هل شارفت "حقبة لاروخا " الإسبانية على النهاية؟
بعد الهزيمة المذلة على يد هولندا (1-5) الجمعة الماضي، تحوم الشكوك حول الاداء المرتقب لمنتخب اسبانيا مع تشيلي غدا الاربعاء. فعلى رغم الاحترام الكبير الذي يحظى به أبطال العالم، إلا أن الكثيرين يخشون أن يشهد مونديال البرازيل "نهاية حقبة" بالنسبة الى لا روخا.
حتى أن الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا طرح تساؤلات حول الاداء الاسباني: "فما الذي ستفعله اسبانيا الآن للتعافي من الضربة التي تلقتها؟ وهي التي لم تعتد على تلقي خمسة اهداف". البعض ممن تابع المباراة الاولى في حانات مدريد، ما زال متمسكا بخيط الامل، وحتى بلقب عالمي ثان، ففي العام 2010 "خسرنا أيضا
المباراة الأولى"، تقول احدى المشجعات ولو بصوت خافت. لكن مشجعة أخرى تلفت انتباهها الى أن نتيجة اليوم "ليست مجرد خسارة... لقد سحقونا!"
وقد تلقت حماسة الاسبان ضربة معنوية بعد ثلاثية تاريخية تمثلت بألقاب كأس العام 2010 وأوروبا 2008 و2012.
ويقول الحكم الاسباني خافيير غوميز، مقدم النشرة الرياضية في شبكة لا سيستا: "لدي شعور بأننا وصلنا الى نهاية الحقبة الاسبانية، وبأن سلسلة الانتصارات وصلت الى خواتيمها". وبالنسبة إليه، لن تتأهل لا روخا "حتى الى المرحلة ربع النهائية".
ويضيف غوميز: ""إنها نهاية نموذج كروي قام على تكرار التمريرات القصيرة، إنه التيكي تاكا الشهير الذي طبع اداء لا روخا وبرشلونة، والذي يتراجع اليوم لصالح نموذج يرتكز على القدرة البدنية والسرعة الاضافية".
وعن المباراة المرتقبة مع تشيلي، يوضح الصحافي الاسباني أن فوز منتخب بلاده "قد يكون متاحا إنما معقدا لكون تشيلي فريقا منظما للغاية وقويا الى حد بعيد ويعتمد اللعب القاسي والضاغط".
حتى أن فوزا على تشيلي قد لا يكون كافيا لاسبانيا في المجموعة الثانية بعد كم الاهداف الذي تلقته في مواجهة هولندا.
- "التشكيلة الراهنة انتهت..." -
ويعرب الطالب المدريدي يويل بلاسا (21 عاما) عن قلقه لما ستؤول إليه مواجهة تشيلي التي "ستسعى لتحقيق التعادل". ويقول: "لا اعتقد ان في وسع اسبانيا تسجيل اكثر من هدفين". وبالنسبة اليه، خلت عملية انتقاء التشكيلة الاسبانية الراهنة من بعد النظر، فهذا الفريق "يعيش في الماضي وفي أمجاد أوروبا والمونديال السابق، وهناك لاعبون لم يتم استدعاؤهم كان يمكن أن يكونوا افضل من بعض من يحمل الوان المنتخب راهنا".
غير ان المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي كانت اكثر تسامحا مع الحارس ايكر كاسياس، وسط دعوات لاعطاء فرصة ثانية لقائد الفريق. وبحسب الصحيفة الرياضية "آس"، فإن "أكثر من 30 ألفا من رواد الانترنت" يريدون اشراك كاسياس في مباراة تشيلي في مقابل 18 ألف ومئتين يطالبون باستبادله بالحارس الاحتياطي
دافيد دي خيا. ويلفت كاتب المقال خوان خيميمنيز الى أن كاسياس ما زال يحظى باحترام الجمهور، فيما المعلقون والمتخصصون في الصحافة الرياضية يشككون في أدائه.
غير أن كاسياس الذي حمل مسؤولية الهزيمة سيكون مشاركا في مباراة الاربعاء "من دون ادنى شك"، بحسب ما يؤكد خافيير غوميز، موضحا أن "المدرب فيسنتي دل بوسكي إن تميز بشيء فهو الوفاء، واستبدال كاسياس سيكون بمثابة القضاء عليه".
ويدعو مدرب نابولي رافايال بينيتيس من جانبه الى عدم الاسراع في نعي منتخب لا روخا "الذي منحته فلسفته الكروية في الماضي انتصارات عدة ولا يجب ان يتغير كل ذلك بسبب هزيمة وحيدة". ويضيف: "على اسبانيا اليوم التفكير بالفوز وتسجيل اهداف عدة" في مرمى تشيلي.
غير ان الصحافي والكاتب انريكي غونزاليس يكتب متهكما في "ال موندو" عن اللاعبين الاسبان: "حتى بعض الجثث تلدغ".
ويضيف أن اللاعبين "يعرفون كما خصومهم كما نحن على يقين ان التشكيلة الراهنة انتهت وباتت بمثابة الجسم الميت، على رغم عدم اقصائه بعد".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news