الماكينات والماتادور يفكران بالـضربة القاضية
تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب «موزيس مابهيدا» في دوربن الذي يحتضن موقعة نارية - ثأرية بين المنتخب الألماني ونظيره الاسباني في نصف نهائي مونديال جنوب افريقيا .2010
إنييستا: متحفزون للقاء أما لاعب الوسط المميز اندريس إنييستا الذي كان خلف الهدف الذي سجله فيا في الدقائق الاخيرة امام الباراغواي، فاشار الى انه يتطلع بفارغ الصبر الى مواجهة المانيا، مضيفاً «سنلعب ضدهم مجدداً، لكني لا اعتقد ان ما حصل قبل عامين سيكون له اي تأثير في هذه المباراة. قدمت المانيا اداء رائعاً في هذه النهائيات حتى الان، وبعيداً عن نتائجهم الرائعة هم يقدمون مستوى مميزاً جداً ايضاً». وواصل لاعب وسط برشلونة «من المؤكد انهم سيكونون متحفزين جداً، لكننا نحن ايضاً في قمة مستوانا وعازمون على التقدم خطوة اخرى. ستكون مباراة بين فريقين يحبذان الاستحواذ على الكرة. اعتقد انها ستكون مباراة رائعة». وواصل إنييستا «علينا ان نكون سعداء وفخورين لاننا بين افضل اربعة منتخبات في العالم وهو امر رائع فعلاً. الان يجب ان نبدأ التفكير في المانيا، ذلك المنتخب الذي دائماً ما قدم عروضاً خارقة». دل بوسكي: نتطلع للأمام وكما حال إنييستا، اعتبر دل بوسكي ان مواجهة اليوم مختلفة عن نهائي كأس اوروبا ولن تكون ثأرية «لأن البطل يتطلع دائما الى الامام»، مضيفاً «سنتان في كرة القدم تعتبر مدة طويلة، خاض المنتخبان مباريات كثيرة واختلفت الظروف كثيراً. لا يجب الحديث عن الانتقام عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكبيرة، لأن الانتقام لا وجود له في قواميسها»، مضيفاً «البطل يتطلع دائما إلى الأمام، سيلعبون (الألمان) من أجل الفوز لأنهم يرغبون في بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم، ونحن لدينا الدافع نفسه». وتابع «اعتقد بان الالمان وضعوا منذ فترة ليست بالطويلة مشروعاً لتصحيح اوضاع كرة القدم في البلاد بعدما فقدت الكثير من بريقها. لقد نجحوا في تجديد دماء المنتخب الذي كان حاضراً في كأس اوروبا من أجل هذا المونديال، ويبدو ان الامور تسير على ما يرام. لقد تحسنوا كثيراً وشكلوا منتخباً جيداً جداً». واوضح دل بوسكي «سنبقى أوفياء لاسلوب لعبنا امام المانيا، أتمنى أن نكون أكثر انتظاماً، لكني اعتقد باننا قدمنا عروضاً جيدة حتى الان، ولم تكن هناك سوى تلك الخسارة المؤلمة امام سويسرا .
|
وستكون هذه الموقعة تاريخية بكل المعايير، فإلى جانب انها تجمع بين المنتخبين اللذين قدما حتى الان افضل مستوى في النسخة الـ،19 ستكون المباراة الـ98 لالمانيا في النهائيات لتنفرد بالرقم القياسي الذي كان تتشاركه مع البرازيل التي ودعت من الدور ربع النهائي على يد هولندا (1 - 2)، كما قد تشهد دخول مهاجم الـ«مانشافت» ميروسلاف كلوزه التاريخ في حال وجد طريقه الى الشباك ما سيجعله يعادل او يحطم الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفاً)، والامر ذاته ينطبق على مهاجم «لا فوريا روخا» دافيد فيا الذي قد يعادل او يحطم الرقم القياسي (44 هدفاً) المسجل باسم راؤول غونزاليز من حيث اكثر اللاعبين الاسبان تسجيلاً مع منتخب بلادهم.
والاهم من الرقم القياسي هو لو نجحت المانيا في تخطي عقبة ابطال اوروبا ستنفرد برقم قياسي من حيث المباريات النهائية في تاريخها والذي تتشاركه حالياً مع البرازيل (سبعة لكل منهما)، علماً بان الـ«مانشافت» يخوض دور الاربعة للمرة الـ12 في تاريخه، وهذا رقم قياسي لم يسبقه اليه اي منتخب.
ويرفع الالمان قبل كل الاحصاءات والارقام القياسية شعار الثأر من نظرائهم الاسبان الذين كانوا تغلبوا عليهم في نهائي كأس أوروبا 2008 بهدف سجله فرناندو توريس الذي اعاد «لا فوريا روخا» الى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد ان احرز اللقب القاري عام .1964
وستكون المواجهة نارية تماماً نظراً الى المستوى الذي قدمه المنتخبان، إذ اكد المنتخب الالماني بحلته الشابة ان فوزه الكاسح على انجلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة، لانه لقن نظيره الأرجنتيني درساً قاسياً وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4-صفر، في حين عانى الاسبان امام الاداء الدفاعي للباراغواي، لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد عام 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الاربعة الاخير) عندما تعادل مع الاوروغواي (2-2) وخسر امام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة امام البرازيل (1-6).
