العاملات الباكستانيات يشجعن «برازوكا» في مونديال البرازيل
سيرتبط اسم باكستان بمونديال البرازيل 2014 من بوابة إحدى أهم وأشهر الكرات التي تستخدم في المباريات، والتي تسمى «برازوكا». ولا تعرف العاملات الباكستانيات اللواتي سهرن على تصنيع الكرة أي شيء عن المونديال وعن نجومه، أمثال ميسي، إلا أنهن سيكن حاضرات في المونديال من خلال «برازوكا».
ظروف عمل قاهرة سعت شركة أديداس إلى تحسين ظروف عمل العاملات الباكستانيات اللواتي يعملن في تصنيع الكرة من خلال شركائها المحليين بباكستان، إلا أن الواقع يخالف هذا الأمر من خلال ظروف عمل قاهرة وصعبة في معمل يقع ضمن منطقة مغبرة ومزدحمة. ومع عجز اليد العاملة الصينية عن تلبية حجم متطلبات «برازوكا»، اختارت أديداس الشركة الباكستانية لزيادة إنتاجها مع اقتراب موعد المونديال. وفي أقل من شهر، نجح الباكستانيون في تأمين المعدات اللازمة والانطلاق في عملية التصنيع. وبراتب يتخطى بقليل 100 دولار أميركي شهرياً، وهو ما يفوق بعض الشيء الحد الأدنى للاجور في باكستان، لكنه أقل بكثير من ثمن «برازوكا» البالغ 160 دولاراً، ينكب العمال على لصق الأجزاء الستة للكرة العالية التقنية. وكانت هذه الظروف قد أثارت حفيظة جماعات حقوقية، طالبت بتحسين أجور العاملات والأماكن التي يعملن فيها، خلافاً لما يصدر عن الشركة العملاقة وشركائها في باكستان. |
وستتابع غولشان بيبي، وهي واحدة من تلك العاملات، إلى جانب زميلاتها، المباراة الافتتاحية للمونديال بين البرازيل وكرواتيا في 12 الجاري، غير أن أعينهن، بخلاف ملايين المشجعين حول العالم، لن تبحث على البساط الأخضر عن نجوم الكرة، بل ستكون شاخصة على الكرة عينها «برازوكا».
وصنعت الكرة التي ابتكرتها شركة أديداس، في سيالكو شرق باكستان على يد عمال شركة «فورورد سبورتس»، ومعظمهم من النساء. وتمتاز «برازوكا» بابتكار جديد على مستوى الهيكلية، إذ تنفرد بتناظر فريد لست لوائح متماثلة، إلى جانب هيكلية مختلفة للطبقة السطحية، توفر ميزات التحكم في الكرة وإمساكها واستقرارها، وأفضل آلية لحركتها على أرض الملعب.
وقالت غولشان التي تتطلع لانطلاق المونديال، لوكالة فرانس برس، إن «النساء جميعهن في المصنع فخورات بكون الكرات التي صنعنها ستستعمل». ويعتبر تصنيع الكرات في باكستان بمثابة تقليد قديم، على الرغم من أن البلد الذي يقطنه 180 مليون نسمة يشتهر برياضة الكريكت التي تعتبر اللعبة الشعبية الاولى. ويحتل منتخب باكستان المرتبة 159 عالمياً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وتصنع الشركة المحلية «فورورد سبورتس» منذ منتصف التسعينات كرات لحساب شركة أديداس، تستخدم في الدوري الفرنسي الأول لكرة القدم، وفي بطولة ألمانيا، ودوري الأبطال، وفي المونديال راهناً.
وتعتبر «برازوكا»، التي تعني «برازيلي»، وتشير إلى نمط الحياة البرازيلية، الكرة الأكثر اختباراً في التاريخ، فقد جربها على مدى سنتين ونصف أكثر من 600 من أفضل لاعبي العالم الحاليين والسابقين، ومنهم حارس إسبانيا ايكر كاسياس، وظهير البرازيل داني الفيش، وزميله في برشلونة الإسباني نجم الأرجنتين ليونيل ميسي، ولاعب الوسط الألماني باستيان شفاينشتايغر، والنجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، وكذلك 30 فريقاً في 10 دول في ثلاث قارات.
و«برازوكا» هي الكرة الثانية عشرة لشركة أديداس في نهائيات كأس العالم، وستخلف «جابولاني» التي أثارت جدلاً كبيراً في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لأنها صنعت «من أجل تعقيد مهمة الحراس»، بحسب ما اعتبر حينها حارس تشيلي كلاوديو برافو.
وتم استخدام «برازوكا» في عدد من المباريات الدولية الودية خلال العام الجاري، لكن بتصميم مختلف، وأيضاً في مباراة ودية جمعت بين السويد والأرجنتين في فبراير الماضي.
وتمثل «برازوكا» بتصميمها الأساور الملونة التقليدية الجالبة للحظ، المنتشرة في البلاد، إضافة الى كونها تعكس الحيوية المرافقة لكرة القدم. وكانت شركة أديداس أطلقت الكرة الرسمية الأولى عام 1970، وأطلقت عليها تيلستار، ثم اتبعتها بـ10 نسخ.