«قاتل الفيروسات».. روبوت بالذكاء الاصطناعي لتطهير الأماكن من «كورونا»
أعلنت شركة «إل جي للإلكترونيات» عن روبوت جديد، جرى تصميمه خصيصاً لتطهير وتعقيم المكاتب والأماكن العامة، من فيروس كورونا، خصوصاً ما تحتويه من أسطح «عالية التلامس»، أو يلمسها كثيرون باستمرار وتعتبر مصدراً للعدوي. ويستخدم الروبوت الجديد، الأشعة فوق البنفسجية من فئة «يو في ـ سي» لقتل الفيروس، وتعقيم الأماكن. ومن خلال اعتماده على أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونظم التشغيل الذاتي، وأجهزة المستشعرات المتقدمة، يمكنه تنظيف وتعقيم دائرة قطرها خمسة أمتار، وقتل ما بها من فيروسات خلال نصف ساعة، بهدوء، وبدرجة أمان عالية، لا تؤذي البشر. ويحمل الروبوت الجديد حتى الآن اسم «قاتل الفيروسات»، وهو من إنتاج إدارة حلول الأعمال بشركة «إل جي للإلكترونيات». وبحسب بيان صادر عن الشركة، نشر عبر غرفة الأخبار بقسم البيانات الصحافية على موقعها lg.com/us/press-release، فإن الروبوت الجديد سيطلق رسمياً خلال فعاليات دورة 2021 من معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «سي إي إس»، الذي سيتم تنظيمه رقمياً فقط عبر الإنترنت، خلال شهر يناير المقبل، وسيصل للأسواق خلال عام 2021.
تشغيل ذاتي
وقال نائب رئيس شركة «إل جي» أميركا لحلول الأعمال، مايكل كوسلا، إن «الروبوت الجديد يعمل بنظام للتشغيل الذاتي، على غرار الأنظمة المستخدمة مع المركبات ذاتية القيادة، ومجهز بأجهزة استشعار (حساسات) متقدمة عالية الدقة، تستشعر حرارة الأجسام المحيطة به، خصوصاً درجة حرارة أجسام البشر، وتقوم بالإيقاف الذاتي لعملية التعقيم وبث الأشعة فوق البنفسجية، إذا ما اقترب أي شخص من الروبوت أثناء العمل، لمسافة تتخطى الحدود الآمنة، وهو العامل الأول الذي تم أخذه في الاعتبار، على الرغم من أن الروبوت يستخدم نوعاً من الأشعة فوق البنفسجية هو (يو في ـ سي)، المصرح باستخدامه من قبل سلطات الرقابة الصحية، خصوصاً هيئة الغذاء والدواء الأميركية، ويستخدم في أدوات تعقيم الهواتف المحمولة، والأجهزة اليدوية الأخرى التي يجري لمسها باستمرار طوال الوقت، وتتنقل مع الإنسان من مكان لآخر». وبفضل قدرات نظام التشغيل الذاتي، وما يتضمنه من أنظمة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، يستطيع الروبوت أن يتدرب ويتعلم المهام المكلف بها، ويعرف الأماكن المطلوب منه تعقيمها، وفق المخطط الموضوع له، سواء من حيث عدد مرات التعقيم، أو مساحات التعقيم، أو توقيتاتها.
ولمزيد من الضبط والحفاظ على أعلى مستويات الأمان، يمكن مراقبة الروبوت والتحكم فيه، من بُعد، عبر تطبيق يتم تثبيته على الهواتف المحمولة للمسؤولين عن تشغيله، فيتم مثلاً إيقافه عند حدوث طوارئ فوراً، أو عند تغيير خطط التشغيل.
فعالية التعقيم
وأكدت الشركة أن الروبوت سيكون فعالاً في تعقيم الأماكن وقتل ما بها من فيروسات «كورونا» بنسبة كبيرة، وذلك استناداً إلى النتائج التي تحققها الأجهزة الأخرى العاملة بالأشعة فوق البنفسجية «يو في ـ سي»، ومن بينها أجهزة تعقيم الهواتف المحمولة واليدوية، الموجودة بالأسواق، والتي تؤكد أن استخدام ضوء «يو في ـ سي»، يعمل على إبادة 99.9% من البكتيريا (العنقودية والإشريكية القولونية السطحية)، ويمكن أن يحقق النتائج ذاتها مع فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، تقر هيئة الغذاء والدواء الأميركية، بأن هذا النوع من الأشعة قادر على تدمير الغلاف البروتيني لبعض الفيروسات، بما في ذلك بعض أشكال فيروس كورونا.
ظروف التشغيل
ويحتاج الروبوت إلى فترة من الوقت، قد تستغرق ساعات أو أياماً، للتدرب على أماكن عمله، ومعرفة المساحات والغرف والممرات المطلوب منه تعقيمها، وجداول التشغيل، وبعد ذلك يمكنه القيام بمهامه تلقائياً، بهدوء ودون إصدار أصوات، أو لفت الأنظار، حيث يقف في مكان ما، ليبث الأشعة فوق البنفسجية من فئة «يو في ـ سي» لتغمر دائرة قطرها خمسة أمتار في كل الاتجاهات، لأعلى ولأسفل، فتدمر وتقتل كل ما يوجد في طريقها من فيروسات وجراثيم، عبر تفجير أغشيتها البروتينية الضعيفة، ومن بينها الفيروس المسبب لمرض «كورونا».
ووفقاً لما قالته الشركة، فإن الروبوت يحتاج إلى الشحن مرة واحدة، لكي يقوم بتعقيم أماكن عدة، كل منها يُشكل دائرة قطرها خمسة أمتار، قبل أن يحتاج للشحن مرة أخرى، ويستغرق التعقيم بين 15 و30 دقيقة حسب المساحة، ثم يواصل عمله في المساحة التي تليها. وعلى هذا النسق، يمكنه العمل في تعقيم غرف الفنادق، وممرات وصالات ومحال المولات التجارية والأسواق، وردهات وسلالم وأرصفة محطات القطارات والمطارات، وغرف المكاتب داخل الشركات ومقار العمل المزدحمة، وغرف الاجتماعات، والفصول الدراسية بالمدارس، والمطاعم والمقاهي، وغيرها من الأماكن التي تُشكل مناطق تلامس عالية ومتكررة بين أيدي وأجساد أعداد كبيرة من الأشخاص.
سهولة الحركة
قال نائب رئيس شركة «إل جي» أميركا لحلول الأعمال، مايكل كوسلا، إن «الروبوت سيكون قادراً على التحرك بسهولة حول الطاولات والكراسي والأثاث، وقد تم تصميم الروبوت ليكون سهل التشغيل، ويمكن دمجه في إجراءات التنظيف المعمول بها دون الحاجة إلى تدريب مكثف للموظفين أو متخصصين لتشغيله، وسيتمكن الموظفون من مراقبة التقدم عبر التحديثات عن بُعد للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية».