سر ضربات الترجيح مــع الألمان
عندما يلتقي المنتخبان الألماني والأرجنتيني اليوم في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ستكون مواجهة مكررة للقاء الفريقين في دور الثمانية أيضاً بمونديال 2006 في ألمانيا، التي حسمها المنتخب الألماني لمصلحته بضربات الترجيح. ولم يسبق للمنتخب الألماني أن خسر بضربات الترجيح في أي مشاركة سابقة له بالمونديال، وذلك منذ أن اخترعت ألمانيا نفسها ضربات الترجيح.
بيليه: على مارادونا أن يحسدني لا تزال الحرب مستعرة بين أفضل لاعبي كرة قدم على مر التاريخ، وكان الهجوم برازيلياً هذه المرة، فقد صرح بيليه أول من أمس بأن على دييغو مارادونا أن يحسده لعدم وجود متحف يحمل اسمه، رداً على التصريحات التي أدلى بها المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، وقال فيها إن على النجم البرازيلي العودة إلى المتحف. وأكد أسطورة الكرة البرازيلية خلال افتتاح أعمال إنشاء المتحف الذي سيحمل اسمه في سانتوس بمدينة ساو باولو «لا أعرف إذا ما كان قد قال ذلك، لكن لو كان قاله فسيكون ذلك حسداً لأنه لا يملك متحف بيليه». وقال ساخراً «مارادونا يهيم بي حباً، فهو يتحدث عني كثيراً». وأضاف في ما يتعلق بالمتحف الذي سيفتتح في 2012 «بعد كل هذه الأعوام من الكفاح، سعادة كبرى أن أتمكن من ترك شيء للأجيال المقبلة». وبدأ كلا اللاعبين أحدث الفصول في حرب تصريحاتهما، عندما قال مارادونا إن لاعباً أسمر من البرازيل لم يكن يريد تنظيم كأس العالم في قارة إفريقيا، وهو ما رد عليه بيليه بقوله إن مارادونا قبل بمنصب المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لحاجته إلى المال. ورد النجم الأرجنتيني حينها بالقول إن على بيليه العودة إلى المتحف. وعندما سئل عمن منهما اللاعب الأفضل قال النجم البرازيلي «مازلت أعتقد أن على مارادونا أن يتعلم كيف يلعب برأسه جيداً، وكيف يسدد بالقدم اليمنى». واعتبر بيليه قبل مباراة البرازيل أمام هولندا أمس، انها «ستكون مباراة صعبة. البرازيل جيدة في الدفاع. ذلك أمر إيجابي جداً، وأعتقد أن بمقدور الفريق تحقيق الفوز. لو فازوا بنصف هدف مقابل لا شيء، سيكون ذلك بالنسبة لي مرضياً للغاية».برازيليا ــ د.ب.أ
|
ويرجع الفضل في اختراع ضربات الترجيح قبل 40 عاماً إلى عامل سابق بالمناجم يدعى كارل فالد، من مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث كان حكما سابقا. ومازال فالد على قيد الحياة ويبلغ من العمر 94 عاماً.
وقال فالد الذي اعتزل وهو في 63 من عمره «أشعر دائماً بأنني كنت على صواب. إنها الطريقة الوحيدة للخروج بنتيجة رياضية حقيقية. كل شيء آخر كان لا يمثل حلاً واقعياً».
وقبل اختراع فالد لضربات الترجيح، كانت أغلب المباريات التي تنتهي بالتعادل بعد الوقت الإضافي، تحسم من خلال عملة معدنية أو إجراء قرعة بين الفريقين المتنافسين.
ويتفق اللاعب الألماني السابق هانز لوهر مع فالد تماماً. ويقول لوهر الذي كان أحد الضحايا للقواعد السابقة «لم يكن هناك شيء آخر يمكن فعله ويرتبط بكرة القدم. كانت بمثابة يانصيب بمنتهى البساطة»، في إشارة إلى مباراة ليفربول الإنجليزي مع كولون الألماني في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا للأندية في عام .1965
وانتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل السلبي، كما انتهت المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب محايد بالتعادل 2/2 بعد الوقت الإضافي، ولذلك استخدم الحكم عملة معدنية، سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار. وفي المرة الثانية لإلقاء العملة المعدنية كان الفوز من نصيب فريق ليفربول.
وحصل فالد على رخصة التحكيم في عام ،1936 وأدار أكثر من 1000 مباراة على مدار 40 عاماً، ولكنه واجه مقاومة ومعارضة لفكرته الخاصة بضربات الترجيح، وذلك في بداية طرح الفكرة. ورفض الاتحاد البافاري لكرة القدم هذه الفكرة لدى طرحها في عام .1970
ولم يوافق الاتحاد على الفكرة إلا بعد موافقة معظم مندوبي الاتحادات المتفرعة منه. وبعدها، سار الاتحاد الألماني على النهج نفسه ثم اتبع الاتحاد الأوروبي (يويفا) القاعدة نفسها، وأخيرا الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بداية من عام .1976
وكانت أول بطولة كبيرة تحسم بضربات الترجيح هي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام ،1976 عندما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره التشيكوسلوفاكي.
أما أول مباراة في بطولات كأس العالم تحسم بضربات الترجيح فكانت في مونديال 1982 بإسبانيا عندما فاز المنتخب الألماني على نظيره الفرنسي في الدور قبل النهائي للبطولة.
كما فاز المنتخب الألماني بضربات الترجيح على نظيره الإنجليزي في مونديال 1990 بإيطاليا، وكأس الأمم الأوروبية 1996 في إنجلترا. وحسمت ضربات الترجيح لقب كأس العالم في بطولتي 1994 و،2006 إذ فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي في عام ،1994 ثم فازت إيطاليا على فرنسا في نهائي .2006