مبابي وريث عائلة رياضية أصولها كاميرونية - جزائرية
موهبة رائعة انتقلت إليه عن طريق الوراثة أم بلورتها خبرة أقاربه؟ من الوالد ويلفريد الكاميروني الأصل والمدير في نادٍ باريسي، أو الوالدة الجزائرية الجذور فايزة العماري محترفة كرة اليد سابقاً، يعد كيليان مبابي وريث عائلة رياضية مرموقة وراسخة في أوساط كرة القدم.
ما النقاط المشتركة بين نجم كرة المضرب الإسباني رافاييل نادال، لاعب كرة اليد الفرنسي نيكولا كاراباتيتش، ولاعب كرة السلة الفرنسي يواكيم نواه وكيليان مبابي؟ إذا كانوا جميعاً أبطالاً في مسابقاتهم، الا أنهم يتشاركون حقيقة في انضمام أحد أفراد أسرتهم إلى وسط رياضي عالي المستوى.
في حالة اللاعب الفرنسي رقم 10، يبلغ عددهم أربعة على الأقل، بالاضافة إلى والديه، لدى الموهبة الفرنسية شقيق بالتبني هو جيريس كيمبو ايكوكو المحترف راهنا في تركيا وفي السنوات الست الماضية في الملاعب الخليجية. عمه بيار مبابي كان المدير الرياضي في نادي سيدان، أمّا شقيقه الأصغر ايثان فقد انضم إلى فريق الناشئين في باريس سان جرمان.
بحسب النجم الدولي السابق ألان جيريس، الذي شاهد ابنه تيبو (37 عاماً) يحترف في الدوري المحلي بدءاً من مطلع الألفية الجديدة، الأمر «يساعد في التوجيه لكن ليس تلقائياً: إذا لم تكن لديك المهارات».
وتابع «يمكننا مرافقة الابن لأننا نعرف الوسط، لكن ليس من السهل دائماً التأقلم على المستوى المعنوي عندما تكون معروفاً».
ولا يعاني الوالد ويلفريد (47 عاماً) هذا النوع من المشكلات. أصبح اللاعب السابق على المستوى المناطقي مديراً ومدرباً لفريق بوندي (سين-سان-دوني)، حيث واكب الخطوات الأولى لابنه مذ كان بعمر الرابعة.
يقول عنه رئيس النادي عثمان عيروش لـ«فرانس برس»: «عمل ويلفريد لهذا النادي لمدة 25 عاماً، قدم له اموراً كثيرة و(منحه) الصرامة. تعلم منه المدربون كثيراً وسيترك بصمة مهما حصل». يصفه بـ«الإنساني، يستمع إلى الناس، جدي في عمله لكنه عادل».
نجاحه الأول. أصبح الوصي القانوني للطفل جيريس كيمبو ايكوكو القادم من جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي نجح في الاحتراف مع رين قبل اختياره في منتخب فرنسا للناشئين، مصمماً بالسير على خطاه، قطع كيليان خطوات عدة في زمن قياسي: مركز كليرفونتين الكروي، مركز تكوين موناكو ومنتخب فرنسا الأول.
بفضل خبرة الشقيق جيريس، يقول ألان جيريس الذي أطلق على كيبمو ايكوكو اسمه «بالطبع، لكن أعتقد أنه حصل على التعليم ايضاً. نشعر بأنه متوازن لأنه يملك قواعد عائلة قوية» لتحقيق النجاح.
ولكن حالة مبابي ليست معزولة، فقد أصبحت رائجة في كرة القدم الفرنسية في الأعوام الأخيرة.
بحسب محمد كوليبالي، المدير الرياضي في نادي سارسيل، «قبل 20 عاماً، لم تكن كرة القدم الرياضة الملكة في فرنسا. في المقابل، يتمتع الكثير من نجوم اليوم بالحظ لتكييفهم من قبل آباء يتمتعون بثقافة رياضية وكروية، وهذا يعني أنهم قادرون على تموينهم بزاد إضافي مما يقدمه المدرب».
إلى أي مدى يسهم هذا الدعم العائلي في صناعة الفارق؟ يقول كوليبالي «يعطونهم الرموز، يكيفونهم ويضعونهم في الإطار. لم يعد الأمر كقبل 15 أو 20 عاماً، ولد يلعب في الشارع كرة غير منضبطة لكنه موهوب كثيراً، نضعه في إطار قبل توقيعه عقد احترافي. لم يعد يكفي هذا الأمر اليوم».
موهبة فطرية وعائلة مطلعة إلى جانبه: خلطة نجاح كيليان مبابي.