«نمي».. يثير تساؤلات حول إمكانية تعرضه للاختراق أو في حال ضياعه

سوار يعتمد ضربات القلب بديلاً عـــن كلمات المرور

السوار يتوافر بثلاثة ألوان هي الأبيض والأسود والبرتقالي. من المصدر

يفرض نمط الحياة المعاصرة على كثيرٍ منّا التعامل مع عدد مختلف من الآلات، يطلب كل منها التحقق من هوية المستخدم في كل مرة يود استخدام جهاز أو الدخول إلى حسابه. ويتفاوت هذا العدد من شخص إلى آخر، بين كمبيوتر شخصي وهاتف ذكي وبريد إلكتروني وخدمات مصرفية، فضلاً عن الأقفال الإلكترونية للمنازل والسيارات.

وعموماً، فإنه يغلب استخدام كلمات المرور النصية في معظم هذه الأجهزة، خصوصاً المتصلة بأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وذلك على الرغم من اعتبارها وسيلة غير آمنة تماماً للتحقق من الهوية.

فمن ناحية، تميل نسبة كبيرة من المستخدمين الأشخاص لاختيار كلمات مرور بسيطة، وأحياناً ما تكون كلمات يُمكن تخمينها بسهولة، ومن ناحية أخرى، تتطور التقنيات المستخدمة لاختراق كلمات المرور باستمرار، ويُضاف إلى ذلك صعوبة تذكر العديد من الأشخاص لكلمات المرور، لاسيما مع كثرتها.

سوار «نمي»

إلا أن شركة كندية تطرح حلاً من خلال سوار معصم يعرف باسم «نمي»، يعتمد على تتبع ضربات القلب المميزة لكل شخص، بديلاً عن كلمات المرور والبطاقات، ويمكن بواسطته التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة الدفع، والسيارات، وأبواب المنازل، والتلفزيونات الذكية وغيرها.

يُحدد سوار «نمي» هوية المستخدم من خلال التعرف إلى ضربات قلبه، ويتضمن مستشعرات للتخطيط الكهربائي لضربات القلب، أو «إي سي جي»، ويعتمد السوار على ما عُرف علمياً منذ ستينات القرن الماضي عن اختلاف ضربات القلب من شخص إلى آخر، وتكوينها نمطاً فريداً لا يتكرر؛ نظراً للاختلافات في موضع وشكل وحجم القلب.

ويعني اختلاف ضربات القلب بين البشر، إمكانية الاعتماد عليها لتحديد هوية شخص معين، كما تزيد صعوبة تقليدها مقارنة مع المقاييس الحيوية المميزة للأشخاص مثل بصمات الأصابع، وقزحية العين، والوجه، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي لشركة «بيونيم» المطورة للسوار، كارل مارتين.

آلية العمل

يتطلب استعمال «نمي» تسجيل المستخدم هويته في الاستعمال الأول، وبعد ارتدائه في أحد معصميه، يكون على المستخدم لمس الجزء المعدني العلوي باليد الأخرى لمدة دقيقتين، وخلال هذه الفترة يسجل السوار التخطيط الكهربائي لضربات قلبه، وبعد تخزينها، فإنه يمكن للسوار التعرف إلى نمطها خلال بضع ثوان.

وعند التعامل مع الأجهزة المختلفة فيما بعد، يكون على المستخدم لمس «نمي» لثوانٍ قليلة، في الوقت الذي يتصل فيه السوار عبر «بلوتوث» بالتطبيق العامل على الجهاز، ويهتز السوار في حال تلقى المستخدم رسالة على بريده الإلكتروني، أو من حساباته في الشبكات الاجتماعية، كما ستظهر رسالة له على شاشة السوار الصغيرة.

وزُود «نمي» ببطارية تدوم لأسبوع من الاستخدام، وبأداة لاستشعار المسافة بين المستخدم والجهاز، إضافة إلى ستة مستشعرات للحركة، تتيح للسوار التعامل مع إيماءات وحركات المستخدمين، وتكييفها لاستجابات معينة؛ إذ يمكن من خلال التلويح باليد، أو ثني المعصم، فتح باب السيارة المجاور للسائق، أو الباب المقابل وهكذا. وفي حال نزع المستخدم للسوار تُغلق جميع الأجهزة المتصلة به آلياً.

