رياضيون: صناعة «محمد صلاح جديد» تتطلب عملاً شاقاً
رفض رياضيون مقارنة لاعب المنتخب المصري وهداف الدوري الإنجليزي محمد صلاح، بأي لاعب عربي، سواء كان في الوقت الحالي أو الماضي، وأجمعوا أن اللاعب نجح في الصعود تدريجياً بين خمسة فرق أوروبية، موضحين أنه «يجب استغلال الحب الذي يحظى به اللاعب بين كل اللاعبين والجمهور العربي في صناعة (محمد صلاح جديد)، وذلك بالتخطيط الجيد وفق أسس سليمة، في محاولة لاكتشاف المواهب وتجهيزها للتعامل مع الاحتراف».
وطالبوا بـ«ضرورة العمل من الآن على استغلال وجود نموذج عربي ناجح، وهو اللاعب المصري محمد صلاح، في استنساخ أو صناعة لاعبين عرب جدد مثله، خصوصاً أن اللاعب قد لا يكون هو أفضل لاعب مهاري في تاريخ الكرة العربية، لكنه استطاع أن يكون الأفضل بحصوله على لقب أفضل لاعب وهداف الدوري الإنجليزي، إضافة إلى قيادته منتخب بلاده للوصول إلى كأس العالم بعد غياب دام 28 عاماً، والحصول على العديد من الإنجازات الفردية».
بدأ محمد صلاح لعب كرة القدم في نادي المقاولون العرب المصري، ولعب في أندية بازل السويسري، وتشيلسي الإنجليزي، وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وأخيراً ليفربول الإنجليزي.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن «وجود لاعب بمواصفات محمد صلاح ليس سهلاً، ويحتاج إلى خبراء ومعدين يكونوا قادرين على العمل بخطوات تبدأ من اكتشاف المواهب وتنمية المهارات وتطويرها، والعمل على تثقيف اللاعبين طبقاً لعوامل تجعل تفكير هؤلاء اللاعبين مختلفاً وتميزهم عن اللاعبين الآخرين».
استكشاف المواهب
من جانبه، أكد نجم الكرة التونسية السابق، زبير بية، أن «صناعة محمد صلاح جديد»، تتطلب عملاً كبيراً ومرهقاً وتعاون أكثر من جهة، مشيراً إلى أنه لا يوجد لاعب يستطيع أن يقدم مستويات متشابهة كل موسم، متوقعاً هبوط مستوى محمد صلاح الفترة المقبلة، لكنه أوضح أن «الأهم من هبوط مستوى اللاعب هو كيفية التعامل معه من الجمهور والإعلام والمقربين منه، لإعادته سريعاً إلى المعدّل الذي وصل إليه».
وقال زبير بية: «صناعة لاعب بمواصفات محمد صلاح، تتطلب في المقام الأول فريق استكشاف للمواهب، سواء من قبل النادي أو مدربين، ويجب أن يتمتع هذا اللاعب بالموهبة والسلوك الحميد أيضاً، ثم يجب صقل هذه الموهبة، بداية من الموهبة الفنية والشخصية، وهذا ما يميز نموذج محمد صلاح، الذي يجب أن يدرّس، حيث تتميز شخصيته بالتأقلم السريع وإتقان الموهبة وتطويرها، ومر بمراحل كثيرة وصعبة».
وأوضح: «محمد صلاح تحيط به مجموعة من العوامل تجعله يستقر، سواء من ناحية الزوجة أو الأصدقاء، وكلها أمور ساعدت اللاعب على الاستقرار والتأقلم بشكل كبير، إذ إن الجوانب العائلية المحيطة باللاعب تؤثر فيه بشكل كبير، وهذا يؤكد أن ما وصل إليه محمد صلاح نتيجة عمل ومجهود جماعي كبير».
وطالب زبير بية، عدم مقارنة محمد صلاح بأي لاعب آخر، سواء لعب في الماضي أو يلعب حالياً، وقال: «اتركوا محمد صلاح يلعب ويعيش فترته التي تشهد تألقه، ولا يجب أن يضع محمد صلاح نفسه في مقارنة، لأن عند وضع أي لاعب في مقارنة سيخسر، والدليل اللاعب نيمار، الذي خسر كل شيء عندما تمت مقارنته باللاعب الأرجنتيني ميسي».
وحدد زبير بية، خطوات العمل على اكتشاف «محمد صلاح جديد» وهي: «اكتشاف الموهبة، والعمل عليها داخل الملعب وخارجه، وتوفير الحماية من خلال عدم المبالغة في مدحه، وعندما يكون مستواه هابطاً لا نبالغ في ذمه، ومساعدته في أن يكون انساناً متوازناً داخل الملعب وخارجه».
وتوقع أن يستمر محمد صلاح في المستوى نفسه، لكن بنسبة أقل تهديفياً، وأضاف: «يجب التعامل في هذه الفترة بعقلانية من اللاعب، فمثلاً البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يظهر بالشكل المطلوب في الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ، لكنه عاد وتألق أمام برشلونة في الدوري الإسباني».
الاستمرارية
من جانبه، أوضح لاعب المنتخب الوطني وفريق الخليج السابق خليل غانم، أن «مشكلة اللاعب العربي هي الاستمرارية في التألق والعطاء، وأن الفرق بين اللاعب العربي والأجنبي هو عقلية اللاعب الأجنبي التي تدفعه دائماً إلى الاستمرارية في العمل والعطاء من أجل تقديم المزيد».
وقال خليل غانم: «مما لا شك فيه أن هناك لاعبين أفضل من محمد صلاح، وقد كان هناك أفضل منه من قبل، لكنهم اختفوا لأن هذه عقلية وطبيعة اللاعب العربي بشكل عام، والأمثلة كثيرة مثل عمرو ذكي، رياض محرز، أحمد حسام ميدو، وغيرهم الكثير، وقفوا عند حد معين، وأتمنى أن يوفق محمد صلاح ويستمر في ما يقدمه سنوات مقبلة، وليس موسماً واحداً فقط».
لاعب مختلف
من ناحيته، أكد لاعب الوحدة والمنتخب الوطني السابق، ياسر سالم، أن لاعب ليفربول ونجم المنتخب المصري محمد صلاح، مختلف من كل الجوانب، وأعطى قيمة وزخماً إعلامياً لفريق ليفربول الإنجليزي، ومن الصعب مقارنته بلاعب آخر.
وقال: «محمد صلاح لاعب منظم ومنضبط، وضع أهدافاً له، ويسعى إلى تحقيقها، وكان عنده صبر في بداية مشواره، لم يلعب كثيراً في تشيلسي الإنجليزي وذهب إلى فيرونتينا الإيطالي ثم إلى روما، وكانت لديه مشكلة تهديفية، لكنه نجح في تخطي ذلك مع ليفربول الإنجليزي وأخرج كل ما لديه».
وأكد ياسر سالم، أن محمد صلاح يعد الآن واحداً من أفضل النماذج لكل اللاعبين العرب في المحافظة على القمة والمستوى المتميز الذي يظهر به، وأضاف: «هناك تقارير كثيرة تفيد بأن الجمهور في أميركا يتابع محمد صلاح الآن، ويعد تأثيره كبيراً في نبذ العنصرية من ملاعب كرة القدم، ونشر أخلاق الإسلام والوجه العربي المشرّف».