«ذا فيرج»: بعد اتخاذها إجراءات ضد الأخبار المضللة والتدخلات الخارجية وتسريب البيانات
تراجع تأثير منصات «التواصل» في الانتخابات الأميركية
أظهر تقييم أولي لأداء منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، تراجعاً واضحاً في الأخبار الكاذبة والمضللة، والتدخلات الخارجية، وهتك خصوصية المستخدمين، وتسريب بياناتهم على نطاق واسع، ما يشير إلى أن سلسلة الإجراءات المضادة لهذه الأمور التي اتخذتها المنصات، عملت بشكل إيجابي ملحوظ.
وأجرى التقييم محللون في موقع «ذا فيرج»، المتخصص في التقنية، ونشرت نتائجه، أول من أمس، قبل ساعات من الإعلان عن فوز جو بايدن بالانتخابات، حيث قارن المحللون أداء منصات التواصل الاجتماعي خلال انتخابات عامي 2016 و2020.
تقييم
وأكد تقييم «ذا فيرج» أن الشبكات الاجتماعية حلّت مشكلات انتخابات عام 2016 إلى حد كبير، لكن انتخابات 2020 نفسها كان لها مشكلات أكبر، الكثير منها بعيد عن منصات التواصل.
وتناول التقييم أكبر ثلاث مشكلات تراجعت خلال انتخابات 2020 كالتالي:
الأخبار المضللة
تتعلق هذه المشكلة بالقصص الكاذبة والأخبار الملفقة، التي ينشرها بعض الناشطين ومرسلي البريد العشوائي، وغيرهم من الساعين إلى الربح، وهي مشكلة طغت على موقع «فيس بوك»، وغالباً ما تتفوق على القصص الإخبارية الحقيقية، وتؤدي إلى توليد ملايين التفاعلات طوال الوقت.
واعترف «فيس بوك» بأن الأخبار المزيفة أوجدت مشكلة في علامته التجارية، حيث بات ينظر إلى موجز الأخبار في «فيس بوك»، على أنه المولد للنقد بالنسبة للشركة، باعتباره موطناً يرحب بالخداع والبريد العشوائي، وهو أمر جعل ثروات الشركة عرضة للخطر على المدى الطويل، ما دفع «فيس بوك» إلى تطوير شبكة من مدققي الحقائق والأخبار الكاذبة، وأضاف تسميات بارزة إلى القصص المتنازع عليها، والأهم من ذلك غيّر الموقع خوارزمية التغذية بالأخبار، لتفضل المنشورات المولدة من قبل الأصدقاء على خلاصات الأخبار والروابط القادمة من الناشرين.
الذروة
وبحسب المحللين، حينما دخلت انتخابات 2020 إلى مرحلة الذروة، أصبحت المكالمات «الروبوتية» والرسائل النصية والبريد الإلكتروني، هي «المكان الأساسي» للمعلومات المضللة، وليست شبكات التواصل، وهذا بالنسبة للفضاء الإلكتروني، أما خارج الفضاء الإلكتروني فتقدمت بعض المحطات التلفزيونية، خصوصاً محطات «الكيبل»، وسبقت منصات التواصل.
التدخل الخارجي
وكانت المشكلة الرئيسة الثانية، التي ارتبطت بمنصات التواصل في انتخابات 2016، هي التدخل الخارجي، كان أبرز مظاهرها ما قامت به وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، بضخ محتوى، إما مباشرة أو عبر الإعلانات المدفوعة، يستهدف زرع الانقسام، وتعميق الاستقطاب في أميركا، باستخدام حسابات مزيفة. وواجه «فيس بوك» التدخلات الخارجية بانتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، بتوسيع الفريق المسؤول عما أطلق عليه «سلامة النظام الأساسي»، وهي مجموعات من الموظفين المتفرغين والمتعاقدين، الذين يعملون على الإشراف على المحتوى.
هتك الخصوصية
عانت منصات التواصل خلال انتخابات عام 2016 من عمليات تسريب البيانات، وهتك خصوصية المستخدمين، وإعادة استخدام بياناتهم لأغراض دعائية وانتخابية، ووصلت ذروة الأمر مع فضيحة شركة «كمبريدج النالتيكا» التي سربت بيانات تخص نحو 75 مليون شخص يستخدمون «فيس بوك»، لأطراف مرتبطة بالانتخابات والحملات الدعائية والإعلانات، لاستخدامها إما تجارياً، أو التأثير في المواقف والآراء، وخلال السنوات الماضية، اتخذت منصات التواصل إجراءات صارمة لرفع مستوى حماية البيانات الشخصية للمستخدمين. وبالنسبة لـ«فيس بوك»، غيّر سياسات وخوارزميات التعامل مع البيانات الشخصية، لاسيما في ما يتعلق بطرق وشروط الحصول على البيانات المستخدمة في «واجهات برمجة التطبيقات»، وكذلك فعل كل من «تويتر» و«يوتيوب»، وترتب على ذلك حماية أفضل للخصوصية في انتخابات 2020.
«سلامة النظام الأساسي»
أصبح فريق «سلامة النظام الأساسي»، الذي أسسه «فيس بوك» لمواجهة التدخلات الخارجية في الانتخابات، يضم أكثر من 30 ألف شخص، منهم خبراء عملوا سابقاً في وكالة المخابرات الأميركية، وساعدوا «فيس بوك» في اجتثاث عمليات التأثير في الانتخابات، وعلى سبيل المثال فإنه قبل انطلاق الانتخابات الأخيرة، كان أعضاء الفريق أزالوا عشرات الحملات الجديدة من الجيش الجمهوري الإيرلندي وحده.