تشافي - إنييستا وروبن - سنايدر يــشـعلان معركة «خط الوسط»
تتوجه الأنظار اليوم الى معركة خط الوسط التي ستضع نجمي هولندا ويسلي سنايدر واريين روبن في مواجهة نجمي اسبانيا تشافي هرنانديز واندريس انييستا، في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 الذي سيشهد تتويج بطل جديد على عرش الكرة المستديرة، فلمن ستكون الغلبة في هذه المعركة «المفتاح» للفوز باللقب المرموق؟ ويعتبر تشافي وانييستا القلب النابض لمنتخب «لا فوريا روخا» الساعي إلى أن يكون ثاني منتخب يتوج بلقب كأس اوروبا ثم كأس العالم بعد عامين، وقد سبقه الى ذلك المنتخب الالماني (كأس اوروبا 1972 ومونديال 1974) الذي ذهب ضحية الاسبان في الدور نصف النهائي.
الجوائز المالية للمونديال - البطل: 30 مليون يورو. - الوصيف: 24 مليون يورو. - نصف النهائي (ألمانيا والأوروغواي): 20 مليون يورو. - الخروج من ربع النهائي (الأرجنتين والباراغواي وغانا والبرازيل): 18 مليون يورو - الخروج من ثمن النهائي (المكسيك وسلوفاكيا والولايات المتحدة وتشيلي وانجلترا وكوريا الجنوبية واليابان والبرتغال): 9 ملايين يورو. - الخروج من الدور الأول (فرنسا وجنوب افريقيا واليونان ونيجيريا وسلوفينيا والجزائر واستراليا وصربيا والدنمارك والكاميرون وإيطاليا ونيوزيلندا وساحل العاج وكوريا الشمالية وسويسرا وهندوراس): 8 ملايين يورو. أفضل اللاعبين منذ 1982 1982 في إسبانيا: باولو روسي (ايطاليا). 1986 في المكسيك: دييغو مارادونا (الارجنتين). 1990 في ايطاليا: سالفاتوري سكيلاتشي (ايطاليا). 1994 في الولايات المتحدة: روماريو (البرازيل). 1998 في فرنسا: رونالدو (البرازيل). 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معاً: اوليفر كان (ألمانيا). 2006 في ألمانيا: فابيو كانافارو (إيطاليا). 2010: ----- حكام المباريات النهائية 1930: يان لانجينوس (بلجيكا). 1934: ايفان ايكلاند (السويد). 1938: بيار جورج كابدوفيل (فرنسا). 1950: جورج ريدر (انجلترا). 1954: وليام لينغ (انجلترا). 1958: موريس الكسندر غيغ (فرنسا). 1962: نيكولاي لاتيشيف (الاتحاد السوفييتي). 1966: غوتفريد دينست (سويسرا). 1970: رودولف غلوكنر (المانيا الشرقية). 1974: جون تايلور (انجلترا). 1978: سيرجيو غونيلا (ايطاليا). 1982: ارنالدو كويلو (البرازيل). 1986: روموالدو اربي فيليو (البرازيل). 1990: ادغاردو كوديسال مينديز (المكسيك). 1994: ساندور بول (المجر). 1998: سعيد بلقولة (المغرب). 2002: بيار لويجي كولينا (ايطاليا). 2006: هوراسيو اليزوندو (الأرجنتين). 2010: هاورد ويب (انكلترا) |
وشكل هذا الثنائي شراكة قل نظيرها في ملاعب كرة القدم وأصبحا من افضل لاعبي الوسط في العالم، واكبر دليل على ذلك ان نجماً من عيار قائد ارسنال الانجليزي فرانسيسك فابريغاس يكتفي بالجلوس على مقاعد احتياطي المنتخب الاسباني خلال نهائيات مونديال جنوب افريقيا، لأنه لا يتمكن من ازاحة اي منهما من التشكيلة الاساسية، وذلك ان المدرب فيسنتي دل بوسكي يدرك تماماً مدى الاهمية الحيوية التي يؤمنها هذان اللاعبان لبطل اوروبا، كما حال مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا.
