تستهدف مساعدة المستخدمين العاديين على بناء التطبيقات

«باور».. منصّة برمجية جديدة تعمل تحت شعار «الجميع مطوّرون»

المنصّة الجديدة تعمل بمفهوم الكود المنخفض واللاكود. من المصدر

بدأت شركة «مايكروسوفت»، أخيراً، التشغيل الفعلي واسع النطاق، لمنصّة برمجية استراتيجية عالمية جديدة، تحمل اسم «باور»، وتعمل تحت شعار «الجميع مطوّرون»، وتستهدف مساعدة الملايين من مستخدمي الحاسبات وتقنية المعلومات العاديين في المؤسسات والشركات في بناء ما يحتاجونه من تطبيقات وبرمجيات، من دون الحاجة تقريباً إلى مبرمجين محترفين، أو الحصول على تدريبات ومهارات عالية في أعمال البرمجة.

وأوضحت «مايكروسوفت» أن «باور»، تعمل في أربعة مسارات هي: تحليلات وعرض البيانات، ميكنة الأعمال، بناء التطبيقات، والعملاء الافتراضيين، مشيرة إلى أن ذلك يتم بمفهوم «الكود المنخفض واللاكود»، الذي بدأ يظهر وينتشر في صناعة البرمجة بصورة لافتة خلال الفترة الأخيرة.

تحوّلات

وخصصت مايكروسوفت قسماً كاملاً على موقعها تحت عنوان (powerplatform.microsoft.com) لعرض تفاصيل وأدوات منصّة البرمجة الجديدة، وأهدافها وقدراتها، كما خصصت منصباً تنفيذياً مستقلاً ضمن هيكلها الإداري للمنصّة الجديدة، هو نائب الرئيس لمنصّة تطبيقات الكود المنخفض، ويشغله حالياً تشارلز لامانا، أحد كبار خبراء البرمجة في الشركة.

وقال لامانا: «إن التوقعات تشير إلى أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، سيكون هناك احتياج لإنشاء 500 مليون تطبيق جديد عالمياً، وهو رقم يتجاوز التطبيقات والبرامج التي تم إنشاؤها خلال الـ40 عاماً الماضية مجتمعة، ويضاف لذلك أن التطبيقات الجديدة يتعين أن يتم بناؤها بأسلوب يتناسب مع التحوّلات الديموغرافية الحالية، التي تتمثل في أن الموظفين والمستخدمين الجدد للتقنية داخل المؤسسات هم بالأساس من الجيل الذي نشأ وتعلم مع الهواتف المحمولة، والألعاب الإلكترونية الشبكية المفتوحة، مثل (ماين كرافت)، وغيرها من الأدوات والتطبيقات القائمة على العالم الحر المفتوح منخفض الاكواد».

نظم البرمجة

وأضاف لامانا: «لذلك فإن أدوات ونظم البرمجة المستقبلية يجب أن تمنح المستخدمين الجدد الحرية نفسها في إنشاء بيئات العمل الخاصة بهم، وهذا ما يجعل الموجة الجديدة من (مايكروسوفت) تتجه نحو التطبيقات العاملة بمفهوم الكود المنخفض أو اللاكود، بما يتناسب بشكل جيد مع التحوّلات الديموغرافية الحالية، والتحوّل الرقمي السريع وغير المتوقع، الذي جعل الملايين يجدون أنفسهم فجأة يعملون من المنزل وخارج بيئة المكتب العادية إلى أدوات جديدة للمساعدة في إدارة ما كان غالباً عمليات تجارية يدوية».

مكونات المنصّة

وفقاً للتفاصيل التي قدمتها «مايكروسوفت» عبر موقعها، فإن منصّة «باور»، تضم أربعة مسارات للبرمجة، الأول خاص بتحليلات وعرض البيانات، ويستهدف مساعدة العاملين بالشركات، على بناء عروض وتحليلات بيانات، أكثر ذكاءً وعمقاً وبساطة وجاذبية وسرعة، حيث يقدم هذا المسار مجموعة أدوات تحت اسم «باور بي آي»، أو حزمة تحليلات الأعمال في منصّة (باور)، ويمثل حلاً بديلاً وسهلاً وسريعاً، لبناء معادلات برنامج «إكسيل» القديمة، بما تحتويه وتحتاجه من استخدام كثيف للدوال الرياضية المعقدة.

أما المسار الثاني خاص ببناء التطبيقات، ويتضمن مجموعة متنوّعة من الأدوات البرمجية السهلة، التي يمكن للمستخدمين العاديين الذين لا يملكون مهارات برمجة احترافية، استخدامها في بناء ما يحتاجونه من تطبيقات وبرامج تخص أعمالهم، بينما المسار الثالث هو ميكنة الأعمال والإجراءات، الذي يسعى إلى توفير طريقة سريعة لتجميع عمليات وقواعد ودورات الأعمال والمحادثات والأعمال التعاونية، معاً في نسق واحد سلس، يسمح بتشغيل تفاعلات أكثر تعقيداً مع التطبيقات، ويجعل من الممكن إنجاز مهام عدة معقدة بأكواد بسيطة أو لاكود.

وبالنسبة للمسار الرابع، فإنه خاص بإنشاء وتشغيل العملاء الافتراضيين، وهو مسار مستقبلي يتعلق بمفهوم «التواءم الرقمية»، أو الكيانات الافتراضية، التي تقوم مقام المستخدم أو الموظف، في بيئة العمل، وتمثله تمثيلاً فاعلاً في كل ما يجري.

«التطوير الهجين»

وتمضي المسارات الأربعة وفق نموذج «التطوير الهجين»، الذي يمزج بين التطبيقات التقليدية وواجهات برمجة التطبيقات المدارة، وبيئات برمجة سطح المكتب المألوفة، والجيل الجديد من أدوات التطوير منخفضة التعليمات البرمجية، ويوفر لأقسام تكنولوجيا المعلومات بيئة الإدارة الضرورية التي يحتاجون إليها، وفي الوقت نفسه فإنه يجعل المطوّرين المحترفين لا يحتاجون إلى المشاركة في بناء التطبيقات، بل فقط في بناء الأدوات.


الكود المنخفض واللاكود

يطلق مصطلح الكود المنخفض واللاكود على منصّات البرمجة، التي توفر عدداً كبيراً متنوّعاً من المكونات البرمجية النمطية السابقة الإعداد، اللازمة لبناء البرامج والتطبيقات المختلفة، مثل مكتبات النماذج البرمجية لهيكلية البرامج والتطبيقات وقواعد البيانات، إضافة إلى مكون أمن المعلومات، ومكون دورات العمل، ومكون إجراءات الاعمال، فضلاً عن مكون الواجهات الأمامية، ومكون الواجهات الخلفية، ومكون أدوات تحليل وعرض البيانات، وغيرها.

ويتم توفير تلك المكونات في صورة مكتملة، قابلة لأن يتم التعامل معها، من خلال أدوات لتطوير وبناء البرمجيات، وواجهات تفاعل رسومية سهلة، لا تحتاج سوى فهم بعض أوامر التشغيل والربط مع غيرها من المكونات، عبر خطوات متسلسلة محددة سلفاً، ما يقلل احتياج القائم بالتطوير إلى كتابة الأكواد البرمجية إلى أقصي درجة، أو يلغيها.

تويتر