وسط توقعات باستمرار انتعاشها حتى 2025 بعد 6 سنوات من التراجع
«كورونا» يزيد مبيعات الحاسبات اللوحية كبيرة الشاشة
في ظاهرة تمثل أحدث تداعيات وباء «كورونا» على سوق التقنية، تمكنت الحاسبات اللوحية كبيرة الشاشة، (قياس 10 بوصات)، من تسجيل مبيعات نشطة، نقلتها من خانة التراجع المستمرة منذ عام 2014 على التوالي، إلى خانة النمو الإيجابي، بعدما ارتفعت مبيعاتها منذ بداية العام الجاري بنسبة 1% مقارنة بمبيعاتها خلال العام الماضي، وسط مؤشرات قوية على أن معدل المبيعات سيتسارع خلال الفترة المقبلة، لتشكل مبيعات هذه الفئة من الحاسبات ثلثي مبيعات الأجهزة اللوحية ككل في عام 2025، وتنافس مبيعات الحاسبات المحمولة والمكتبية، فضلاً عن الهواتف الذكية، التي تمكنت من كسر سيطرتها على المستهلكين.
نمو سريع
ورصد هذه الظاهرة تقرير صدر عن مؤسسة «استراتيجي أنالتيكس» المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، ونشرت ملخصاً عنه على غرفة الأخبار في موقعها الرسمي.
وأوضح التقرير أن الحاسبات اللوحية أصبحت أكثر القطاعات مبيعاً للمرة الأولى خلال الأرباع الثلاثة الماضية من عام 2020، وأنها سجلت أسرع معدل نمو لها منذ عام 2014، لتصل مبيعاتها إلى 160.8 مليون وحدة منذ بداية 2020، حيث تركزت الزيادة بشكل أساسي في الأجهزة اللوحية القابلة للفصل التي يطلق عليها فئة «اثنان في واحد»، مثل «سامسونغ غالاكسي تاب إس 7»، و«مايكروسوفت برو 7»، إضافة إلى طرز «آي باد الجديدة» باستثناء «آي باد ميني»، فبعد أن كانت مبيعات الأجهزة القابلة للفصل تمثل 17% من إجمالي مبيعات الحاسبات اللوحية عام 2017، ارتفعت إلى 40% عام 2020.
«جنون»
وأضاف التقرير أن الارتفاع الحالي في مبيعات الحاسبات اللوحية ذات الشاشة قياس 10 بوصات، تمثل ثالث ظاهرة في مسيرة الحاسبات اللوحية عموماً، لافتاً إلى أنه في أوائل عام 2010 شهدت سوق التقنية ظاهرة عرفت بـ«جنون الحاسبات اللوحية»، في إشارة إلى الاندفاعة الكبيرة من قبل قطاعات واسعة من المستهلكين لشراء هذه النوعية من الحاسبات، عوضاً عن الحاسبات المحمولة.
لكن هذه الظاهرة، وفقاً للتقرير، لم تستمر كثيراً، إذ سرعان ما اختفت، تحت وطأة المميزات الكبيرة التي أضيفت إلى الهواتف الذكية، والتي جعلت معظم المستهلكين يفضلون جهازاً واحداً هو الهاتف الذكي على جهازين، هما الحاسب اللوحي والهاتف المحمول، كما أنه من ناحية أخرى تحسنت كثيراً خواص الحاسبات المحمولة، فأصبحت أخف وزناً وأكثر نحافة، وأعلى من حيث الموارد المخصصة للحوسبة والتخزين والذاكرة والاتصال الدائم عبر شبكات الاتصالات المحمولة.
تراجع
وذكر تقرير «استراتيجي أنالتيكس»، أن ضغوط الهواتف الذكية والحاسبات المحمولة المحسنة، أدت إلى تراجع موجة «جنون الحاسبات اللوحية»، مبيناً أنه بحلول عام 2014، بدأت هذه الفئة تسجل تراجعاً سريعاً في المبيعات، فظهرت بسوق التقنية ظاهرة «انكماش الحاسبات اللوحية»، التي شكلت المرحلة الثانية في مسيرتها، وظل الحال كذلك حتى عام 2019.
وتابع التقرير أنه مع انتشار وباء «كورونا» عالمياً وما تبعه من إغلاق في جميع أنحاء العالم، تغيّر الكثير من الأشياء، وسادت موجة العمل عن بُعد، وتقديم خدمات التعليم والصحة عن بُعد، ما أعطى حياة جديدة لسوق الحاسبات اللوحية، ودفع لسوق التقنية بظاهرة جديدة تمثل «انتعاش الحاسبات اللوحية كبيرة الشاشة» لتمثل الظاهرة الثالثة في مسيرة حياة هذه الفئة من الأجهزة، على حد وصف تقرير «استراتيجي أنالتيكس».
توقعات
وقدم التقرير توقعات متفائلة بشأن مستقبل الحاسبات اللوحية كبيرة الشاشة، متوقعاً أن تستمر ظاهرة الانتعاش في مبيعاتها حتى عام 2025. وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك 10 طرز من الحاسبات اللوحية كبيرة الشاشة، ستقود المبيعات خلال الفترة المقبلة، وهي «آي باد برو 11»، و«آي باد 10.2»، و«سيرفس برو 7»، و«سيرفس جو 2»، و«سامسونغ غالاكسي تاب إس 6»، و«وهواوي ميت بوك»، و«سامسونغ غالاكسي فيو»، و«لينوفو تاب إم 10 بلس»، و«سامسونغ غالاكسي برو 12.2»، و«تشاوي هاي 13».
وبحسب التقرير فإن الأجهزة اللوحية ذات الشاشات من قياس 10 بوصات أو أكبر ستستمر في زيادة حصتها في السوق، لتستحوذ على ثلثي مبيعات الأجهزة اللوحية بحلول عام 2025.
الشاشة الكبيرة
أفاد تقرير مؤسسة «استراتيجي أنالتيكس»، بأنه ليس من المستغرب أن تكون الزيادة في مبيعات الأجهزة اللوحية مركزة في الوحدات ذات الشاشة الكبيرة، لأن الشاشة الأكبر التي يوفرها الحاسب اللوحي تصبح ميزة ذات قيمة كبيرة، للذين يقضون معظم وقتهم في المنازل، ومن يمضون ساعات في العمل أو التعلم عن بُعد.