يطغى على الصوت الأضعف.

وبادرت قناة «تي اف 1» الفرنسية الخاصة بتزويد طاقمها الذي يتولى تغطية مونديال جنوب افريقيا، بالميكروفونات نفسها التي تستخدم في تغطية سباق السيارات الرياضية «فورمولا 1» التى تحدث ضجيجاً يصل قوته الى 140 ديسيبيل اي اكثر بنحو 13 ديسيبيل عن الضجيج الذى تحدثه الفوفوزيلا الصغيرة.

أما قناة «كانال» الفرنسية المشفرة، فقد زودت طاقمها بميكروفونات تعمل على ترددات عالية قادرة على التشويش على ضجيج «الفوفوزيلا» التي تنتشر اصواتها على الموجات القصيرة فقط.

وأدى هذا الالتفاف على اصوات الفوفوزيلا الى عدم حرمان مشاهدي القناة من الأصوات الحية الصادرة من الملعب لكن من دون اظهار ضجيج الفوفوزيلا الا بقدر قليل.

تويتر