«فيس بوك» أكد أنه سيبدأ في إزالة المنشورات الضارة من قبل الشخصيات العامة. ■من المصدر

«فيس بوك» يغيّر سياسات المحتوى لحظر خطاب الكراهية

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة وموقع «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، أن الموقع سيشهد تغييراً واسعاً في سياسات المحتوى، لحظر وإزالة المحتوى الذي يحمل خطاباً يحض على الكراهية والتمييز والعنف، حتى لو كان صادراً عن شخصيات عامة، وذلك في إشارة ضمنية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي فجرت بعض تغريداته موجة من الضغوط، بلغت ذروتها بقرار أكثر من 100 شركة تجارية شهيرة مقاطعة «فيس بوك» إعلانياً لهذا السبب، كان آخرها شركة «كوكا كولا» التي قررت سحب إعلاناتها لمدة شهر.

ضغوط

جاء إعلان زوكربيرغ، في بيان رسمي على غرفة الأخبار بموقع «فيس بوك»، وكذلك عبر فيديو مسجل شرح فيه الرئيس التنفيذي لـ«فيس بوك» القرار، بعد ضغوط شديدة عليه، من أجل اتخاذ موقف ضد المحتوى المنشور عبر صفحات «فيس بوك» ويحمل «خطاب الكراهية».

ووصف محللون في العديد من مواقع التقنية الكبرى، ومنها موقع «ديجيتال تريندس» ذلك، بأنه انتصار لحملة «أوقفوا الكراهية من أجل الربح» التي نظمتها مجموعة من منظمات المجتمع المدني الأميركية غير الهادفة للربح، ودعت فيها إلى الضغط على «فيس بوك» ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، من أجل اتخاذ موقف أكثر تشدداً وحزماً مع المنشورات وأشكال المحتوى الأخرى كافة، التي تحض على الكراهية والعنف والتمييز.

الشرارة الأولى

وكانت الشرارة التي أطلقت حملة الضغوط على موقع «فيس بوك»، هي منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على صفحته بالموقع حول احتجاجات مينيابوليس التي أثارها مقتل جورج فلويد، والتي ذكر فيها عبارة «عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار»، وهي عبارة استخدمها في الستينات رئيس شرطة ميامي لتبرير العنف ضد المتظاهرين واستخدمها ايضاً في وقت سابق السياسي الأميركي جورج والاس، المؤيد للفصل العنصري، كما قام موقع «تويتر» بتصنيفها على أنها تغريدة تمجد العنف، ثم حظرها، لكن «فيس بوك» قرّر ألا يفعل حيالها شيئاً، ودافع زوكربيرغ شخصياً عن القرار في مناسبات متعددة.

احتجاجات

لكن هذا الموقف تسبب في اندلاع موجة من الاحتجاجات والغضب بين العاملين في «فيس بوك»، حتى تصاعد الأمر إلى إعلان الكثير من المديرين والتنفيذيين الكبار رفضهم لهذا النهج من قبل زوكربيرغ، حيث قال أحد المديرين المسؤولين في الموقع عن تصميم رسوميات «فيس بوك»، تريفور فيليبي، في منشور له: «أطلب إعادة النظر في هذا القرار وتوفير المزيد من الشفافية في العملية»، بينما قال أحد مديري البحث والتطوير في «فيس بوك» جايسون ستيرمان، في منشور آخر: «لا أعرف ماذا أفعل، لكنني أعلم أن عدم القيام بأي شيء غير مقبول، أنا موظف في (فيس بوك) وأختلف تماماً مع قرار مارك بعدم فعل أي شيء حيال منشورات ترامب الأخيرة، والتي تحرض بوضوح على العنف».

منظمات مدنية

وخارج «فيس بوك» تحركت منظمات مدنية، ونظمت حملة مقاطعة إعلانية لـ«فيس بوك»، كان في مقدمتها منظمة «لون التغيير»، ومنظمة «ناسب»، ومنظمة «إيه دي إل»، حيث بدأت الحملة في 17 يونيو الجاري تحت شعار «أوقفوا الكراهية من أجل الربح».

وبلغ، أمس، عدد العلامات التجارية الكبرى التي قررت مقاطعة «فيس بوك» إعلانياً، خلال يوليو المقبل على الأقل 100 علامة، أشهرها «فيريزون» للاتصالات، و«يونيليفير» العاملة في مجال الترفيه والإنتاج الفني، وصانع الـ«آيس كريم» (بين آند جيري)، إضافة إلى شركة الإنتاج «ماجنوليا بيكتشرز»، والعديد من سلاسل تجارة التجزئة، ثم انضم إليها أول من أمس، شركة «كوكا كولا» للمشروبات الغازية، التي أعلنت إيقاف جميع الإعلانات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي عالمياً لمدة 30 يوماً على الأقل بدءاً من أول يوليو.

حظر

وفي بيانه المقتضب حول الموضوع، قال زوكربيرغ إن «فيس بوك» سيحظر خطاب الكراهية في الإعلانات المدفوعة على المنصة وسيبدأ في إزالة المنشورات الضارة من قبل الشخصيات العامة. وأضاف: «سنحظر فئة أوسع من المحتوى البغيض في الإعلانات، على وجه التحديد، ونحن بصدد توسيع سياستنا الإعلانية لحظر الادعاءات بأن الأشخاص من عرق معين أو عرق أو أصل وطني أو انتماء ديني أو طائفة أو توجه جنسي أو هوية جنسية أو حالة هجرة، يمثلون تهديداً للسلامة البدنية أو الصحة أو بقاء الآخرين، كما نعمل على توسيع سياساتنا لتوفير حماية أفضل للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من الإعلانات التي تشير إلى أن هذه الجماعات أقل شأناً أو تعبر عن الازدراء أو الفصل أو الاشمئزاز الموجهة ضدهم».

لا استثناءات

قال الرئيس التنفيذي لشركة وموقع «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، إن «الموقع سيبدأ تصنيف المحتوى، ولن يكون هناك استثناءات للمشاركات التي تحرض على العنف أو تقمع التصويت، حيث ستتم إزالة مثل هذا المحتوى حتى عندما يُقال عن صاحبه أنه سياسي أو مسؤول حكومي».

الأكثر مشاركة