المونديال يخلو من حكام مهد كرة القدم في العالم
ستشهد كأس العالم 2018 في روسيا، حدثاً استثنائياً تاريخياً، هو غياب الحكم الإنجليزي عن المونديال للمرة الأولى منذ 80 عاماً، بعدما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قائمة الحكام الذين سيشاركون في بطولة كأس العالم، التي ضمت 99 حكماً والمساعدين لهم، إذ توزعت القائمة على 36 حكماً رئيساً و63 حكماً مساعداً.
الحكام الإنجليز يتقاضون أعلى رواتب مقارنة بحكام الدوريات الأوروبية الأخرى. |
قضى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على أحلام وطموحات الحكام الإنجليز، بتمثيل بلادهم في بطولة كأس العالم بروسيا 2018، عندما قرر بشكل مفاجئ للمرة الأولى منذ ما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عدم اختيار أي حكم إنجليزي لإدارة البطولة الأهم على مستوى العالم.
ويعد هذا القرار الصعب بمثابة صفعة قوية من «فيفا» إلى البلد الذي يُعد مهد كرة القدم في العالم، بأن قضاة الملاعب بحاجة إلى بذل جهد أكبر، ودقة في اتخاذ القرارات، من أجل اختيارهم لإدارة مباريات هذا المحفل العالمي في البطولات المقبلة.
والمفارقة أنه بعد قرار «فيفا» بعدم اختيار أي حكم إنجليزي في القائمة النهائية لحكام مونديال روسيا، شهدت مباراة إياب ربع النهائي بين ريال مدريد ويوفنتوس، قرارات مثيرة للجدل من الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر باحتساب ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة على يوفنتوس، ويتأهل بسببها ريال مدريد إلى نصف النهائي، وتبدأ بعدها الانتقادات تطال مجدداً التحكيم الإنجليزي، وتؤكد صحة قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم باستبعاد الحكام الإنجليزي من كأس العالم.
يذكر أن الحكام الإنجليز يتقاضون أعلى رواتب مقارنة بحكام الدوريات الأوروبية الأخرى، ورغم ذلك تشكو الأندية الإنجليزية من تكرار الأخطاء الفادحة، ودوماً ما يكون التحكيم مثار انتقادات وسائل الإعلام البريطانية.
ورغم أن وسائل الإعلام البريطانية ربطت استبعاد الحكم الإنجليز من كأس العالم بتوتر العلاقات بين لندن وموسكو، على خلفية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا، إلا أن وسائل إعلام أكدت أن هذا الغياب يعد أمراً طبيعياً بسبب ضعف مستواهم في إدارة المباريات المحلية والدولية، وارتكابهم للعديد من الأخطاء التي أثرت في نتائج العديد من المباريات.
وكان الحكم البريطاني مارك كلاتنبورغ هو الحكم البريطاني الوحيد الذي تم اختياره من قبل مسؤولي الـ«فيفا» في صيف عام 2016، لكنه خسر مكانه عندما ترك وظيفته في الدوري الإنجليزي في فبراير 2017، وانتقل للعمل في المملكة العربية السعودية، إذ حاول الاتحاد الإنجليزي استبدال كلاتنبورغ، ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض الطلب، وهو ما يعني غياب الوجود البريطاني في النطاق التحكيمي لكأس العالم لأول مرة منذ 1938.
ويُعد آخر الحكام البريطانيين الذين شاركوا في إدارة مباريات كأس العالم، هو الحكم الشهير هاورد ويب الذي شارك في نسختي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، علماً أنه أدار المباراة النهائية في 2010 التي جمعت إسبانيا مع هولندا، بينما أدار ثلاثة حكام إنجليز آخرين ثلاثة نهائيات لكأس العالم، وهم جورج ريدر في 1950 ووليام لينج (1954) وجاك تيلور (1974).