«كورونا» يرفع الإنفاق على التقنية 15 مليار دولار أسبوعياً
ارتفع الإنفاق العالمي على الاستثمار في التقنية إلى أعلى معدل له على الإطلاق خلال العام الجاري، حيث بلغ الإنفاق العالمي الإضافي على التقنية 15 مليار دولار أسبوعياً منذ يناير الماضي، وهو معدل جعل الإنفاق يتجاوز الزيادة السنوية الكاملة في ميزانيات الشركات والمؤسسات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وبرز مجال أمن المعلومات والخصوصية كأهم مجالات الإنفاق، فيما أعرب 80% من مديري التقنية حول العالم عن قلقهم على الصحة العقلية لموظفيهم بسبب ضغوط العمل.
وكان «كورونا»، السبب الرئيس وراء هذا الارتفاع غير المسبوق، لاسيما خلال الأشهر الأولى لانتشار الوباء، التي صاحبها فرض عمليات إغلاق وتوقف عن العمل على نطاق واسع.
استطلاع
جاء ذلك في النتائج التي توصل إليها أكبر استطلاع استقصائي عالمي، حول الريادة والقيادة في مجال تقنية المعلومات لعام 2020، وشارك فيه 4200 من قادة ومديري التقنية في الشركات والمؤسسات المختلفة حول العالم، يشكل إنفاقها المشترك على التقنية والاستثمار فيها نحو 250 مليار دولار. وأجرى الاستطلاع خبراء ومحللو مؤسستي «هارفي ناش»، و«كيه بي إم جي» الرائدتين عالمياً في مجال دراسات وبحوث السوق، ونشرا ملخصاً لنتائج الاستطلاع على موقع «هارفي ناش».
وحصلت «الإمارات اليوم» على النسخة الكاملة للتقرير الخاص بالنتائج، عبر خدمة التسجيل لحضور المؤتمر الإلكتروني المقرر عقده في الثاني من أكتوبر لعرض تفاصيل الاستطلاع.
تغييرات
وقال الرئيس التنفيذي لـ«هارفي ناش»، بيف وايت، إن الارتفاع غير المتوقع وغير المخطط له في الاستثمار التكنولوجي ترافق أيضاً مع تغييرات هائلة في كيفية عمل المؤسسات.
وأضاف: «مع المزيد من التغييرات التنظيمية في الأشهر الستة الماضية، التي تتجاوز ما رأيناه في السنوات الـ10 الماضية، سيكون النجاح إلى حد كبير حول كيفية تعامل المؤسسات مع ثقافتها والتفاعل مع موظفيها في عالم تم فيه تراجع الاعتماد على المقر أو المكتب التقليدي للشركة، وتغييره ليضم الآن طاولة المطبخ».
وأوضح وايت أن أكثر من 80% من مديري التقنية حول العالم يشعرون بالقلق بشأن الصحة العقلية لفرقهم، حيث ستحتاج المؤسسات إلى إعادة صياغة عرض موظفيها لجذب المواهب التي لديهم والاحتفاظ بها ودعمهم خلال جائحة «كورونا» وما بعدها.
الأمن والخصوصية
وبيّن وايت أنه مع هذه الزيادة الهائلة في الإنفاق، كان مجال الأمن والخصوصية يمثل المجال الأكبر للاستثمار خلال الوباء، إذ أكد 40% من قادة التقنية، أن شركاتهم ومؤسساتهم شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها خلال فترة الوباء، وجاءت 83% من هذه الهجمات من التصيد الاحتيالي عبر البريد الالكتروني، و62% منها من البرامج الضارة، ما يشير إلى أن الانتقال الهائل إلى العمل من المنزل زاد من تعرض الموظفين والشركات لها. وذكر وايت أنه في الوقت نفسه، كافحت المؤسسات للعثور على متخصصين مهرة في مجال الأمن السيبراني لدعم هذا التحول الدراماتيكي في العمل المنزلي، لافتاً إلى أن 35% من مديري التقنية قالوا إن أمن المعلومات هو الآن أكثر المهارات التقنية «طلباً» في العالم، وهذه هي المرة الأولى التي تتصدر فيها إحدى المهارات الأمنية قائمة النقص في مهارات التكنولوجيا العالمية.
إنفاق إضافي
ووفقاً للاستطلاع، فإن 42% من الاستثمارات التقنية ذهب إلى التطبيقات واسعة النطاق للحوسبة السحابية الموزعة، و34% منها ذهب إلى مجال تقديم البرمجيات كخدمة «ساس»، لتشكل البنية التحتية والحوسبة السحابية ثالث أهم مجال للاستثمار التقني خلال الجائحة، مع ارتفاع عدد قادة تكنولوجيا المعلومات الذين يفكرون بنشاط في مضاعفة استثماراتهم على السحابة الموزعة من 11% إلى 12% خلال عام واحد فقط.
وبالإجمال بلغ الإنفاق العالمي الإضافي على التقنية 15 مليار دولار أسبوعياً منذ بداية العام الجاري، الأمر الذي جعل الإنفاق يتجاوز الزيادة السنوية الكاملة في ميزانيات الشركات والمؤسسات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
المهارات المطلوبة
وفي ما يتعلق بالمهارات المطلوبة في مجال تقنية المعلومات خلال الوباء، كشف الاستطلاع عن أن نقص المهارات في عام 2020 كان قريباً من أعلى مستوياته التاريخية على الإطلاق، موضحاً أن مجال أمن المعلومات استحوذ على 35% من المهارات المطلوبة، تلاه مجال إدارة التغيير التنظيمي، بحصة قدرها 27%، ثم هندسة المؤسسات 23%، ومن ثم مجال الهندسة الفنية والتحليلات المتقدمة بنسبة 22%.
وعزز الوباء من فرص تقدم ونضج بعض التقنيات الناشئة، حيث قفز الإنفاق على التطبيقات الصغيرة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من21% قبل الوباء إلى 24% حالياً، وهي قفزة كبيرة في فترة بضعة أشهر فقط، كما تضاعف استخدام أدوات وبرمجيات «الأسواق الرقمية كخدمة» بأكثر من ثلاثة أضعاف، إذ ارتفع معدل نموها من 7% في العام الماضي إلى 23% حالياً، وأصبحت موجودة في واحدة على الأقل من بين كل ست مؤسسات.
ضغط كبير
أشار الاستطلاع الجديد حول الاستثمار في التقنية، الى أن الإنفاق في هذا المجال سيتعرض لضغط كبير خلال العام المقبل، وربما يتراجع بعد استيعاب صدمة الموجة الأولى لوباء «كورونا»، وحدوث التغيير الكبير في آليات وأدوات العمل، والتحول الرقمي. لكن 43% من قادة التقنية المشاركين في الاستطلاع، يعتبرون أن الزيادة الصافية في الميزانيات العام المقبل ستظل ضعف الإنفاق على التقنية في عام 2009 الذي تلا الأزمة المالية العالمية عام 2008.