منتخبات تخلت عن هويتها.. المنطق غلب المتعة.. وعقلية اللاعبين تطورت
أكد رياضيون أن معظم المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في قطر تخلت عن هويتها الفنية المعتادة لصالح انتهاج الأسلوب الأوروبي، بسبب اعتماد مدربيها بشكل رئيس على اللاعبين المحترفين في أوروبا، في وقت قدمت فيه الدوريات الخمسة الكبرى وحدها 418 لاعباً للمنتخبات الـ32 المشاركة، وهو ما يمثل نصف العدد الإجمالي لجميع اللاعبين، والبالغ 831 لاعباً.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن «من بين أسباب تخلي المنتخبات عن أسلوبها المعتاد، أن المنطق غلب المتعة، وأن كرة القدم تغيّرت مقارنة بالعقود الماضية، وأن اللعب في الأندية الأوروبية يطور من عقلية اللاعبين، خصوصاً أن المنافسة في دوريات القارة العجوز تعتبر قوياً للغاية».
ومع انتصاف مباريات المونديال، كان واضحاً محاولات المنتخبات غير الأوروبية تطبيق الأسلوب الأوروبي المبني على الجانب الدفاعي، والتزام اللاعبين بمراكزهم بصورة صارمة، ومحاولة الاستحواذ على الكرة، والتحلي بالصبر بشكل متقن يعجز معه المنافس على مسايرة مجريات الأمور، لكن ذلك كان سبباً في أن يجعل المنتخبات تظهر بأسلوب متشابه، تحوّل معه المونديال إلى ما يشبه كأس أمم أوروبا، لكن بلاعبين عالميين.
وولّت الأيام التي كانت فيها الجماهير تنتظر كل أربع سنوات للاستمتاع بأسلوب كل منتخب على طريقته الخاصة، على غرار المنتخب البرازيلي الذي كانت فيه شعبيته مرتفعة، نظراً لتقديم لاعبيه فواصل مهارية واستعراضية ممزوجة بالأداء، وتسجيل منتخبات القارة اللاتينية حضورها هي الأخرى بمستوى خليط بالمتعة، وتقديم منتخبات القارة الإفريقية نفسها من خلال الاندفاع البدني والقوة الجسمانية، واعتماد منتخبات آسيا على التنظيم الدفاعي الجيد والهجمات المرتدة.
وقال الخبير الفني بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عبدالله حسن، إن «كل منتخب لديه هويته، ولكن المنطق غلب على كل شيء، لأن المشاركة في كأس العالم تتطلب اللعب بمنطقية أكثر، وليس الميل للاستعراض، كما أن الأجهزة الفنية تدرك أن اللعب بمنطق هو ما قد يساعدها في المنافسة على اللقب على حساب المتعة».
وأضاف: «صحيح أن لكل منتخب هويته، ولكن عقلية اللاعبين تطورت، وأصبحوا مطالبين بمواكبة الأسلوب الحديث، فعلى سبيل المثال في الدوريات الأوروبية، فإن حارس المرمى تكون له أدوار إضافية، وليس الوقوف بين الخشبات الثلاث، كما أن المنتخبات الأوروبية أصبحت تهتم بجودة اللاعبين، ولو كان من خلال الاستفادة من المواليد».
من جهته، أكد وكيل اللاعبين، التونسي عمر الصادقي، أن «خريطة كرة القدم تغيرت، والهوية التي كانت تقدمها المنتخبات خلال مشاركاتها في كأس العالم خلال حقبة الثمانينات والتسعينات انتهى عصرها لصالح التطور الكبير الذي كان له الأثر الواضح في فقدان المنتخبات للهوية، وأصبحت لا تلعب بطريقتها ولا بأسلوب يناسبها».
وقال الصادقي إن الكثير من المنتخبات قدمت نفسها بطريقة لا تشبهها، ولا بالنهج المعروف عنها. وأضاف: «لاعبو المنتخبات الإفريقية وأميركا اللاتينية ينشط معظمهم في الدوريات الأوروبية، وحينما يشاركون مع بلادهم، فإن أسلوبهم لا يشبه الطريقة المعروفة عن هوية المنتخبات، فكرة القدم تغيرت كما قلت، وأخشى أن تتسبب زيادة عدد المنتخبات في المستقبل في إفساد البطولة».
بدوره، قال المدرب بنادي ليوا، البرازيلي فابيو إدوارد، إن منتخب «السامبا»، على غرار بعض المنتخبات الأخرى، فقد هويته، بسبب الهجرة المستمرة للاعبين إلى الدوريات الأوروبية، خصوصاً أنهم يحصلون على عقود مالية ضخمة، ويحظون بالشهرة مقارنة بالدوريات المحلية.
وقال فابيو إن «الاحتراف في الدوريات الأوروبية يختصر الطريق للاعبين نحو جمع الثروة، لكن في المقابل فإن ذلك يجعل طريقة لعبهم أشبه إلى النهج الأوروبي، وأنهم حينما يلتحقون بالمنتخبات، فإنهم ينقلون الفكر التكتيكي ذاته، وأن ذلك مع مرور الوقت أفقد المنتخبات هويتها المعروفة عنها، التي كانت تقدمها خلال المونديال».
وضرب مدرب اللياقة مثلاً بالمنتخب المكسيكي، معتبراً أن مدربه نجح في الاحتفاظ بهوية المنتخب، وقال: «استدعى قائمة خليطاً من اللاعبين المحليين والمحترفين، لكن الغالبية كانت لمن يلعبون في الدوري المكسيكي».
أكثر الأندية تمثيلاً في المونديال
المركز الأول: بايرن ميونيخ الألماني بـ17 لاعباً.
المركز الثاني: مانشستر سيتي الإنجليزي بـ16 لاعباً.
المركز الثالث: برشلونة الإسباني بـ16 لاعباً.
المركز الرابع: السد القطري 15 لاعباً.
المركز الخامس: مانشستر يونايتد الإنجليزي بـ14 لاعباً.
أكثر دوريات تمثيلاً في المونديال
1- الدوري الإنجليزي: 134 لاعباً بنسبة 16% من إجمالي عدد اللاعبين.
2- الدوري الإسباني: 83 لاعباً بنسبة 10% من إجمالي عدد اللاعبين.
3- الدوري الألماني: 78 لاعباً بنسبة 9.4% من إجمالي عدد اللاعبين.
4- الدوري الإيطالي: 67 لاعباً بنسبة 8.1% من إجمالي عدد اللاعبين.
5- الدوري الفرنسي: 56 لاعباً بنسبة 6.8% من إجمالي عدد اللاعبين.
للإطلاع على ملحق إلكتروني.. منتخبات كأس العالم، يرجى الضغط على هذا الرابط.