لماذا تفوقت الأرجنتين على هولندا

باتت الأرجنتين على بعد خطوة واحدة من استعادة أمجادها والتتويج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها، بعد أن ضربت موعداً مع المنتخب الألماني في نهائي المونديال بعد غد على ملعب ماراكانا، عقب تخطيها عقبة هولندا في نصف النهائي فجر أمس بركلات الترجيح 4-2، في اللقاء الذي أقيم على ملعب أرينا كورنثيانز بمدينة ساوباولو البرازيلية.

ورغم عدم ارتقاء مواجهة «التانغو» مع «الطواحين» إلى قدر الطموحات وخلوها من الإثارة والأهداف، إلا أن المنتخب الأرجنتيني نجح في التعامل بواقعية شديدة مع نظيره الهولندي، وكانت هناك خمسة أسباب منحته التفوق على وصيف النسخة الأخيرة للمونديال بجنوب إفريقيا 2010. وعانى الهولنديون طويلاً من أجل اختراق دفاع الارجنتين الذي وقف سداً منيعاً امام روبن وزملائه بسبب خطة التزم به كل لاعبي التانغو من اجل تحقيق هدف واحد فقط لاغير، الوصول إلى النهائي، بأي طريقة كانت.

 

الأداء الدفاعي

تشتهر الأرجنتين بطريقة لعبها الهجومي دائماً ولجوء المنتخبات المنافسة إلى الدفاع أمامها، إلا أن مدرب «التانغو» أليخاندرو سابيلا فاجأ الجميع بطريقة لعب دفاعية، وأداء متحفظ للغاية، إذ تمركز بصفة دائمة سبعة لاعبين أرجنتينيين في وسط ملعبهم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة وسرعة ليونيل ميسي وغونزالو هيغوايين وايزكويل لافيتزي، وهو الأمر الذي جعل المباراة تسير بوتيرة بطيئة وخالية من الإثارة والهجمات الخطرة.

 

العبرة من السباعية

مباراة البرازيل وألمانيا والنتيجة التاريخية التي حققها الألمان والفوز بسباعية ألقت بظلالها على استعدادات الأرجنتين لمواجهة هولندا، إذ دخل المنتخب اللاتيني متحفظاً أمام «الطواحين»، إذ يعد الأخير إلى جانب ألمانيا من أفضل المنتخبات في البطولة في الناحية الهجومية، بعد تحقيقهما نتائج مدوية، بدأها الهولنديون بالفوز الكاسح على اسبانيا حامل اللقب بخماسية، لذلك زاد الفريق الأرجنتيني من تركيزه في كيفية ايقاف خطورة الثنائي الرهيب روبن فان بيرسي وأريين روبن، وعدم تكرار أخطاء الغريم التقليدي البرازيل أمام ألمانيا.

 

غياب أنياب هولندا

افتقدت هولندا أبرز مصادر قوتها وخطورتها على مرمى المنافسين، بظهور الثلاثي فان بيرسي وروبن وشنايدر بعيدين عن مستواهم في ظل الرقابة اللصيقة التي فرضها الدفاع الأرجنتيني عليهم، إذ اختفى فان بيرسي تماما ًعن الأنظار وخرج بعد مرور خمس دقائق من الوقت الاضافي الأول، بينما تفرغ شنايدر لمعركة وسط الملعب ولم يستطع أن يساعد زملاءه هجومياً، أما روبن فقد غاب تقريباً في الشوط الاول ثم عاد للظهور في الشوط الثاني، لكن اليد الواحدة لا تصفق، حيث افتقد للمساندة في منطقة الهجوم من بقية زملائه، وحاول الهروب كثيراً من الرقابة والرجوع إلى وسط الملعب لكن دون جدوى.

 

أخطاء فان غال

رغم أن المواجهة الأرجنتينية الهولندية غلب عليها الطابع التكتيكي والاندفاع البدني لكلا الفريقين، ولم يظهر تفوق أي مدرب على الآخر، إلا أن الهولندي لويس فان غال ارتكب أخطاء كانت كفيلة بإنهاء مسيرة «الطواحين» عند نصف النهائي، وذلك بغياب الحلول لدى مدرب مانشستر يونايتد المقبل، إذ لم ينجح في التعامل مع التكتل الدفاعي للاعبي الأرجنتين، أما الخطأ الأكبر كان استنفاده التبديلات الثلاثة مبكراً، وفقدانه فرصة اشراك الحارس البديل تيم كرول المتخصص في التصدي لركلات الترجيح، وابقاءه على ياسبر سيليسين الذي لم يتصدَ من قبل إلى أي ضربة جزاء، على عكس كرول المتألق الذي قاد منتخب بلاده لتخطي كوستاريكا بركلات الترجيح في ربع النهائي.

 

تألق روميرو

استحق حارس مرمى الأرجنتين سيرجيو روميرو الحصول على لقب رجل المباراة، وكان أحد الأسباب الرئيسة في تأهل «التانغو» إلى النهائي بحفاظه على نظافة شباكه طوال الـ120 دقيقة، قبل أن ينجح حارس موناكو الفرنسي في التصدي لركلتي رون فيلار وويسلي شنايدر، ليسهم في حسم الموقعة لصالح منتخب بلاده 4-2 بركلات الترجيح.

الأكثر مشاركة