كلوزه رد على منتقديه في الملعب. رويترز

كلوزه «عجوز» بدرجة شاب

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصبح مهاجم المنتخب الالماني ميروسلاف كلوزه على عتبة دخول تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد أن أمضى معظم الموسم المنصرم على مقاعد الاحتياط في فريقه بايرن ميونيخ الألماني.

راهن مدرب الـ«مانشافت» يواكيم لوف كثيرا على التشكيلة التي اختارها لخوض مونديال جنوب افريقيا ،2010 ولم يتوقع الكثيرون ان ينجح الالمان في الوصول الى ابعد من الدور الثاني، لأن لاعبيه الشبان يفتقدون الخبرة المطلوبة في المحافل العالمية، في حين ان العدد القليل من المخضرمين في التشكيلة لا يرتقي الا مستوى الحدث والتوقعات ومن بينهم كلوزه.

أبرز المواجهات الألمانية ــ الإسبانية

لا تكتسي مواجهة ألمانيا وإسبانيا في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم الاهمية ذاتها للمواجهات الكلاسيكية بين الالمان والانجليز أو الاسبان والبرتغاليين، لكنها تبدو على الارجح إحدى المواجهات الكلاسيكية في الالفية الجديدة بين المنتخبين صاحبي الاداء الهجومي.

التقى المنتخبان الالماني والاسباني 20 مرة حتى الان، إذ فازت المانيا ثماني مرات وإسبانيا ست مرات وتعادلا ست مرات.

وهنا ابرز المواجهات بين ألمانيا وإسبانيا على مدى التاريخ:

المباراة النهائية لكأس أوروبا ،2008 في 26 يونيو 2008 في فيينا:

خسر المنتخب الالماني أمام منتخب إسباني قوي طيلة البطولة بفضل هدف سجله فرناندو توريس بعد تخلصه من المدافع فيليب لام وحارس المرمى ينز ليمان. أكدت إسبانيا سيطرتها على البطولة الاوروبية وتوجت بلقبها الاول في المسابقة منذ .1964

مباراة المجموعات في مونديال ،1994 في 21 يونيو 1994 في شيكاغو:

كان المانشافت يمر بأزمة خطيرة بقيادة مدرب غير مرغوب فيه وقتها هو بيرتي فوغتس، تلقت شباك بودو ايلغنر هدفا في الدقيقة 14 من تسديدة غير متوقعة لأندوني غويكوتشيا، لكن يورغن كلينسمان أدرك التعادل في الدقيقة .48 خرج المنتخبان معا من الدور ربع النهائي.

مباراة المجموعات في كأس أوروبا ،1984 في 20 يونيو 1984 في باريس:

لقنت اسبانيا بقيادة لويس أركونادا وكارلوس سانتيانا وكاراسو ألمانيا درسا في الواقعية بهدف للمدافع انطونيو ماسيدا في الدقيقة .90 خرج الالمان من الدور الاول واستقال مدربهم يوب درفال الذي قادهم الى اللقب الاوروبي عام ،1980 والمباراة النهائية لمونديال ،1982 بلغت اسبانيا المباراة النهائية وخسرت امام فرنسا (صفر-2) بخطأ فادح للحارس اركونادا.

مباراة المجموعات في مونديال ،1966 في 20 يوليو 1966 في برمنغهام:

كانت اسبانيا المتوجة باللقب الاوروبي مطالبة بالفوز على ألمانيا الغربية بقيادة بكنباور وسيلر وأوفراث لبلوغ الدور ربع النهائي. تقدمت اسبانيا بهدف فوستي (24) بيد ان شباكها تلقت هدفين من ايميرتش (39) وسيلر (84) وخرجت خالية الوفاض. كانت بداية لعنة الاسبان في كأس العالم.

استغرب المتتبعون والمحللون حتى قرار لوف في الاستعانة بـ«المنهك» كلوزه خصوصا انه كان من المكملين للاعبين الذين جلسوا على مقاعد احتياط بايرن ميونيخ، بعدما فضل عليه مدربه الهولندي في النادي البافاري لويس فان غال لاعبين مثل زميله الشاب في المنتخب توماس مولر والكرواتي ايفيكا أوليتش، خصوصا في ظل وجود الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي إريين روبن وحتى ماريو غوميز الذين يكملون الكتيبة الهجومية لفان غال.

