إنييستا شرارة الغضب الأحمر
أعادت كرة القدم أول من أمس، إلى أندريس إنييستا بعضاً مما كانت تدين به إليه بعد موسم صعب مليء بالإصابات والتعاسة.
فهدفه الذي جاء في الدقيقة 116 من الوقت الإضافي لم يمنح إسبانيا لقبها الأول في كأس العالم فحسب، بل حوّل عاماً لابد أن ينسى إلى «لحظة لا تنسى».
فقد بدأ الموسم سيئاً بالنسبة لإنييستا قبل حتى أن يبدأ. في أغسطس عام ،2009 توفي داني خاركي الصديق المقرب للاعب الوسط صغير الحجم بشكل مفاجئ، بينما كان يستريح في حجرة فندقه، خلال استعدادات ناديه إسبانيول لانطلاق الموسم الجديد.
مولر يحصد لقب الهداف توج مهاجم المنتخب الألماني توماس مولر بلقب هداف النسخة التاسعة عشرة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي اختتمت أول من أمس، في جوهانسبورغ. وسجل مولر خمسة أهداف وهو الرصيد ذاته للاسباني دافيد فيا والهولندي ويسلي سنايدر والاوروغوياني دييغو فورلان، بيد أن الالماني الواعد (20 عاماً) نال اللقب بفضل تفوقه في التمريرات الحاسمة وعددها ثلاث في النسخة الحالية، مقابل واحدة لشركائه الثلاثة. وخلف مولر الذي نال جائزة افضل لاعب واعد في البطولة التي نالها مواطنه لوكاس بودولسكي عام ،2006 مواطنه ميروسلاف كلوزه صاحب الأهداف الخمسة في النسخة الاخيرة في المانيا عام ،2006 والأربعة في النسخة الحالية، ورفع بها رصيده الى 147 هدفا في تاريخ نهائيات كأس العالم على بعد هدف واحد من المهاجم البرازيلي رونالدو صاحب الرقم القياسي (15 هدفاً). وسجل مولر اهدافه الخمسة في ست مباريات، لانه غاب عن مباراة الدور نصف النهائي امام اسبانيا بسبب الايقاف قبل ان يعود في مباراة المركز الثالث ويفتتح التسجيل لمنتخب بلاده الذي فاز 3-2 وتوج بالمركز الثالث. كاسياس أفضل حارس اختير قائد إسبانيا ايكر كاسياس افضل حارس مرمى في النسخة الـ19 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وحصل كاسياس على الجائزة لمساهمته الفعالة في تتويج منتخب بلاده باللقب العالمي للمرة الاولى في تاريخه عقب الفوز على هولندا 1-صفر بعد التمديد في المباراة النهائية. وخلف كاسياس حارس مرمى ايطاليا جانلويجي بوفون المتوج بالجائزة عام ،2006 عندما أسهم بدوره في تتويج الازوري باللقب الرابع في تاريخه على حساب فرنسا بركلات الترجيح. وهنا سجل أفضل حارس مرمى منذ عام 1994: 1994: ميشال برودوم (بلجيكا). 1998: فابيان بارتيز (فرنسا). 2002: اوليفر كان (المانيا). 2006: جانلويجي بوفون (ايطاليا). 2010: ايكر كاسياس (اسبانيا). جوهانسبورغ ــ أ.ف.ب |
كان خاركي وإنييستا صديقين منذ الطفولة. كانا قد لعبا معاً في مراحل الناشئين بالمنتخب وكان كل منهما يشعر تجاه الآخر بتقدير جم، رغم أنهما يدافعان عن فريقين يخوضان صراعاً دائماً وبلا هوادة ضد بعضهما بعضاً، هما جارا كتالونيا: إسبانيول وبرشلونة. ولدى إنييستا أكثر من 20 قميصاً لخاركي في منزله من جميع المباريات التي تواجها فيها منذ كانا طفلين.
وكان أول من تذكره بعد هدف الفوز هو صديقه، إذ خلع قميص إسبانيا ليظهر تحته آخر أبيض دون أكمام كتب عليه إنييستا: يداني خاركي، معنا دائماً».
لكن كانت هناك المزيد من الذكريات. إذ قال أفضل لاعبي المباراة الذي طاردته الميكروفونات وهو يحمل جائزته الشخصية على ملعب «سوكر سيتي»: «بمجرد انتهاء المباراة، توالى على عقلي الكثير من اللحظات الصعبة، لكن أحياناً تعيد إليك كرة القدم هذه الأشياء».
وخلّف إنييستا وراء ظهره العديد من الإصابات العضلية الواحدة تلو الأخرى خلال الموسم الأخير، وهي الإصابات التي منعته من تقديم أفضل مستوى لديه مع برشلونة وألقت بظلالها حول أدائه البدني مع بداية المونديال.
وقال فيكتور فالديس حارس برشلونة «كان عاماً صعباً عليه وهو يستحق ذلك الهدف»، معترفاً بأن دموعه غلبته عندما عانق زميله في النادي. ولم يكن هناك وقت للمزيد. فالمباراة كانت توشك على الانتهاء ولم يكن أحد قد تمكن من التسجيل. لكن إنييستا لا يفقد عزيمته أبداً. فقد توغل داخل منطقة الجزاء، وانتظر كي لا يسقط في مصيدة التسلل، وفتح ثغرة وسيطر على تمريرة سيسك فابريجاس.
حبس ملعب سوكر سيتي أنفاسه. وسدد إنييستا بالقدم اليمنى والكرة مرت إلى داخل الشباك. لمسها الحارس مارتين ستيكلنبرغ، لكنه لم يتمكن من إيقافها. أصبحت النتيجة 1/صفر ولم تكن تتبقى سوى أربع دقائق على نهاية الوقت الإضافي واللقب بات إسبانيا.
وانفجر إنييستا وهو الجاد دوماً، الصامت دوماً، المتزن دوماً. ونظر إلى الخلف فوجد الحكم المساعد لم يرفع الراية، لينطلق يعدو تجاه زاوية الملعب وهو يخلع قميصه.
كان المشهد شبيهاً لما فعله قبل موسمين في إياب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب «ستامفورد بريدغ» أمام تشيلسي. في ذلك الحين أدخل هدفه برشلونة إلى المباراة النهائية موسم 2008 وفتح الطريق نحو موسم مزدان بستة ألقاب.
واعترف اللاعب «26 عاماً» «سواء في ذلك الهدف أو في هدف اليوم شعرت بسعادة طاغية».
في ذلك الحين كان أول ما فعله إنييستا بعدما دفن تحت زملائه هو تذكرة زميله بويان كركيتش الذي كان قد وعده بتذكرتين في المباراة النهائية إذا ما أحرز هدفاً في لندن.
وأمس بعدما أحرز الهدف الأغلى في حياته، ارتفعت رأسه أكثر إلى أعلى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news