ذكاء وبصر ثاقب
ولا يمكن تحديد أهمية تشافي وانييستا بتمريراتهما البسيطة والسلسة والمتقنة فحسب، بل الذكاء الذي يتمتعان به هو ما يميزهما عن لاعبين آخرين وهو الذي أسهم في قيادة اسبانيا الى لقب كأس أوروبا للمرة الاولى منذ 1964 وبرشلونة الى الظفر بستة القاب خلال عام .2009 «انتصار اسبانيا مرده الى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولأن لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة»، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره افضل لاعب في كأس اوروبا 2008 بعد قيادته منتخب بلاده للفوز على المانيا 1-صفر في النهائي.
لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الألعاب في صفوف برشلونة منذ اكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممرر جيد للكرة فحسب، فإلى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فان تشافي يبذل جهوداً خارقة ولا يتردد في الواجب الدفاعي ايضا ويستطيع ان يشغل اي مركز في وسط الملعب، وهو قارئ جيد للعبة ويمتاز بتسديدات قوية ودائماً ما يسهم بكثير من الاهداف لفريقه. ويجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيراً في زملائه سواء كان في برشلونة أو في صفوف منتخب بلاده.
ومن المؤكد ان تشافي يدرك تماماً معنى الانتصار وأهميته وهو الذي تعج خزائنه بالكؤوس فقد توج مع برشلونة بلقب الدوري المحلي خمس مرات والكأس المحلية مرة واحدة وكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري ابطال اوروبا مرتين وكأس السوبر الاوروبية مرة واحدة وكأس العالم للاندية مرة واحدة، إضافة الى فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم لدون 20 عاما وكأس اوروبا. لكن كأس العالم ستكون التتويج الاعظم بالنسبة لتشافي أو لـ«نصفه الثاني» انييستا الذي لا يقل شأنا عن زميله. ويمتاز انييستا بالقدرة على شغل العديد من المراكز في وسط الملعب، إذ بإمكانه اللعب على الاطراف وفي المحور ويتميز بسرعته ونظرته الثاقبة وحدسه المتقد.
فاجأ مدرب اسبانيا السابق لويس اراغونيس الجميع عندما استدعى انييستا الى تشكيلة المنتخب الاول للمشاركة معه في نهائيات مونديال المانيا ،2006 وهو منحه مباراته الدولية الاولى خلال لقاء ودي استعدادي عندما ادخله في الشوط الثاني امام روسيا في 27 مايو وهو لم يغب عن «لا فوريا روخا» منذ حينها، لكن الاصابة حرمته المشاركة في كأس القارات التي اقيمت العام الماضي في جنوب افريقيا، إذ خرج منتخب بلاده من الدور نصف النهائي على يد الولايات المتحدة.
القائدان
إذا كان تشافي وانييستا القلب النابض لإسبانيا فإن سنايدر هو «بطل» هولندا بامتياز لأنه لعب الدور الاساسي في وصولها الى مباراة الحلم بتسجيله خمسة أهداف حتى الآن، بينها ثنائية في مرمى البرازيل (2-1) خلال الدور ربع النهائي، ثم هدف التقدم الثاني على الاوروغواي (3-2) في الدور نصف النهائي ليقود «البرتقالي» الى النهائي للمرة الاولى منذ 32 عاماً.
وقد لا يكون سنايدر بحجم هالة النجومية التي تمتع بها يوهان كرويف ويوهان نيسكينز او ماركو فان باستن، لكنه أصبح النجم الذي سيتذكره العالم بأنه أسقط المنتخب البرازيلي في موقعة «نيسلون مانديلا باي» في بورت اليزابيث واطاح بأبطال العالم خمس مرات وحمل بلاده الى الدور نصف النهائي، ثم الى النهائي بمساعدة روبن والقائد جيوفاني فان برونكهورست.