غياب مولر
والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الالمان من مواجهة دور الاربعة مع رجال دييغو مارادونا هي انهم سيفتقدون خدمات نجمهم المتألق توماس مولر لانه حصل على إنذار ثانٍ.
ولعب مولر دوراً اساسياً في قيادة «داي مانشافت» الى الدور نصف النهائي والحاق الهزيمة الاقسى بالمنتخب الارجنتيني في النهائيات منذ عام 1958 عندما خسر امام تشيكوسلوفاكيا (1-6)، بتسجيله الهدف الاول، رافعاً رصيده الى اربعة اهداف، وتمريره الكرة التي جاء منها الهدف الثاني عندما كان واقعاً على ارضية الملعب ليضع لوكاس بودولسكي في موقف المواجهة الفردية مع الحارس الارجنتيني، فأخذ وقته قبل ان يمررها الى كلوزه الذي وضعها في الشباك الخالية، قبل ان يضيف الاخير الهدف الرابع لبلاده في تلك المباراة، رافعاً رصيده الى اربعة اهداف ايضاً في النسخة الحالية و14 في النهائيات.
وعلق مولر على غيابه قائلاً: «آمل ان يتمكن زملائي من القيام بالعمل خلال الدور نصف النهائي حتى اتمكن من العودة الى الفريق (في النهائي)».
واكد مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي يأمل قيادة المانيا الى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، ان غياب مولر يشكل ضربة قاسية للـ«مانشافت»، لكنه غير قلق لانه يملك البديل القادر على سد الفراغ، مضيفاً «لقد رأيت البطاقة الصفراء ولا ادري لماذا حصل عليها. الكرة لمست فخذه ثم يده. انا اشكك بصحة هذا القرار. لكن في الماضي تمكنا من استبدال لاعبين مثل مولر وسنواصل هذا الامر». ويملك لوف خيارات عديدة من اجل ايجاد البديل بحسب التكتيك الذي سيعتمده، فاذا اراد ان يلعب بثلاثي وسط هجومي كما كانت حاله حتى الان، فهناك ماركو مارين وتوني كروس وبيوتر تروشوفكسي، اما اذا اراد الاعتماد على مهاجمين وادخال تعديل على خطته المعتادة فبامكانه اللجوء الى كاكاو الذي يبدو انه تعافى من الاصابة او ماريو غوميز او شتيفان كيسيلنغ.
وستكون الانظار موجهة الى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه الى شباك الحارس الاسباني ايكر كاسياس، لانه سيصبح افضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو او قد ينجح في الانفراد بهذا الانجاز اذا سجل اكثر من هدف.
وكان مهاجم بايرن ميونيخ عادل أمام الارجنتين رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الاهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم بعد ثنائيته في مرمى الارجنتين، علماً بانه سجل خمسة اهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام ،2002 ومثلها في مونديال المانيا عندما توج هدافاً له، قبل ان يوقع اربعة اهداف في النسخة الحالية. وكان رونالدو هز الشباك اربع مرات في مونديال ،1998 وثماني مرات في مونديال 2002 وتوج هدافاً له، وثلاثة اهداف في المانيا.
فيا: الهدّاف آخر همّي
«أن أنهي البطولة أفضل مسجل يعتبر من اخر همومي»، هذا ما قاله فيا بعد ان تصدر ترتيب هدافي النسخة الـ19 برصيد خمسة اهداف، رافعاً رصيده الى ثمانية اهداف في النهائيات و43 مع المنتخب، ليصبح على بعد هدف واحد من راؤول غونزاليز الذي احتاج الى 102 مباراة لتسجيل 44 هدفاً، اي ما معدله 0.431 هدف في المباراة الواحدة، في حين ان فيا احتاج الى 63 مباراة فقط ليسجل 43 هدفاً، اي ما معدله 0.683 هدف في المباراة الواحدة.
واضاف فيا الذي أصبح افضل هداف إسباني في نهائيات كأس العالم بعدما تقدم على اميليو بوتراغوينيو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينيتيس وراؤول، «الامر الاهم هو ان نصل الى النهائي ان كان من خلال تسجيلي او تسجيل احد غيري. انا سعيد بتسجيلي الاهداف، لكني اكثر سعادة عندما يفوز الفريق».
ومن المؤكد ان المنتخب الاسباني سيكون بحاجة ماسة لاهداف فيا عندما يواجه نظيره الالماني القوي جداً، خصوصاً ان مهاجم فالنسيا السابق سجل خمسة من اهداف «لا فوريا روخا» الستة في النهائيات حتى الآن.
لمشاهدة مخطط تشكيلة الفريقين بشكل واضح يرجى الضغط على هذا الرابط.
توقعات الشارع الإماراتي
ميثم الأنباري:
إعداد: إبراهيم شكرالله
استطلاع موقع «الإمارات اليوم»
أظهر الاستطلاع اليومي الذي تنشره «الإمارات اليوم» على موقعها الإلكتروني ان نسبة 67٪ رشحت فوز المانيا على اسبانيا مقابل 33٪ للماتادور، فيما شارك في التصويت لهذه المباراة نحو 2000 قارئ.