أكدوا أن «لاعب المحور» الأهم في الفريق
رياضيون: «الجندي المجهول» سبب تألق فرنسا وكرواتيا وخسارة البرازيل
أكد عدد من الرياضيين أن لاعبي الارتكاز في فرق كرة القدم، الذين يطلق عليهم اسم «الجندي المجهول»، أصبحوا اليوم العنصر الأهم والأبرز، ويخطفون الأضواء في تشكيلة أي مدرب يسعى للفوز والاستمرار في المنافسة، موضحين أن الأمثلة كثيرة وكانت سبباً رئيساً في فوز فرنسا بكأس العالم روسيا 2018، كما كانت سبباً في وصول كرواتيا إلى المباراة النهائية، وفي خروج البرازيل أيضاً.
وشهدت بطولة كأس العالم روسيا 2018 مجموعة رائعة من اللاعبين في هذا المركز، ومن المرات القليلة التي يحصل على جائزة أفضل لاعب في كأس العالم لاعب ارتكاز وهو لاعب كرواتيا لوكا مودريتش، كما كان سبباً رئيساً في خسارة منتخب البرازيل في البطولة هو غياب لاعب الارتكاز كاسميرو، وبالتالي أصبح هذا المركز هو أهم ما يبحث عنه أي مدرب في أي فريق حالياً.
وأكد الرياضيون أيضاً لـ«الإمارات اليوم»، أن المنتخب أو الفريق الذي يملك لاعب ارتكاز على مستوى عالٍ، وقادر على استخلاص الكرة والقيام بدور صانع الألعاب يكون منتخبه أو فريقه «محظوظاً»، إذ إن هذا النوع من اللاعبين أصبح عملة نادرة، وسبب نجاح كثير من المنتخبات والفرق، سواء في كأس العالم أو خارج البطولة بشكل عام.
الجندي المجهول
أوضح لاعب النصر السابق سالم ربيع، أن بطولة كأس العالم غلب عليها طابع التكتيك الدفاعي والمنظومة الدفاعية، وهذا يتطلب انضباطاً وصبراً من اللاعبين، وعدم الاندفاع، وهذا ما تميز به المنتخب الفرنسي، الذي استحضر روح لاعبي البرازيل في مونديال 94، وإيطاليا 2006.
وقال سالم ربيع: «الفريق الكرواتي كان يمتلك الثبات الانفعالي في مبارياته التي لعبها، كما أن المعد البدني في منتخب كرواتيا كان له دور مهم في ذلك، خصوصاً أن الفريق لعب ستة أشواط إضافية في ثلاث مباريات متتابعة، والفريق الذي يمتلك لاعبين متميزين في مركز المحور (لاعب الدائرة 6)، يكون لديه توازن وانضباط وتحكم في رتم المباراة بشكل سلس، ومن الفرق التي كان لديها لاعبون متميزون، استطاعوا الوصول إلى المباراة النهائية والفوز بالبطولة أو المركز الثاني».
وضرب سالم ربيع مثلاً بالمنتخب البرازيلي أنه في بطولة 1994 كان لديه دونغا وماورد سيلفا، وجلبيرتو وكلمرسون، في البطولة التي توّج فيها باللقب أيضاً 2002، والبرازيل 2018 كاسميرو وباولينيو، وتابع: «مع العلم أن المباراة التي غاب عنها كاسميرو أمام بلجيكا خسر المنتخب، بسبب فقدان خط الوسط، وامتلاك بلجيكا له، وهو يضم لاعبين مميزين أيضاً في هذا المركز، وهذا دليل على أهمية لاعب المحور».
وأضاف لاعب النصر السباق: «فرنسا 1998 كان لديها باتريك فييرا وديشامب وماكليلي، وفي بطولة روسيا 2018 امتلكت فرنسا بوغبا وكانتي ونزونزي، ومنتخب إسبانيا في بطولة 2010 كان يملك الونسو وبوسكتس وانييستا وفاز باللقب، وأيضاً منتخب كرواتيا في هذه البطولة امتلك راكيتش وبروزينتش، وكذلك ديمبيلي وفيتسل في الفريق البلجيكي».