تساؤلات

وتُثار حول سوار «نمي» بعض التساؤلات حول إمكانية تعرضه للاختراق، أو كيفية عمله في حال تعرض الشخص لأزمة صحية مثل نوبة قلبية، وكيفية استخدام الكمبيوتر والأجهزة الأخرى في حال ضياع السوار، ومدى أمان قواعد البيانات التي تحتفظ بنمط ضربات القلب المميز للمستخدم.

من جانبها، تعتزم شركة «بيونيم» الكشف عن بيانات لتجارب استخدام «نمي» في وقتٍ لاحق من العام الجاري، تُظهر تفوق نظام التخطيط الكهربائي للقلب على تقنيات التعرف إلى الوجه، لكنه لايزال أقل دقة من بصمات الأصابع.

وأكد «كارل مارتين» توفير السوار ثلاثة طبقات من الحماية؛ فلكي يتم الوصول إلى حسابات المستخدم، أو أجهزته الشخصية، فإن الأمر يتطلب سرقة السوار، وتقليد نمط ضربات قلب المستخدم، إضافة إلى الحصول على هذه الأجهزة.

وأشار مارتين إلى استمرار عمل السوار حتى في حال تعرض المستخدم لضغط، أو ممارسته تدريبات بدنية تُغير من نمط ضربات وقلبه، وقال إنه «في حال ممارسة المستخدم لرياضة الجري، ثم ارتداء السوار بعدها مباشرةً، فإنه ستمضي بضعة دقائق قبل أن يتمكن (نمي) من قراءة ضربات القلب بدقة»، مستدركاً أن النظام يتغاضى عن الاختلافات المألوفة، ولا يطلب أن تكون ضربات القلب متماثلة بالضبط في كل مرة.

سعر السوار

وتتيح شركة «بيونيم» السوار للشراء بسعر أولي يبلغ 79 دولاراً (290 درهماً)، ويُتوقع ألا يتجاوز سعره فيما بعد 100 دولار، وسيصل «نمي» إلى أوائل المشترين بحلول مطلع العام المقبل، كما ستتوافر تطبيقات للتعامل مع أنظمة «ويندوز»، و«ماك أو إس إكس»، و«أندرويد»، و«آي أو إس». ويتوافر السوار بثلاثة ألوان هي الأبيض، والأسود، والبرتقالي.

وعرضت الشركة، التي تتخذ من «تورنتو» مقراً لها، فيديو ترويجياً للاستعمالات الممكنة للسوار، مثل فتح غرفة الفندق، والتلفزيون الذكي، والدفع في المتاجر. ويتطلب بعض منها أجهزة إضافية وتطوير تطبيقات مخصصة، وستطرح الشركة واجهة برمجية تتيح تطوير تطبيقات تجعل من سوار «نمي» ملائماً لعدد أكبر من الخدمات والمنتجات.

أساليب تحقق

تُعد الطريقة التي يعتمد عليها «نمي» للتحقق من هوية المستخدم واحدة من أساليب التحقق المعتمدة على القياسات الحيوية أو الـ«بيومترية»، التي تشير إلى الخصائص البيولوجية المُميزة لكل شخص، وتختلف بين طرق شائعة مثل بصمات الأصابع، والصوت، وقزحية العين، وتعقب حركة العين، فضلاً عن تقنية التعرف إلى الوجوه.

وتستهدف بعض المبادرات اختبار سمات أخرى للجسم؛ مثل رائحة الجسم واللعاب، لكنها لاتزال في طور البحث، مع شكوك في جدوى استخدامها للأجهزة الإلكترونية.

ويُتوقع تطور القياسات الحيوية في المستقبل، والتوسع في الاعتماد عليها بوصفها أكثر أمناً، وأقل عرضة للاختراق والسرقة.

ويُيشر وجود منتجات مثل «نمي» الذي يُتيح طريقة واحدة للتحكم في عددٍ كبير من الأجهزة بالاعتماد على قياس سمة واحدة، بالتغير العميق الذي يمكن أن تشهده طرق التحقق من الهوية والتعامل مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المستقبل.

 

تويتر