«بنسل».. قلم جديد لـ «آي باد» يعيد الرسم إلى أداته الأصلية

على مدى قرون، كانت الأقلام بأنواعها المختلفة، ومعها الريشة والفرشاة، أدوات أساسية للكتابة والرسم، ولاتزال، لدرجة جعلت من القلم مرادفاً على نحو ما للكتابة والتلوين، ومع ظهور أجهزة الكمبيوتر، بدأت نقرات الأصابع على لوحات المفاتيح، وفي ما بعد لمساتها على الشاشات، تأخذ بعضاً من مهام الأقلام.

وترى شركة «فيفتي ثري» الأميركية الناشئة، أن قلمها الرقمي المخصص لأجهزة «آي باد» اللوحية يُعيد الرسم إلى أداته الأصلية، ولذلك ليس غريباً أن يحمل المنتج الجديد اسم «بنسل»، الذي يعني القلم الرصاص، كما يشبهه من ناحية الشكل، واستخدام الخشب في صناعته، وفي قيامه ببعض وظائف القلم التقليدي.

ويُعد «بنسل» أول إنتاجات شركة «فيفتي ثري» في مجال الأجهزة، لكنه يلي تطبيقها الناجح «بيبر»، أي «ورقة» المخصص للرسم لأجهزة «آي باد».

وحظي التطبيق، الذي انطلق في مارس من عام 2012، بأكثر من ثمانية ملايين تحميل، كما نال جائزة تطبيق العام من شركة «أبل» العام الماضي، وجائزة «أبل» للتصميم. وبحسب ما نقلت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، عن أحد مؤسسي «فيفتي ثري»، جوناثان هاريس، الذي يترأس فريق تصميم الأجهزة فيها، فقد عملت الشركة منذ البداية على طرح «بنسل» مع تطبيق «بيبر».

واعتبر هاريس أن العالم الرقمي لايزال يفتقر إلى أشياء تنتمي إلى الماضي أو العالم التناظري، ما دفع الشركة إلى التوصل إلى حل ذكي يمزج بينهما، وأداة تعبر عنهما معاً.

ويُمكن استخدام «بنسل» مثل أي قلم رقمي، أو «ستايلس» آخر يعمل مع الشاشات اللمسية، إلا أن مزاياه تظهر بصورة أفضل عند استخدامه مع تطبيق «بيبر»، ويمكن ربطه بالتطبيق عبر «بلوتوث» من خلال الضغط بالقلم على زر يُسمى «بير تو كيس».

وتأتي في مقدمة مزايا استخدام «بيبر» مع «بنسل»، تجاهل التطبيق حينها لأي مدخلات أو لمسات من راحة اليدين على شاشة «آي باد»، ما يسمح للمستخدم بإراحة يديه على الشاشة من دون القلق من التأثير في التصميم أو اختيار الأزرار، كما هي الحال عند الرسم بالأقلام على الأوراق العادية.

كما يمكن لتطبيق «بيبر» تمييز لمسات الأصابع والاستجابة لها، إذ يمكن للمستخدم أن يمزج بأصابعه الألوان، أو يلطخ الخطوط أثناء الرسم. ويقترب «بنسل» من القلم الرصاص الحقيقي في وجود ممحاة في الطرف الآخر منه، ويمكن استخدامها مباشرةً على الشاشة من دون الحاجة إلى اختيار أداة الممحاة في التطبيق.

وعمل بعضٌ من فريق تصميم «فيفتي ثري» سابقاً في شركة «مايكروسوفت»، وشاركوا في منتجات من بينها منصة ألعاب «إكس بوكس»، وجهاز التحكم «كينكت»، ومشروع الكمبيوتر اللوحي «كورير» الذي أوقفته الشركة، ومشغل الوسائط المحمول «زون».

ورأى جون إيكيدا، الذي يرأس إدارة منتجات الأجهزة في «فيفتي ثري»، أنه ينبغي لـ«بنسل» باعتباره أداة، أن يكون بديهياً وواضحاً، وفي متناول المستخدم ليُسهل التقاطه واستخدامه. وقال إن «(بنسل) يعمل بشكل رائع كقلم (ستايلس) جامد، لكن مثل هذه الأقلام ما هي إلا محاولة لتحسين لمسات أصابع اليدين»، معتبراً أن ذلك لا جدوى منه. وتابع أن «القلم يسمح لك بالمحو، كما لايزال بإمكانك استخدام إصبعك في ما يجيد القيام به، وهو ما تعلمته في طفولتك، أي التلاعب بالفن».

وذهب أحد مؤسسي الشركة، جورج ببتسشنج، إلى أن «بنسل» يتيح للمستخدمين الاستفادة من الشاشات اللمسية بصورة أفضل، ويمنحهم فرصة «التفكير بأيديهم».

وبجانب بعض التشابه في الوظائف بين «بنسل» والقلم الرصاص، استلهمت «فيفتي ثري» تصميمه من أقلام النجارين التي تمتاز بأنها مسطحة وعريضة، ما يمنع انزلاقها عن طاولة العمل والأرفف، ويتوافر «بنسل» في شكلين، أولهما «غرافيت»، أو «كربون»، وصُنع من الألمنيوم المصقول، في حين صُنع الآخر من خشب الجوز ويحمل اسم «ولنت».

وطرحت الشركة «بنسل»، الذي يمكن شحنه عبر منفذ «يو إس بي»، هذا الأسبوع للبيع في أميركا الشمالية عبر موقعها على الإنترنت، مقابل 49.95 دولاراً (184 درهماً) لنموذج غرافيت المصنوع من الألمنيوم، بينما تبيع نموذج خشب الجوز مقابل 59.95 دولاراً (220 درهماً).

ويتيح شراء «بنسل» الحصول على أدوات الرسم ومجموعات الألوان في تطبيق «بيبر»، إذ إن التطبيق يتوافر مجاناً عبر متجر تطبيقات «آي تونز»، بينما تتوافر كل مجموعة ألوان نظير سعر محدد. وربما يعتبر البعض سعر «بنسل» مبالغاً فيه بالنسبة لقلم أو أداة إضافية بجانب قيمة «آي باد»، في حين يمكن استخدام الأوراق والأقلام التقليدية، أو الاكتفاء بالأصابع على شاشة «آي باد». وترد «فيفتي ثري» على ذلك بتأكيدها أنها لا ترغب في الانتقاص من أهمية اللمس باعتباره الوسيلة الأفضل والأكثر طبيعية في التعامل مع الشاشات اللمسية، لكنها تهدف إلى تقديم أداة تتكامل معها.

وقال هاريس: «لا نحاول تقديم إصبع أفضل، فاللمس أمر رائع، ولا توجد أداة أفضل من اليد البشرية، لكن توجد أشياء يمكن للأدوات القيام بها لتُكمل ما تقوم به اليد البشرية، ونحن نعتقد أن (بنسل) إحدى هذه الأدوات».

من جانبه، قال إيكيدا إن الشركة تحاول، كما هي الحال مع تطبيق «بيبر»، تذليل العقبات أمام الإبداع، ولا ترغب في أن يكون السعر أحد العوائق.

وأضاف: «نحاول أن نقدم سعراً يكون في متناول المبدعين يومياً، وليس فقط المهندسين المعماريين والمصممين».

الأكثر مشاركة