ودخل سنايدر الى موسم 2009-2010 وهو يضع امامه هدف الرد على غطرسة ريال مدريد الاسباني الذي لم ير فيه اللاعب الذي بإمكانه ان يرتقي الى مستوى الهالة النجومية للنادي الملكي الذي فضل ان ينفق اكثر من 250 مليون يورو من اجل التعاقد مع لاعبين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة.
لكن أين هو رونالدو الذي ودع النهائيات بطريقة مخيبة للغاية بعدما خرج منتخب بلاده من الدور الثاني على يد الاسبان دون أن ينجح لاعب مانشستر يونايتد الانجليزي السابق في ترك اي لمسة يتذكره بها العالم سوى تذمره من أنه نجم وعلى الحكام حمايته؟ اين هو كاكا الذي خرج على يد سنايدر خصوصاً دون أن يقدم أي شيء يشفع له في العرس الكروي العالمي؟ وأين هو بنزيمة الذي قد يكون سعيداً الآن لأن مدرب المنتخب ريمون دومينيك لم يستدعه الى «المهزلة» الفرنسية في جنوب افريقيا؟
والأهم من ذلك أين هو ريال مدريد الذي خرج من الموسم خالي الوفاض تماما ان كان على صعيد الدوري والكأس المحليين أو مسابقة دوري ابطال اوروبا؟ في حين ان سنايدر الذي قرر انتر ميلان الايطالي المراهنة عليه لم يبق كأسا ممكنة الا رفعها بإحرازه ثلاثية الدوري والكأس الايطاليين، ثم لقب مسابقة دوري أبطال اوروبا الذي شاء القدر ان يتوج به على ملعب ريال مدريد بالذات لأن «سانتياغو برنابيو» احتضن المباراة النهائية للمسابقة الاوروبية الام.
«لا ادري كيف تخلى عنه ريال مدريد. في بعض الاحيان، المنطق مفقود في بعض الاندية ومن الصعب فهم هذا الامر. اليوم اصبح عنصرا اساسيا في فريقنا»، هذا ما قاله مدرب سنايدر في انتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينيو الذي بات مدرباً للريال.
والأمر ذاته ينطبق على روبن الذي كافح ليكون جاهزاً الى جانب زملائه بعدما اعتقد الجميع ان منتخب «الطواحين» سيفتقد أهم اسلحته الفتاكة بعد تعرضه للاصابة في المباراة التحضيرية ضد المجر (6-1) التي سجل خلالها هدفين قبل ان يتعرض للنكسة التي كادت تحرمه الحضور مع «البرتقالي» في حملته التاسعة في النهائيات، ووعد الجناح السريع بأن يقاتل من اجل ان يتعافى من الاصابة والمشاركة مع منتخب بلاده، وقد راهن مدربه بيرت فان مارفييك على هذا التعهد وأبقاه ضمن التشكيلة من دون ان يستخدم خيار استبداله بلاعبآخر.
ثم أكد روبن حجم أهميته في المنتخب البرتقالي عندما شارك اساسيا في مباراة الدور الثاني امام سلوفاكيا (2-1) وسجل الهدف الاول الذي مهد الطريق امام منتخبه من اجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي، ثم أضاف هدفه الثاني في مواجهة الدور نصف النهائي عندما اكد تأهل منتخب بلاده الى النهائي بتسجيله الهدف الثالث في مرمى الاوروغواي.
ومن المؤكد أن الجناح الهولندي يريد ان ينهي الموسم الرائع الذي أمضاه مع بايرن ميونيخ بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة منتخب بلاده الى اللقب الاغلى على الاطلاق، وقد يلعب دور البطل الذي لازمه خلال موسمه مع النادي البافاري، إذ فرض نفسه نجما مطلقا لبايرن بعد ان لعب دور المنقذ في أكثر من مناسبة سواء كان في دوري ابطال اوروبا او الدوري والكأس المحليين.