بعد أن حجز «التانغو» مقعداً في نصف النهائي للمـــرةالأولى منذ 1990
«أرجنتين ميســي» تهدّد «هولندا روبن» بالأرض اللاتينية وذكريات 78
ستكون الأنظار شاخصة اليوم إلى «أرينا دي ساو باولو» في ساو باولو، الذي يحتضن موقعة نارية بين المنتخبين الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي، والهولندي بقيادة آريين روبن، اللذين يتقارعان على حلم طال انتظاره كثيراً، وذلك في الدور نصف النهائي من مونديال البرازيل 2014.
التركي تشاكر يدير المباراة أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن التركي جنيد تشاكر، سيتولى إدارة مباراة الأرجنتين وهولندا، المزمعة إقامتها اليوم، في إطار منافسات الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويدير تشاكر(37 عاماً) مباراته الثالثة في المونديال الحالي، بعد مباراتي البرازيل أمام المكسيك والجزائر أمام روسيا، اللتين أدراهما في دور المجموعات. ريو دي جانيرو ــ د.ب.أ 4 نجوم ينصح بمتابعتهم ليونيل ميسي (الأرجنتين) عملاق برشلونة وأحد أهم الأوراق في التانغو، الذي يحمل على عاتقه حلم استعادة اللقب. آريين روبن (هولندا) يمتاز بالسرعة والمهارة الفردية العالية التي تجعله من أفضل لاعبي العالم. روبن فان بيرسي (هولندا) هداف من الطراز الرفيع، لفت الأنظار منذ هدفه الأول في المونديال أمام إسبانيا. غونزالو هيغواين (الأرجنتين) سجل هدف الفوز في مباراة بلجيكا، وربما يجدد موعده مع الشباك، لإمكاناته الهجومية. لمشاهدة مقارنة بين الفريقين، يرجي الضغط على هذا الرابط. |
ويدخل الطرفان إلى هذه المواجهة المرتقبة، وكل منهما يدرك ان الفوز بها سيفتح الباب أمامه لتحقيق حلم لطالما لهثا خلفه، فالأرجنتين لم تفز باللقب منذ 1986، وهولندا لم تدخل حتى الى نادي الأبطال رغم الأجيال الرائعة التي مرت لديها عبر السنين، وقادتها الى المتر الاخير حيث سقطت ثلاث مرات آخرها في النسخة الاخيرة عام 2010 في جنوب افريقيا، حين ذهب الحلم ادراج الرياح بهدف قاتل من الاسباني اندريس انييستا في الدقيقتين الاخيرتين من الشوط الإضافي الثاني.
ومن المؤكد ان هذه المواجهة تعيد الى الأذهان نهائي عام 1978، حين خرجت الأرجنتين فائزة بعد التمديد بثلاثة اهداف لماريو كامبيس (هدفان) ودانييل بيرتوني، مقابل هدف لديك نانينغا.
ورغم ان هولندا تمكنت من تحقيق ثأرها عام 1998، بفوزها على «لا البيسيليستي» 2-1 في الدور ربع النهائي، لكن حسرة خسارة النهائي الثاني على التوالي بالنسبة لمنتخب «الطواحين» ليس بالأمر الذي يمكن تناسيه بسهولة، وبالتالي سيدخل رجال المدرب لويس فان غال الى هذه المواجهة وهم يبحثون عن تحقيق ثأر عمره 36 عاماً على الأرجنتيين الذين يوجدون في دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1990.
ويمكن القول ان ساعة الحقيقة دقت امام الأرجنتين ونجمها الكبير ليونيل ميسي، بعد ان تمكن «لا البيسيليستي» من تخطي عقدته مع دور نصف النهائي بتغلبه على بلجيكا الواعدة بهدف سجله غونزالو هيغواين.
وأصبحت الفرصة متاحة الآن امام الأرجنتين، التي ستفتقد خدمات لاعب مؤثر جداً هو انخل دي ماريا بسبب الإصابة، لكي تقول «لقد عدت مجدداً بين الكبار» لأنها على بعد 90 دقيقة من النهائي الخامس في تاريخها.
ودائما ما كانت الأرجنتين مرشحة للفوز باللقب العالمي، لكن «عدادها» توقف عند تتويجين في 1978 مع ماريو كامبس، و1986 مع دييغو مارادونا، الذي كاد يقودها الى لقب ثالث عام 1990، لكن المنتخب الألماني حرمها ذلك بالفوز عليها في النهائي.
وهنا يأتي دور ميسي، الساعي الى الانضمام لهذين الأسطورتين، بعد ان عجز عن ذلك سابقاً، حيث توقف مشوار «لا البيسيليستي» عند الدور ربع النهائي عامي 2006 و2010، وفي المرتين امام ألمانيا بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) وبرباعية نظيفة على التوالي.
ويمكن القول ان ميسي ارتقى اخيراً الى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه منذ ان سلمه شارة القائد المدرب السابق مارادونا، الذي قال علنا ان «ليو» هو خليفته، اذ لعب دوراً حاسماً في وجود بلاده هنا بعد سجل اربعة اهداف مصيرية ضد البوسنة (2-1)، وايران (1-صفر)، ونيجيريا (3-2)، اضافة الى تمريرة كرة الهدف الذي سجله انخل دي ماريا ضد سويسرا (1-صفر) في الدور الثاني. اما بالنسبة لهولندا، فتبدو مستعدة اكثر من اي وقت مضى لكي تفك عقدتها مع النهائيات العالمية بقيادة مدرب محنك بشخص لويس فان غال، وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين وشبان واعدين.
لقد وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت امام مضيفتها ألمانيا الغربية 1-2 في زمن «الطائر» يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على ارض الأرجنتين، قبل ان تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها اندريس اينييستا في الدقائق الاخيرة من النهائي. عندما قاد المايسترو رينوس ميتشلز البلاد المنخفضة من دكة البدلاء في سبعينات القرن الماضي، ترجم الهولندي الطائر يوهان كرويف فلسفته، فاخترع منتخب الطواحين كرة شاملة استعراضية لاتزال عالقة في الأذهان أورثتها لاحقاً لتشكيلات اياكس امستردام وبرشلونة وغيرهما، وترجمها الثلاثي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد مع ميلان الإيطالي.
في تصفيات 2014، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الاخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها الى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1 فكانت اول المتأهلين الى بلاد السامبا، ثم بدأت مشوارها في النهائيات باستعراض ناري امام اسبانيا حاملة اللقب، وثأرت شر ثأر من الاخيرة باكتساحها 5-1، لكنها عادت بعدها لتعاني بعض الشيء امام استراليا (3-2) ثم تشيلي في مباراة هامشية للمنتخبين (2-صفر)، قبل ان تتخلص من المكسيك في الدور الثاني بصعوبة بالغة 2-1، بعد ان كانت متخلفة حتى الدقيقة 88. وفي الدور ربع النهائي، قدم الهولنديون اداء هجومياً رائعاً امام كوستاريكا، لكن الحظ والحارس كيلور نافاس وقفا بوجههم، ما اضطرهم للجوء الى ركلات الترجيح التي ابتسمت لهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news