«الأسود الثلاثة» يعاني قلة اللاعبين الشباب
الألمان كشفوا عمق الأزمة الكروية في إنجلترا
تساءلت الصحف الإنجليزية في الفترة الأخيرة، وبعد خروج منتخبها المفجع من الدور الثاني لبطولة كأس العالم الجارية حالياً في جنوب إفريقيا على يد المنتخب الالماني برباعية، عن اسباب الخسارة، وتناولت القضية من جميع النواحي، وكانت قضية قلة اللاعبين الانجليز في الدوري الانجليزي الممتاز، وعدم إعطاء الفرصة للاعبين الشباب بسبب الملاك الاجانب، وعقدهم صفقات مع لاعبين اجانب من اجل الربح السريع الاكثر تداولاً، فقد طفت على الساحة مجددا حينما واجهت انجلترا منتخباً مدججا بثمانية لاعبين شباب، أعمارهم تقل عن 26 عاماً وتملؤهم القوة والسرعة والشغف.
اللاعبون الإنجليز متهمون
في استطلاع للرأي تمحور حول من يستحق اللوم على الخروج المبكر للانجليز قامت به صحيفة «الغارديان» الانجليزية، قال 14.3٪ من المشاركين ان السبب هو المدرب فابيو كابيلو، بينما كانت النسبة الاكبر للاعبي انجلترا بواقع 85.7٪. وفي استطلاع آخر قامت به الصحيفة نفسها حول قرار الاتحاد الانجليزي بالابقاء على فابيو كابيلو على رأس الادارة الفنية للمنتخب، اشار 71.1٪ من المشاركين إلى ان كابيلو يستحق فرصة ثانية، بينما 28.9٪ عبروا عن رغبتهم بمغادرته. |
إحدى تلك الصحف كانت «ذي صن» التي قارنت النظام الكروي المعمول به في الدوري الانجليزي والدوري الالماني، ووجدت منتخبها يقع خلف المانيا في عاملي تنمية الشباب وأسلوب كرة القدم من اجل تعزيز المنتخب، الامر الذي انعكست نتائجه بالسلب لدى الفئات السنية على الانجليز وبالايجاب على الالمان. فقد حقق الالمان في السنوات القليلة الماضية بطولة امم اوروبا للفئات السنية تحت 17 عاماً، و19 عاماً، و21 عاماً، وكانت هذه الفئات السنية خير مصدر لتعزيز عناصر المنتخب الاول الذي حقق مركز الوصيف في بطولة امم اوروبا ،2008 ويقدم في بطولة كأس العالم الحالية اقوى العروض.
تفوق أكاديمي ألماني
لا يوجد اي نادٍ ألماني مملوك أو بحوزة شركة او فرد، اي انه لا توجد اي فرصة لما يحدث في انجلترا مع اندية كليفربول ومانشستر وتشلسي، ولأن الاندية الالمانية غير قادرة على دفع رواتب مرتفعة وصفقات باهضة الثمن، فإنها تتجه الى المواهب الشابة المحلية. وعلى سبيل المثال، ميزوت اوزيل كان في اكاديمية شالكه حتى تعاقد معه فيردر بريمن بنحو 3.8 ملايين استرليني، ولكن قيمته حالياً في السوق الكروي تقارب 18 مليون استرليني.
فرق الرديف
تستغل اندية البوندزليغا فرق الرديف لجلب اللاعبين الشباب، فقبل نحو سنة كان مهاجم بايرن ميونيخ توماس مولر الذي سجل هدفين على انجلترا يلعب لفريق الرديف لبايرن ميونيخ في دوري الدرجة الثالثة الالماني، والامر ذاته حدث مع المدافع هولغر بادستوبر.
وشارك في تحقيق الانتصار الكبير على الانجليز الاحد الماضي أربعة لاعبين شباب من منتخب المانيا تحت 21 عاماً الذي حقق بطولة الامم الاوروبية في الصيف الماضي، بعد الفوز على انجلترا بنتيجة 4/صفر. وهؤلاء الاعبون هم: مانويل نوير، جيروم بواتينغ، سامي خضيرة وميزوت اوزيل. بينما كان جيمس ميلنر اللاعب الانجليزي الشاب الوحيد من منتخب انجلترا تحت 21 عاماً الموجود في التشكيلة الاساسية. وتصرف الاندية الكبيرة في المانيا 51٪ من عوائدها على رواتب اللاعبين، بالمقارنة مع الاندية الانجليزية الكبيرة التي تصرف 67٪.
ولا يوجد ناد في دوري الدرجة الاولى الالماني يعاني مشكلات مالية وادارية، عكس ما حدث مع بورتسموث الانجليزي المثقل بالديون الموسم الماضي. وفي مؤشر آخر على القوة المالية لدى الاندية الالمانية، فإن اكثر من نصف الاندية الـ18 تحقق الربح من عوائدها.
برامج
ومن اجل الحصول على رخصة للعب في البوندزليغا، يجب عليك أن تقوم بإدارة اكاديمية، وكنتيجة لذلك فإن دوري الدرجة الاولى والثانية يقومان بصرف 60 مليون استرليني سنوياً على برامج الاكاديميات التنموية.
وهذا قد ساعد في زيادة عدد اللاعبين الالمان المؤهلين والاكفاء الذين يلعبون في البوندزليغا وتقل أعمارهم عن 23 عاماً من 6٪ الى 15٪. وتبلغ نسبة اللاعبين الإنجليز في الدوري الممتاز 44.3٪ فقط، وعلى الجانب الخرخ فإن نسبة اللاعبين الالمان الذين يلعبون في البوندزليغا هي 51.4٪.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news