خدمة «سبوتيفاي» تتصدر المشهد وتقود النمو الحالي. غيتي

«كورونا» يصعد بخدمات بث الموسيقى الحية عبر الإنترنت

في الوقت الذي أحدث فيه وباء فيروس «كورونا» (كوفيد-19) جراحاً عميقة للصناعات والأنشطة العملاقة حول العالم، وأصابها بجمود وشلل، تعبر خدمات بث الموسيقى الرقمية الحية عبر الإنترنت «عين العاصفة» بثبات وقوة، وتحقق أداءً متنامياً، على صعيد توسيع قاعدة مشتركيها، وحجم العائدات والأرباح، مسجلة نمواً تجاوز 33% على صعيد المستخدمين النشطين شهرياً، ليصبح من المتوقع إضافة ما يزيد على 100 مليون مستخدم جديد لهذه الخدمات مع نهاية 2020.

المحتوى الرقمي

وأظهر تقرير حول «أوضاع خدمات بث الموسيقى الحية عبر الإنترنت»، أعدته مؤسسة «كاونتر بوينت» البحثية counterpointresearch.com أن قطاع خدمات «آو تي تي» أو «البث فوق القمة»، الذي يشمل محتوى الموسيقى والأفلام والتلفزيون المقدم عبر اتصال الإنترنت عالي السرعة، سيستفيد أكثر من جائحة «كورونا»، ويشهد ارتفاعاً كبيراً، حيث يبقى الناس في المنازل.

نمو الاشتراكات

وكشفت الإحصاءات نمو اشتراكات الموسيقى العالمية الحية عبر الإنترنت بنسبة 32% على أساس سنوي، لتصل إلى 358 مليون اشتراك في نهاية 2019، مع استمرار الطلب القوي على هذه الخدمات خلال الربع الأول من عام 2020، ويرجع ذلك إلى توافر المحتوى الحصري مثل ملفات «بود كاست» الأصلية التي جذبت الناس نحو هذه النوعية من المنصات الرقمية، وحولتهم في النهاية إلى مشتركين، فضلاً عن الأنشطة الترويجية، مثل تخفيضات الأسعار في الاشتراكات، والعروض المجمعة من شركات الاتصالات، وهذه المؤشرات تجعل من المتوقع نمو اشتراكات بث الموسيقى عبر الإنترنت بأكثر من 25% على أساس سنوي لتتجاوز 450 مليون اشتراك مع نهاية 2020.

«سبوتيفاي»

وأوضحت الإحصاءات أن خدمة «سبوتيفاي» تتصدر المشهد، وتقود النمو الحالي، ويتوقع أن تظل كذلك حتي نهاية العام الجاري على الأقل، إذ حصلت على 31% من إجمالي الإيرادات 35% من إجمالي الاشتراكات المدفوعة، وحافظت على ريادتها.

وجاءت خدمة «موسيقى أبل» في المرتبة التالية، مستحوذة على نسبة 24% من إجمالي الإيرادات، ونسبة 19% من إجمالي الاشتراكات المدفوعة، وتمكنت من توسيع قاعدة المشتركين بنسبة 36% على أساس سنوي.

أما خدمة «موسيقي أمازون» فأصبحت تستحوذ على حصة قدرها 15% في نهاية عام 2019، وخلال الربع الأول من 2020، بعدما كانت تستحوذ على 10% في عام 2018.

منافسة شرسة

ويرى الباحثون أن السوق ستشهد مزيداً من المنافسة الشرسة خلال الفترة المقبلة، وسيقع العبء الأكبر منها على عاتق «سبوتيفاي»، حيث يملك اللاعبون الآخرون مثل «أبل» و«أمازون» و«غوغل» قدرات مالية، وسيولة نقدية تمكنها من اتباع تكتيكات تسويقية تمثل منافسة شديدة لـ«سبوتيفاي»، إذ أجرت «أبل» تحسينات كبيرة على تطبيقها لـ«موسيقى أبل» الحية عبر الانترنت. كما طورت «أمازون» تطبيقها للموسيقى.

لاعبون إقليميون

من الملاحظ أن السوق ليست مفتوحة على مصراعيها أمام خدمات الموسيقي الرقمية العالمية، فاللاعبون الإقليميون يشكلون قوة متنامية لا يستهان بها، باعتبار أن هذه الخدمات مرتبطة بالأساس، بالمحتوي الثقافي والاجتماعي والفني المحلي، الذي يؤثر بصورة كبيرة في طبيعة الإنتاج والاستهلاك والطلب.

ففي السوق الهندية، تهيمن خدمة «جاناء» علي سوق الموسيقى الرقمية الحية، والشيء نفسه يفعله تطبيق «ياندكس» في روسيا، وموسيقي «تينسيت» في الصين.

أما في العالم العربي، فيتصدر تطبيق «أنغامي» المشهد، بما يتيحه من أغان وألحان موسيقية، تغطي مختلف ألوان الموسيقى العربية القديمة والحديثة.

ويرى التقرير أن الوجود القوي للاعبين الإقليميين، لا يؤثر سلبياً في الاتجاه العام للصعود وتوسيع قاعدة المشتركين، بل يدفع سوق هذه الخدمات ككل نحو مزيد من النمو، لافتاً إلى أن اللاعبين الإقليميين والعالميين يركزون معاً على بناء محتوى حصري، في وقت يتم فيه الآن الاستحواذ على شركات الـ«بودكاست»، وإنشاء قنوات خاصة بها.

24 مليار درهم خلال 2019

جاء أكثر من 80% من عائدات بث الموسيقى من الاشتراكات المدفوعة، فيما جاءت البقية من الإعلانات والشراكات.

وجاوزت عائدات تدفق الموسيقى عبر الإنترنت 24 مليار دولار خلال عام 2019، ويعتقد القائمون على التقرير أن السوق ستستمر في النمو بمعدل يزيد على 20% على الأقل، خلال النصف الأول من العام الجاري، لتقترب عائدات الفترة من يناير إلى يوليو 2020 من 15 مليار دولار.

ويعلق المحللون آمالاً واسعة على أداء خدمة «سبوتيفاي» في تحقيق معدلات النمو والعائدات المتوقعة، إذ إن لديها حصة 31% من إجمالي عائدات الصناعة، و35% من إجمالي الاشتراكات المدفوعة، في حين تستحوذ «أبل» على نسبة 25% من إجمالي الإيرادات، و20% من الاشتراكات المدفوعة.

الأكثر مشاركة