تطبيق صيني يستفيد من البطالة وأزمة «كورونا» للاستحواذ على سوق التطبيقات
«زين» يتجاوز مليار مرة تنزيلاً خلال شهر ويتصدر «آب ستور»
قفز تطبيق محمول صيني جديد يحمل اسم «زين» إلى المركز الأول على متجر التطبيقات «آب ستور» أخيراً، باعتباره أسرع التطبيقات المجانية انتشاراً، كما أصبح ضمن قائمة أكبر 10 تطبيقات مجانية على متجر «غوغل بلاي»، بعدما تجاوز مليار مرة تنزيلاً، رغم إطلاقه في بداية شهر مايو فقط، ليصبح هو الصاروخ الجديد الذي يحلق في عالم التطبيقات المحمولة.
ووفقاً لمراجعات قام بها موقع «ماشابل» mashable.com، المتخصص في التقنية، فإن تطبيق «زين» الجديد، يعد ضربة صينية موجعة لتطبيق «تيك توك» الأميركي لمقاطع الفيديو القصيرة ذات الاتجاه الرأسي، فهو نسخة مطابقة له في كل شيء، ويستحوذ على المستخدمين بسرعة غير متوقعة، والاختلاف بينه وبين «تيك توك» يتمثل في مؤقت العد التنازلي مع علامة الدولار في المنتصف والتي تحوم فوق كل فيديو على «زين».
ادفع للمستخدم
ويتيح تطبيق «زين» للمستخدمين، تحميل مقاطع الفيديو القصيرة وتعديلها ومشاركتها، وكما هو الحال مع تطبيق «تيك توك»، يقوم «زين» بإحالتك مباشرة لمشاهدة مقطع فيديو في المرة الأولى التي تفتح فيها، وإذا كنت ترغب في كسب المكافآت، فعليك الاشتراك والتسجيل، وعليك أيضاً تسليم بعض المعلومات الشخصية إلى «زين»، ولا يوجد خيار لإنشاء حساب مباشرة مع «زين»، بل يجب ربطه ببعض الخدمات الأخرى، مثل «غوغل» أو «فيس بوك» أو «تويتر» أو رقم هاتفك.
ويتبنى «زين» أسلوب «ادفع للمستخدم واربح من الإعلانات»، وهو أسلوب التسويق الأكثر شعبية في الصين وأميركا الشمالية والعديد من مناطق العالم، خاصة في ظروف البطالة والإغلاق واضطراب الأعمال السائد حالياً بسبب وباء «كورونا»، وفي المناطق الأقل دخلاً كذلك. وفي هذا السياق، قال موقع «ماشابل» إن التطبيق يقوم عبر خدمة «باي بال» وغيرها، بدفع ما يعادل دولار للمستخدم، بمجرد قيامه بتنزيل وتثبيت التطبيق على هاتفه، والقيام بأول عملية دخول واستخدام للتطبيق، ثم 20 دولاراً مقابل إقناعه لأول مستخدم آخر بتنزيل وتشغيل التطبيق، ثم 10 دولارات بعد ذلك مكافأة على كل خمسة مستخدمين جدد يقنعهم بالاستخدام.
ويستمر الأمر على هذا النحو أثناء المشاهدة أو إنتاج وبث المحتوى، ويمتلئ المؤقت أو «سلة المستخدم» بالنقاط التي توضع في رصيده داخل التطبيق، ثم يتم استبدالها بعد ذلك.
وفي مقابل المدفوعات التي يقدمها التطبيق لمستخدميه، يحصل التطبيق على عائداته من الإعلانات التي تظهر عليه. وبحسب الاستراتيجية التي يعمل بها التطبيق، فإن الفارق بين عائد الإعلانات والمدفوع للمستخدمين يمثل ربحية واعدة.
ونفذ التطبيق هذه الاستراتيجية بكل جدية، وظهرت على مواقع التواصل، وعبر العديد من مواقع الإنترنت، مئات من صور إيصالات الدفع، وإشعارات التحويل التي نشرها كثير ممن قاموا بتنزيل التطبيق والعمل عليه، وحصلوا بالفعل على أموال وهدايا، ما فجر موجة كبيرة من الإقبال عليه، جعلته يحتل المركز الأول على «آب ستور»، وضمن قائمة أهم 10 تطبيقات على «غوغل بلاي».
وأكد محللون أنه في حال تمكن «زين» من جذب المزيد من منشئي المحتوى الشرعيين، فمن الممكن أن ينجح في تطويق «تيك توك» والتفوق عليه.
المطور الأساسي
ولم يتحقق هذا النجاح من فراغ، فالمطور الأساسي لتطبيق «زين» شركة صينية ناشئة تدعى «عوالي»، وتم الاستحواذ عليها بواسطة شركة صينية أخرى هي «كوايشو»، التي تدير أحد أكبر تطبيقات الفيديو داخل الصين، والمعروف باسم «دوين» وهو النسخة الصينية من «تيك توك» الأميركي.
ثم أطلقت «زين» لينافس «تيك توك» في عقر داره بالولايات المتحدة وأميركا الشمالية، ثم العالم أجمع بعد ذلك، وبالتالي فإن «زين» هو ثاني تطبيق صيني يحاول تطويق وخنق «تيك توك» الاميركي داخل الصين وخارجها.
القيمة السوقية
تلقت «كوايشو» أخيراً استثماراً بقيمة ملياري دولار من شركة «تينسنت»، عملاق التكنولوجيا الصيني، وشركات ومؤسسات تمويل صينية أخرى، وتقدر قيمتها السوقية حالياً بنحو 28 مليار دولار، وحققت عائدات سنوية قدرها 5.7 مليارات دولار العام الماضي، ولديها أكثر من 300 مليون مستخدم نشط يومياً داخل الصين وحدها، وخاضت مواجهة ومنافسة شرسة ضد شركة «بايت دانس» المالكة لتطبيق «تيك توك» الأميركي، حتى إنها رفعت عليها دعوى قضائية بتهمة «المنافسة غير العادلة»، متهمة إياها بالتلاعب في تصنيفات متجر التطبيقات، وفقاً لتقارير وسائل إعلام صينية.