راهن لوف على شبابه ونجح في ذلك، راهن على عنصر الخبرة المتمثلة بشكل خاص في كلوزه (32 عاما)، ونجح في رهانه انطلاقا من المباراة الاولى امام استراليا، عندما استعرض الـ«مانشافت» ودك شباك أستراليا برباعية، بينها هدف لكلوزه.

لكن عاد الشك ليشق صدوره الى عشاق ومتتبعي المنتخب الألماني عندما اعاده نظيره الصربي الى ارض الواقع في المباراة الثانية بالفوز عليه 1-صفر، في مباراة طرد خلالها كلوزه في الدقيقة ،37 ما حرمه المشاركة امام غانا في المباراة الحاسمة والمصيرية، لكن كرة صاروخية من الشاب مسعود أوزيل حملت «داي مانشافت» الى الدور الثاني للمرة السادسة عشرة من اصل 17 مشاركة، وأعطت كلوزه فرصة التعويض بعد ان كان سببا اساسيا في خسارة منتخب بلاده امام الصرب.

 حصل كلوزه على فرصته للتعويض، لكنه لم يكن يفكر على الاطلاق في أنه سيكون على عتبة دخول التاريخ وأن يصبح على بعد هدف واحد من مشاركة البرازيلي رونالدو في صدارة افضل هدافي نهائيات العرس الكروي العالمي بعد ان أسهم في قيادة بلاده إلى فوز كاسح على الانجليزي في الدور الثاني (4-1) بتسجيله هدفا، ثم اضاف ثنائية في الفوز المدوي الآخر على الارجنتين (4-صفر) في ربع النهائي.

ستكون الانظار موجهة الى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه الى شباك الحارس الاسباني ايكر كاسياس، لأنه سيصبح افضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو، أو قد ينجح في الانفراد بهذا الانجاز إذا سجل أكثر من هدف.

رد مهاجم بايرن ميونيخ على مدربه فان غال بأفضل طريقة وعادل امام الارجنتين رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الاهداف المسجلة في النهائيات، بعدما رفع رصيده في النسخة الحالية الى أربعة اهداف أضافها الى أهدافه الخمسة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام ،2002 ومثلها في مونديال ألمانيا عندما توج هدافا له.

وكان رونالدو هز الشباك أربع مرات في مونديال ،1998 وثماني مرات في مونديال 2002 وتوج هدافا له، وثلاثة اهداف في ألمانيا.

«قوتي متمثلة في أنني انجح دائما في ان ارد على المشككين عند الحاجة، وفي أني اركز دائما على لحظة معينة»، هذا ما قاله كلوزه بعدما أسهم في الفوز الكاسح على الارجنتين، مضيفا «عندما لا تنجح هذه الطريقة، اعمل بجهد كبير وعندما تنجح الامور، كما الوضع حاليا، أشعر بالسعادة لكني لا اتغير، قلت قبل البطولة: هدفي ان اسجل خمسة اهداف (كما في 2002 و2006)، اذا سجلت ستة سيكون الامر ممتازا، لكن اذا كان امامي الاختيار، فأفضل ان اكون بطلا للعالم على ان اتفوق على رونالدو».

لا يعتبر كلوزه من الاشخاص الذين يتكلمون كثيرا، لكن الأكيد انه يجيد لغة الاهداف، فمهاجم المنتخب الالماني الذي صنع نفسه بنفسه وسلك دربا صعبا قبل ان يفجر طاقاته، يقوم بهذا الامر بطريقة فعالة جدا.

يعتبر مهاجم بايرن ميونيخ الذي احتفل بعيد ميلاده الثاني والثلاثين قبل يومين من انطلاق العرس الكروي، بنظر كثيرين بمثابة الظاهرة، تلمس كلوزه خطواته الاولى في بلاوداخ ديديلكوبف في دوري الهواة قبل ان تكتشف موهبته الاندية في درجات اعلى، منذ تلك الفترة، شهدت مسيرته صعودا تدريجيا حتى بلغ القمة التي جعلته على مستوى الهداف الاسطوري غيرد مولر.

