أداء المنتخبات يعكس ثقافة الشعوب
لعب الإنجليز مدروس ..والألمان منظم ..والبرازيل مشوّق
ظهرت نظريات وتحليلات كثيرة تشير الى ارتباط اداء وطرق لعب المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب إفريقيا بثقافة وتقاليد الشعوب.
وحظي أداء كل منتخب في المونديال بتحليل خاص من قبل المعلقين، وترددت التساؤلات حول علاقة أساليب اللعب المختلفة بثقافة الشعوب التي تنتمي اليها تلك الفرق.
وقال موقع «بي بي سي» العربية، إن الأمر يرتبط بجماليات وإثارة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، فالأساليب قد تختلف اختلافاً جذرياً في بعض الأحيان، بمعنى أن الانجليز مثلاً يلعبون بطريقة محسوبة والألمان بطريقة منظمة والبرازيليون بطريقة مشوقة وغير ذلك. وضربت الدكتورة سلوى العمد استاذة الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع في جامعة فيلادلفيا بالأردن مثالاً على ما تسميها «الماكينة الألمانية» و«السامبا البرازيلية».
وقالت العمد، إنه لا توجد دراسة تثبت او حتى تبين أن لعب الفريق مرتبط بالانضباط والنظام المعروفين عن الشعب الألماني، أو أن الأداء الانجليزي محسوب ومخطط له كما يعرف عن الانجليز.
كذلك الحال لم تثبت الدراسات وجود صلة بين اداء لاعبي البرازيل ورقصة السامبا او الكابويرا وهي رقصة برازيلية تشبه الفنون القتالية الآسيوية.
لكن رياض البوعزيزي قائد المنتخب التونسي لكرة القدم سابقاً، الذي شارك في ثلاث منافسات لكأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006 يرى من خلال تجربته أن هذا صحيح إلى حد ما، غير انه يقول إن عوامل اخرى تجعل طريقة لعب كل فريق تختلف عن الآخر وهي عوامل ترتبط بعراقة المنتخب وحرفيته.
واشار الى أن الفرق العربية في معظم مشاركاتها بنهائيات كأس العالم افتقدت إلى التحضير النفسي وتعزيز الثقة بالنفس لهذا فهي تكتفي بالمشاركة في الدورة ولا تفكر في الفوز أو الترشح إلى الادوار المتقدمة.
وقال إن ما تحتاجه الفرق العربية للتغلب على النواحي التي ذكرها، هو زيادة الثقة بالنفس مهما كان حجم الفريق المنافس وقوته، لأن المنتخبات العربية مثل الجزائر التي شاركت في نهائيات جنوب افريقيا تلعب كرة قدم تنطوي على قدر كبير من الحرفية وقادرة على منافسة اي فريق.
سلوك اللاعبين من مختلف الفرق اثناء المباريات هو ايضاً محل اهتمام المحللين والمعلقين، خصوصاً ما يتعلق بمدى التزام بعض الفرق بقوانين اللعبة واحترام الفريق المنافس بكلام الحكم وقراراته وأيضاً بالخطة التي يضعها مدرب الفريق دون غيرها، ولجوء بعض الفرق أو اللاعبين الى الحيل والتظاهر بالإصابة. ويتساءل اصحاب هذا الرأي إن كانت بعض الفرق من بعض مناطق العالم تعرف بمثل هذه الممارسات اكثر من غيرها؟ لكن الكثيرين يرون ان هذه السلوكيات لا تتعلق بفريق بكامله وإنما هي سلوكيات فردية. وأدى الشغف بكرة القدم الى استحداث فروع وأقسام متخصصة في علم الاجتماع والدراسات النفسية لدراسة انماط تعلق البشرية بها وأسباب هذا التعلق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news