وأوضح سالم ربيع أن الدور الذي يقوم فيه لاعب المحور دائماً ما يكون مخفياً، لذلك يسمى اللاعب أو «الجندي المجهول»، ولابد أن يمتلك من الصفات القيادية، ولديه القدرة على افتكاك الكرة وبناء الهجمة وقراءة اللعب للضغط على مفتاح اللعب، وعدم إعطائه فرصه للبناء أو الهجمات المرتدة، مع التغطية خلف الظهير المتقدم للمساندة الهجومية، ومن اللاعبين الذين يمتلكون المعدل البدني العالي الذي يساعدهم على القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية.
رمانة الميزان
أكد مدير المنتخب الأولمبي الوطني والمحلل الرياضي جمال بوهندي، أن خط الوسط في أي فريق أو منتخب هو الأهم في الفريق، وقال: «خط الوسط في الفريق هو من يضبط المنظومة الدفاعية والهجومية، هو من يقوم بالجانب الدفاعي أثناء الدفاع، ومطالب بالمساندة الهجومية، ومهمته دائماً تكون صعبة، حيث يجب عليه تخليص الكرة وبناء الهجمات ونقلها إلى الهجوم، لذلك يطلق على هذا الخط رمانة الميزان».
وأضاف جمال: «أي فريق أو منتخب يملك اثنين مميزين من اللاعبين في محور الارتكاز يكون محظوظاً وقادراً على المنافسة والفوز، خصوصاً إن كان هذا اللاعب أو محورا الارتكاز قادرين على استخلاص الكرة في الدفاع، ويملكان كرة جيدة أو صناعة اللعب، وهذه عملة نادرة لا توجد كثيراً، ولكننا وجدناها في كرواتيا عند راكيتيتش، ومودريتش، وفي فرنسا أحرز اللاعب بوغبا هدفاً في نهائي كأس العالم، وهو يؤكد تفرد هؤلاء اللاعبين بميزة صناعة اللعب، والقيام بالأدوار الهجومية، إذ دائماً ما يكون هذا المركز قادراً على صناعة اللعب وقطع الكرة».
«عملة» المدرب
أكد لاعب العين والمنتخب الوطني السابق سالم جوهر، أن لاعبي الارتكاز هم عملة أي مدرب يريد الفوز، ودائماً ما يبحث عن الفوز، والأمر غير مقتصر على كأس العالم فقط، وإنما أي فريق، ولا يفهم هذا الحديث أو أهمية هذا اللاعب في الفريق إلا من يعمل في كرة القدم، وقد أصبح محورا الارتكاز عملة أي مدرب يريد النجاح والفوز.
وقال سالم: «ريال مدريد ارتبطت فترات تألقه بوجود لاعبي ارتكاز على مستوى عالٍ، مثل ماكاليلي، وآلان مورديتيش وركادتيتش، وفي منتخب مصر نجد محمد النني، وهو لاعب ارتكاز مصري استطاع أن يوجد في واحد من أكبر أندية العالم (الأرسنال الإنجليزي)، وبالتأكيد لولا أهمية ما يقوم به لكان اللاعب خارج هذه المنظومة الاحترافية، فرنسا نجحت بوجود كونتي، وبوغبا، وكرواتيا أيضاً بسبب لاعبي الارتكاز فهم أهم لاعبي الفريق».
ومن جانبه، أكد مدير فريق النصر السابق خالد عبيد، المهمة الصعبة التي دائماً ما توكل للاعبي الارتكاز في قطع الكرات، وبناء الهجمات، والقيام بالأدوار الهجومية والدفاعية، وهو سبب تألق رباعي القمة، خصوصاً المنتخب الكرواتي الرائع، الذي أثبت للجميع قدرة أي منتخب على الوصول إلى ما يريد بالعزيمة والكرة الجميلة والثبات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news