يتميز هذا اللاعب بإجادته الكرات الرأسية، وعندما يكون في كامل لياقته البدنية يستطيع ان يخدع خط دفاع المنتخب المنافس بأكمله، كما انه يملك حاسة تهديف عالية، غالبا ما يظهر كلوزه موهبته وتفوقه في البطولات الكبرى شرط ان يركز على بعض النقاط خلال التحضيرات التي يقوم بها.

لام: لن أتخلّي عن شارة الكابتـن

كشف المدافع فيليب لام انه يريد الاحتفاظ بشارة قائد منتخب المانيا لكرة القدم بعد نهائيات مونديال جنوب افريقيا.

وكان لام (26 عاما) حمل الشارة بدلا من ميكايل بالاك (33 عاما) الذي غاب عن النهائيات بسبب اصابة في مباراة فريقه السابق تشلسي مع بورتسموث في نهائي كأس انجلترا في مايو الماضي.

وقال لام في حديث لصحيفة «بيلد» الالمانية نشر امس «دور القائد جلب لي الكثير من السعادة، انه يمنحني فرحة حقيقية فلماذا اتخلى عنه».

ويخوض لام مباراته الدولية الـ71 غدا ضد اسبانيا في دوربان في نصف نهائي مونديال جنوب افريقيا.

وتابع ظهير بايرن ميونيخ «أود الاحتفاظ بشارة القائد، اريد المزيد من المسؤوليات لكننا سنرى لاحقا ماذا سيحصل».

وتحوم الشكوك حول استمرار مسيرة بالاك (98 مباراة دولية) مع المنتخب الالماني حتى ان لام نفسه أكد ان «بالاك لم يرد ايجابا أو سلبا عن هذا السؤال حتى الآن».

ولد كلوزه في أوبول في بولندا، وقد انتقل الى المانيا عندما كان في الثامنة من عمره، ويعتبر اليوم من اكثر العناصر خبرة في صفوف الـ«مانشافت» في ظل غياب القائد ميكايل بالاك الذي اصيب قبل انطلاق النهائيات.

وعلى الرغم من انه قدم موسما مخيبا للآمال، فإن لوف استمر في منحه الثقة بسبب الخبرة التي جناها في صفوف المنتخب الوطني والدور الثمين الذي يلعبه في صفوفه.

بدأ كلوزه مسيرته الاحترافية في عمر الـ20 عاما في الدرجة الثالثة مع الفريق الرديف لاف سي 80 هومبورغ، وبعد 12 شهرا، انضم الى صفوف الفريق الاحتياطيين في كايزرسلاوترن، لم ينتظر طويلا قبل ان تتم ترقيته الى صفوف الفريق المحترف.

لفت هذا المهاجم الفعال والطموح الانظار خلال موسم 2001-،2002 قبل ان ينتقل الى صفوف فريدر بريمن عام ،2004 إذ ضرب بقوة في موسمه الثاني مع الفريق الاخضر عندما سجل 25 هدفا في 26 مباراة في الدوري المحلي، ليتوج هدافا للـ«بوندسليغه» عام 2006 وأفضل لاعب للموسم، لكن الغرور لم يشق طريقه اليه لأنه بقي شخصا بعيدا عن الاضواء ونجح في الحفاظ على تواضعه، بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها، ما زاد من رصيده الشعبي لدى انصار المنتخب الالماني.

انتقل الى صفوف بايرن ميونيخ صيف عام ،2007 وشكل ثنائيا خطيرا في خط المقدمة الى جانب الايطالي العملاق لوكا توني ونجح في موسمه الاول في الحصول على لقبي الدوري والكأس المحليين، مسجلا 21 هدفا في جميع المسابقات، ثم حافظ على وتيرته التهديفية في الموسم التالي مسجلا 20 هدفا لفريقه الذي خرج خالي الوفاض ما دفعه إلى التعاقد قبل انتقال الموسم المنصرم مع المدرب الهولندي لويس فان غال الذي اطاح بتوني من الفريق وأبقى كلوزه على مقاعد الاحتياط في معظم المباريات، ليكتفي الاخير بتسجيل ثلاثة اهداف فقط في الدوري وستة في جميع المسابقات.

الأكثر مشاركة